تعتبر بداية المدرب جبرار بوشار مع النادي البنزرتي مشجعة فقد انتصر على النادي الافريقي في الجولة الافتتاحية ثم انهزم ضد الترجي لعدة أسباب منها قوة بطل الموسم الماضي وأيضا الظروف التي حفت بالمقابلة كاقصائه من الميدان واقصاء أحد لاعبيه.. عن كل هذه الظروف تحدّث مدرب «السي آ بي» الذي فسّر حقيقة علاقته بالترجي وبمسؤوليه ومشاكله مع الحكام، وأهدافه مع النادي البنزرتي وأسرار خروجه من نادي حمام الأنف، واعتذاره للملعب التونسي.. في الحديث التالي: كيف تقيم عملك بالبنزرتي الى حد الآن؟ عملنا جيد طوال الفترة المنقضية وأكدنا أننا أقوياء تكتيكيا وبدنيا، وقد لاحظتم أننا كنا قادرين على التعديل أمام الترجي رغم النقص العددي على امتداد 80دقيقة .ان المستوى الذي بلغناه حاليا جيد ونحن نسعى الى تقديم موسم ممتاز وأن ننافس على المراكز بين 3و5 على أن يكون الموسم القادم للتأكيد. او بالمناسبة أقول اته علينا أن ننتدب لاعبين أو على الأقل مهاجما صريحا أي رأس حربة لأننا لا نملك حاليا سوى لاعب وحيد في هذا المركز وهو هيثم بن سالم. لو كان اللطيفي أو معتوق ضمن مجموعتنا، على كل فانه يجب البحث في السوق التونسية للظفر بلاعب يملك المواصفات المطلوبة ماقوام فلسفتكم الكروية؟ انها تقوم أساسا على الهجوم، لا أنكر أنني أميل الى الحذر عندما يتطلب الموقف ذلك ولكن الأساس يبقى اللعب الهجومي لأن تلك هي حقيقة كرة القدم وهو ما يريده الجمهور واللاعبون وعشاق هذه الرياضة عموما.. أنا أحب كرة القدم وأرفض الطرق الدفاعية الرتيبة وابعاد الكرة الى المدارج، ولقد شاهدتم أننا رغم النقص العددي هاجمنا أمام الترجي اذ لعبنا ب 3 مهاجمين وهم الجباري وبن سالم والحرباوي وتحكمنا في منطقة الوسط بثلاثة لاعبين فقط واكتفينا في الخط الخلفي ب 3 مدافعين أيضا. ومع ذلك رأيناك تنفعل كثيرا من التحكيم رغم أن الأخطاء جزء من اللعبة والدليل كاس العالم الأخيرة؟ أشاطرك الرأي في ذلك ولكن بشرط ألا تتكرر الأخطاء، فالخطأ التقديري جائز لكن عندما يتكرر فانه يوجد خللا ما. وبالمناسبة وهذا ما أود أن يفهمه الناس هو أنه لا شي ء عندي ضد الترجي ولاعبيه، فهو فريق كبير ويملك لاعبين كبارا لهم من القدرات ما يجعلهم أبطالا وليسوا في حاجة الى مساعدة التحكيم. وبالمناسبة أشير انها ليست المرة الأولى التي أمر فيها بتفس الموقف اذ سبق لي أن عشت تجربة مماثلة مع حمام الأنف ضد الترجي في الموسم الماضي، من جهة أخرى اتعرف لماذا أقصاني الحكم؟ فعل ذلك لأنني دخلت بضعة أمتار في الملعب فقط.. كيف تقيم علاقتك بالترجي عامة وببوشماوي خاصة .وهل كان بوشماوي فعلا وراء تعاقدك مع حمام الأنف؟ أريد ان أؤكد أنه لا مشكلة لدي اطلاقا مع الترجي فعلاقي به طيبة والدليل مصافحتي لحمدي المدب وبادين التلمساني عقب المقابلة أما فوزي البنزرتي فلا توجد بيننا علاقة سابقة وأكيد أنه مثلي يريد الانتصار ويتعلق به فتشتد المنافسة خلال المقابلة لتعود الأمور الى طبيعتها بعدها، وبالنسبة الى بوشماوي فقد كان العرف وهو الآن صديق ولم يكن وراء تعاقدي مع حمام الأنف. مايزال الشارع الرياضي يتساءل عن أسباب مغادرتك لحمام الأنف وعلاقتك ب«بن شويخة» فماذا تقول؟ ما أريد تأكيده هو أن السبب لم يكن ماديا، لأن الفرق بين عرض البنزرتي وفريق الضاحية الجنوبية هو في حدود الألف دينار وقدمت للسيد منجي بحر قائمة بأسماء اللاعبين الذين أرغب في بقائهم بالفريق ولكن وبعد 3 أسابيع لم يمض منهم لفائدة الفريق سوى لاعب وحيد هو سليم سيسي ولذلك اخترت النادي البنزرتي لما لمسته من مسؤولية في اتحاد المواقف والرؤى والأهداف وأن اختياري العمل بالبنزرتي على امتداد موسمين يتنزل في هذا الاطار. واما بالنسبة الى اللاعب بن شويخة فان اختلافي معه كانت له أسبابه الموضوعية، ولان هذا اللاعب كان ذكيا فقد فهم المطلوب وكانت النتيجة كسبا ثلاثيا للاعب والفريق والمدرب لأنني لم اطلب الا العمل والانضباط لأنهما أساس كل نجاح. وما سبب القطيعة مع الملعب التونسي؟ لقد تضمن عقدي مع الملعب التونسي بندا يتيح لي المغادرة وهذا ما حصل، تحدثت الى السيد محمد الدرويش في الموضوع اثر عرض النادي البنزرتي الذي رأيته يستجيب لطموحاتي والتحديات التي أريد خوضها والرهانات التي اطمح الى كسبها والتي كانت تتوافق مع رؤية رئيس النادي البنزرتي فوجدته متفهما للأمر والشيء من مأتاه لا يستغرب فلم يخلق لي اي مشكلة. أعلمت الدرويش برغبتي في التدريب وأن أعيش تحديات الاحتراف بما فيها من مجازفة ومفاجآت وتجدد وكان التفاهم التام الذي اشكره عليه. كيف تقيم مستوى البطولة الوطنية؟ انها شبيهة بالبطولة الفرنسية التي تعنمد المهارات، وأن مستواها الحالي جيد لوجود لاعبين ممتازين على غرار الدراجي وكذلك اللاعبين الاجانب مثل اينرامو ومايكل بوشار. وما أود تأكيده هو أن التكوين القاعدي الجيد والانضباط هما أساس النجاح، لذلك لابد أن يعي اللاعب منذ صغره بشروط العناية به من جميع النواحي: الأكل، النوم، التدريب، الصحة، الوقاية وغيرها. يجب أن نتشدد في المطالب حتى نحصل على أفضل النتائج، لذلك أشيد بموقف فوزي البنزرتي في معاقبته لاينرامو لما تأخر في الالتحاق بالتمارين لأنه بدون انضباط لا نتحصل على النتائج المرجوة، وبالمناسبة أشير الى دور الأندية الكبيرة في النهوض بالكرة لان تغيير الاطار الفني كل موسم وتسريح عدد كبير من اللاعبين وانتداب آخرين لا يخدم الكرة بالمرة والدليل الصارخ الآن هو نادي حمام الأنف. لم تكن النتائج المرجوة في الموعد مع «لوشانتر» و«براتشي» في النادي الافريقي ومع مارشان في المنتخب، فهل يعكس ذلك تراجع المدرسة الفرنسية بدليل الوجه الذي ظهر به المنتخب الفرنسي في كأس العالم الأخيرة؟ يجب أن اقول لك بأنني لا أومن بوجود مدارس تنسب الى دول معينة وانما توجد كرة قدم عالمية، وان ما يميز منتخبا على منتخب آخر هو المستوى وليس الجنسية، ولكن جرت العادة ان نحكم على كرة بلد ما من خلال منتخبها وهذا غير صحيح وما عشناه مع المنتخب الفرنسي لا يخرج عن هذا الاطار فالمسالة بالأساس هي مسالة اختيارات فالخطأ موجود في الاختيار وليس في المدربين. فلقد سبب اللاعبون بسلوكهم الذي شاهدناه الكثير من الأذى للكرة الفرنسية وجمهورها ربما لصغر السن أو تأتير الثروة ولكنه يبقى مرفوضا وهذا هو الخطر الحقيقي وهو أشد من الانسحاب من الدور. الأول، لذلك عندما نتحدث عن مدرب فرنسي فلا يعني ذلك الحديث عن مدرسة فرنسية، فالامتياز الوحيد في هذه الحالة يتمثل في التشابه في الجوانب الفنية والمهارة بين الكرتين الفرنسية والتونسية وفي عامل اللغة. وبالمناسبة أرجو للمدرب برتران مارشان النجاح مع المنتخب التونسي لأن في نجاحه نجاحا للجميع. كلمة أخيرة أود أن أؤكد للجميع بأنني سأحرص على أن يكون للنادي البنزرتي طابعه المتميز وأسلوبه الخاص في اللعب، وأن تحقيق هذه الغاية مع تطوير أداء اللاعبين وقدراتهم لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة بل يحتاج الى وقت وصبر وخاصة الى دعم الجمهور وتشجيعه وتفهمه. وانني لا أذيع سرا اذا قلت ان من بين الأسباب التي شجعتني على تدريب البنزرتي هو جمهوره العريض والممتاز والذي يتراوح عدده بين 7الاف و10 ألاف متفرج في كل لقاء والمعروف بحبه الكبير لفريقه وأن ذلك التشجيع الذي تجلى في أبهى مظاهره في المقابلتين السابقتين أمام الافريقي والترجي سيكون أحد عوامل النجاح الرئيسية للفريق.