لأول مرّة يتم الإعلان عن الترفيع في أسعار الحبوب بنسب مسبوقة قبل انطلاق موسم الزراعات الكبري تونس الصباح: وضع وزير الفلاحة والموارد المائية الحبيب الحداد صباح امس الاجراءات الرئاسية المعلنة يوم 2 اكتوبر الجاري تحت المجهر مستعرضا تفاصيل القرارات ومحللا ابعادها متوقفا على طابعها الاستراتيجي سيما وانها تتعلق بالتحفيز على تطوير اداء منظومة الحبوب في ظرف عالمي لم تشهد فيه بورصة اسعار القموح مثيلا لها من حيث الارتفاع جراء العوامل المناخية السائدة ونضوب المخزونات بالبلدان المنتجة وانكماش الانتاج. من هذ ا المنطلق واعتبارا للمكانة الاستراتيجية للحبوب وحرصا على تدعيم الامن الغذائي ومزيد دفع القطاع تم اقرار جملة من الاجراءات التحفيزية تهم اساسا مراجعة اسعار الحبوب على مستوى الانتاج باقرار زيادة ب50% في الشعير ارتفع بمقتضاها السعر من 20 دينارا للقنطار الى 30 دينارا وبنسبة 22% في مادة القمح الصلب الذي تطور سعره الى 40 دينارا.. وتندرج هذه المراجعة في نطاق مراعاة تطور تكلفة الانتاج من محروقات واسمدة ومبيدات وميكنة ويد عاملة. مراجعة مقاييس القروض يهدف اجراء مراجعة مقاييس القروض الموسمية للزراعات الكبرى على ملاءمتها مع تطور تكلفة الانتاج بما يسمح للفلاحين من الحصول على القروض بالحجم القادر على مجابهة مصاريف الانتاج وستكون المراجعة في حدود 12% من قيمة القرض وفقا لحقوقية مناطق الانتاج. ومن الاجراءات المقرة ما يتعلق بتمكين الفلاحين من استرجاع نقطة ونصف من نسبة الفائدة الموظفة على القرض الموسمي في حال خلاص الديون في آجالها المحددة والنزول بمستوى الفائدة من 5،8% الى 7% ما يعادل تخفيض ب6 دنانير على فوائض القرض بالهكتار الواحد مع الاشارة الى انه تم انجاز دراسة للتقليص في كلفة التأمين الفلاحي ستعرض على استشارة وطنية موفى هذا الشهر ودائما في مجال الاحاطة بالتمويل الفلاحي تقرر التوسع في مجال تدخل مشاريع المراقبة العادية الممولة عن طريق ميزانية الدولة لتشمل ولايات الوسط بنفس شروط التمويل بما يسمح بتغطية اكبر عدد من صغار ومتوسطي الفلاحين بمناطق التوسع. وللميكنة الفلاحية نصيب قدرت نسبة الترفيع في منحة الاستثمار لاقتناء الجرارات والآلات الحاصدة ب25% بعد ان كانت في حدود 15% وسيمكن هذا الاجراء من تدارك اشكالية تقادم اسطول الميكنة وبتحفيز الفلاخين على تجديد معداتهم وتطويرها لانجاز الأنشطة المطلوبة في الابان. على صعيد آخر في مجال النهوض بانتاج الحبوب المرورية تقرر تمكين منتجي الحبوب المروية بالمناطق السقوية العمومية من رية اولى مجانية ويشمل الاجراء نحو 40 الف هكتار من المناطق السقوية وينضاف هذا القرار الى ما سببته من اجراءات استهدفت التخفيض في سعر مياه الري الى النصف وتكثيف تأخير الفلاحين. البذور الممتازة بالتوازي تم الابقاء على نفس اسعار البذور الممتازة للموسم الثاني عشر على التوالي رغم ارتفاع الكلفة لتشجيع الفلاحين على استعمال هذا الصنف من البذور المتميز بانتاجيته المرتفعة كما تم اقرار الف قنطار من الشعير بسعر مشجع يعادل 23 دينارا للقنطار ومن شأن هذا الاجراء تعزيز المساهمة في توفير الاعلاف الضرورية للماشية ومجابهة ثقل ضغط كلفة توريد الشعير الحيواني توقفت وتم اعداد خطة الاعتماد على الاعلاف البديلة واقرار تشجيعات وحوافز عديدة لحمل الفلاحين على توجه نحو اصناف الاغذية الحيوانية البديلة في ظل التصاعد الصاروخي لاسعار الشعير الموجه لتربية الماشية في العالم والتي لا يقدر الفلاح على تحملها. خطة متابعة ميدانية لان الحوافز المادية على اهميتها قد لا تكفي لوحدها لتحقيق الاهداف المرسومة في مجال الحبوب وصفت وزارة الفلاحة خطة تنفيذية لتثمين هذه الاجراءات خلال الموسم الزراعي الجديد تعتمد اساسا المتابعة الفنية اللصيقة للمنتجين عبر استغلال نتائج الخارطة الفلاحية وتحديد المستغلات المستهدفة وتوزيعها حسب انماط وخصوصيات المستغلات وتخصيص فريق تدخل متعدد الاختصاصات ضمانا للتأطير اللصيق والمتابعة المستمرة. وذكّر الوزير بان موسم حبوب 2007-2008 وُضع تحت شعار «رفع رهان الحبوب.. مشددا على ان القضية الرئيسية للقطاع الفلاحي ككل ليست قضية غلال او خضر وانما حبوب واعلاف ماشية وألبان ويتمثل اكبر رهان في التوفق الى انجع الآليات المحافظة على ما تحقق من مكاسب في هذه المجالات ومزيد دعمها وتثمينها.. لبلوغ معدل انتاج لا يقل عن 35 مليون قنطار في السنوات الملائمة ومعدل لا يقل عن 22 مليون قنطار في السنوات الصعبة.