للمرة الثانية خلال هذا الموسم يراهن عبد السلام شمام على عواز الطرابلسي في اصعب مباريات بالجولة السادسة واشدها حساسية.. وللمرة الثانية يرفض الاستنجاد بالحكم الأجنبي ويضع ثقته من جديد في الحكم التونسي.. والمؤكد هو ان هذا الرجل العائد بعد سنوات طويلة نسبيا الى رئاسة اللجنة الجامعية للتحكيم قد تنفس الصعداء يوم السبت الماضي.. وحمد الله كثيرا اثناء تواجده على عين المكان بملعب الطيب المهيري بصفاقس عندما تأكد بنفسه ودون اية واسطة انه قد كسب الرهان بعد ان رأى بالعين كيف ان عواز قدر انهى مباراة القمة بين النادي الصفاقسي والنجم الساحلي في جو رياضي صرف بعد ان احسن ادارتها وقيادتها الى شاطئ الامان بحنكة ودراية وهدوء ورصانة. وبثقة في النفس دون غرور وجرأة وشجاعة دون تهور او «دكترة» مع الحرص الشديد على اقامة العدل بين الفريقين بتوظيف اللياقة البدنية المتميزة في تطبيق القانون تطبيقا صحيحا ثابتا دون التردد في اتخاذ القرارات التي تفرض نفسها ودون التأثر باي عامل خارجي، لا بالاسماء ولا بالمكان ولا باصحابه ولا بالنتيجة ولا.. ولا.. فبكل هذه الخصال نجح عواز للمرة الثانية في امتحانه الصعب وبامتياز شهد به الجميع فأراح بذلك واستراح: «عدلت يا عمر، فنمت على قارعة الطريق» قالها مبعوث كسرى عندما رأى الخليفة عمر ابن الخطاب نائما في ظل شجرة حسبما تقول الرواية. ولكن المؤسف بعد ذلك هو انه الى حد الان لا يوجد الكثيرون من عواز على ذمة لجنة التعيينات بدليل انها قد قامت في مناسبة اولى باعادة تعيين أحد الحكام للاسبوع الثاني على التوالي بعد ان كانت قد وجهت له «توبيخا» هو أثقل وامرّ من الايقاف شكلا ومضمونا! كما قامت في الجولة الاخيرة بالذات باعادة تعيين الحكم الذي احتسب في الجولة الماضية ركلة جزاء مجانية كانت كافية لترجيح الفريق المحلي بالحجة والبرهان وكما قال ناجي الجويني مؤخرا في اجتماع اللجنة الجامعية للتحكيم بحكام العاصمة والوطن القبلي عندما دعي لابداء رأيه في خصوص القرارات التي اتخذها بعض الحكام.. وبالمناسبة اؤكد من جديد على ان التهور الذي اعتمده من قال بشرعية ركلة الجزاء انما كان من المهاجم نفسه في حين ان المدافع قد كان بريئا منه ومن الاهمال ايضا! الاصرار على مخالفة القانون؟ ابقى مع عواز الطرابلسي لألاحظ ان اهم قرار شد انتباهي.. وبعد احتسابه لركلة الجزاء المستحقة واقراره لشرعية الهدف الثاني للنجم) انما يتمثل في البطاقة الصفراء التي اخرجها المدافع المهاجم صابر بن فرج عندما حاول هذا اللاعب منع حارس مرمى النادي الصفاقسي من اطلاق الكرة من يديه الى داخل الميدان! اعلم ان هذه المخالفة لا تستوجب في الاصل والعادة الا العقوبة الفنية فقط «ركلة حرة غير مباشرة ولكنني اعلم في نفس الوقت ان (اصرار اي لاعب على مخالفة القانون) يعد من الاخطاء التي تستوجب الانذار فضلا عن العقوبة الفنية.. ومع ذلك فانني لم ارَ من قبل اي حكم يطبق هذه المخالفة تطبيقا دقيقا ويأخذ بعين الاعتبار «طبيعة الخطإ».. والمفروض ان يتدارك الحكام في المستقبل هذا التقصير حتى يضعوا حدا لهذه المخالفة التي يتميز بها اللاعب التونسي خاصة والذي ربما يتعمد ارتكابها باستمرار امتثالا لتوصية الممرن وبهدف تقطيع اللعب او تعطيله حتى يعود زملاؤه الى اماكنهم علما بان اصرار بعض اللاعبين على منع الحارس من اطلاق الكرة.. قد يتولد عنه رد فعل ويتسبب للحكم في مشاكل هو في غنى عنها «والوقاية خير من العلاج» كما نعلم! كيف أخطأ الحكم المساعد؟ من حسن حظ المساعد الأول بالخصوص ان الهدف الذي الغاه للنجم الساحلي في الشوط الاول بحجة التسلل غير الموجود لم يكن له بالغ الاثر في النهاية مادام النجم قد توصل فيما بعد الى تسجيل هدفين اثنين لينتهي اللقاء على نتيجة (2-0). وبعد ان مر هذا الخطأ بسلام. والذي ربما كان سببه ان صاحب الراية قد غفل عن مدافع النادي الصفاقسي (الذي كان موجودا وراء مهاجم النجم الذي لعب الكرة برأسه.. ومتأخرا بذلك عن الموقع الذي كان به صاحب الهدف لحظة لعب الكرة..) ولم يأخذ بعين الاعتبار الا المدافع الثاني الذي كان متأخرا فعلا عن جيلسون.. وبعد ان ساهم ابناء النادي الصفاقسي انفسهم في تغطية خطا هذا المساعد.. فالمهم الان هو ان يحرص فريد بن نصر على الاستفادة من خطته في المستقبل على ان يذكر دائما ان التسلل مسؤولية صاحب الراية بنسبة 99،99 بالمائة وان الشك لا يكفي لرفع الراية.. وانه «ما كل مرة تسلم الجرة» مراقب هذا أم حكم خامس (؟!) لان المشرع يقول بالمادة (5) بان الحكم يدير المباراة بالتعاون مع الحكمين المساعدين ومع الحكم الرابع ايضا عندما يتطلب الامر ذلك.. ولانه يقول في مكان اخر بان الحكم هو المسؤول عن مساعدة الحكم في اجراءات التبديل ومراقبة ما يجري داخل المنطقة الفنية.. ولان العميد فاروق بوضو قد لاحظ في المحاضرة التي القاها في المراقبين ان على المراقب ان لا يتدخل ابدا في صلاحيات وسلطات الحكم. لكل ذلك فانني عندما شاهدت العيساوي بودبوس (خلال المباراة التي نتحدث عنها) يتحرك باستمرار بجانب خط التمارس يتدخل في عمليات التعويض (رغم وجود حكم رابع) ويتسلم اجازة اللاعب البديل من الاداريين في فضول واضح تملكني الاستغراب وتساءلت في قرارة نفسي: «هل ترى ان لجنة هشام قيراط قد عينت العيساوي بودبوس ليراقب اداء الحكم عواز ومساعديه وليقوم بتقويمه تقويما دقيقا شاملا من ضربة البداية حتى تصفيرة النهاية.. (وهو ما يتطلب التفرغ الكلي لهذه المهمة والامانة وعدم الانشغال عنها بأي دور آخر لا صلة له بالمراقبة). ام انها قد عينته لينازع الحكم الرابع في مهامه وليكون بذلك حكما خامسا في ثوب مراقب (؟!) تساؤلات اخرى كثيرة تفرض نفسها ولكنني اكتفي بهذا القليل الذي قد يغني عن الكثير والله ولي التوفيق.