إزاء الاستنزاف المتواصل للثروات السمكية ومن أجل المحافظة على المخزون البحري... تعتبر تربية الأحياء المائية الحل الأمثل لدعم الانتاج وتجاوز الاشكاليات التي تلوح حادة مستقبلا بحكم ضغوطات الطلب على مختلف الأصناف وهي وضعية عامة وعالمية لا تختص بدولة دون أخرى. وفي تونس مازال الانتاج المتأتي من تربية الأحياء المائية محتشما حيث لا يتجاوز معدله 3% من الانتاج السمكي الجملي وبغاية الرفع من الانتاج وتنويع التقنيات المعتمدة في هذا المجال تم اقرارخطة متكاملة الجوانب لدفع هذه المنظومة وتحفيز الباعثين على الاستثمار فيها.. عبر اسناد منح إضافية لتشجيع الشراكة ودراسة مواقع انجاز المشاريع. يبلغ حاليا عدد مشاريع تربية الأسماك البحرية 5 فيما تختص 4 مشاريع بتسمين التن الأحمر و5 لتربية القوقعيات وتم استزراع 34 سدا للتربية بالمياه العذبة وبلغ الانتاج خلال 9 أشهر الأولى من سنة 2007 - 1800 طن وينتظر أن يرتقي الى 3 آلاف طن موفى السنة على أن يتطور حجم الانتاج الى 6 آلاف طن في غضون سنة 2016 ويتوقع أن يتأتى هذا المنتوج من بعث مشاريع جديدة لتربية الأسماك بالأقفاص العائمة بعرض البحر ومشاريع تربية القوقعيات على الحبال العائمة بعرض البحر علما وأن أول مشروع للأقفاص العائمة تم تركيزه بمنطقة هرقلة في أفريل الماضي بطاقة انتاج تقدر ب750 طنا سنويا. ويجري العمل حاليا على تنمية الانتاج المتأتي من تربية الأسماك بالمياه العذبة ليبلغ 6 آلاف طن من خلال تشجيع المستثمرين الخواص على استغلال مسطحات السدود. شراكة وتعاون لدفع قطاع تربية الأحياء المائية كان لا بد من الاستفادة من تجارب البلدان التي اكتسبت خبرة واسعة وتقنيات عالية في المجال ومن بينها تمتين التعاون مع الصين وذلك عبر تدعيم المركز الفني لتربية الأحياء بتجهيز وحدة التربية بالمياه العذبة بالمعدات الضرورية وتقديم الخبرة اللازمة لتشغيل المركز... وتركزت برامج التعاون مع النورويج على بعث وحدة نموذجية لتربية الأسماك بالأقفاص العائمة بعرض البحر. ويشمل التعاون مع إيران اعتماد تجربة نموذجية لتربية القمبري علاوة على تبادل المعلومات والخبرات والشراكة ويهم التعاون مع كوريا الجنوبية بعث مشروع مندمج لتفريخ وتربية القوقعيات الى جانب تكوين الفنيين التونسيين وتبادل الخبرات. وفي مجال التعاون التونسي الياباني يرتكز العمل على تركيز مشروع يعتمد المقاربة التشاركية لتحسين وتنمية دخل الصيادين بخليج قابس وذلك من خلال برنامج عمل يشمل اعادة إحياء الغطاء العشبي بالخليج ووضع أرصفة اصطناعية لحماية الثروة وانجاز مشاريع نموذجية عائلية الى جانب القيام بعمليات تحسيسية لتثمين المنتوج.