حتى لا نقع في نفس أخطاء من هوّلوا عبر وسائل الاعلام المصرية المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية، ما حدث في حيّز زمني صغير من عمر مباراة الاهلي المصري والترجي الرياضي بملعب القاهرة، يجب التذكير بأن من قاموا بأحداث الشغب اثر الهدف الثاني لمحمد أبو تريكة يقدّر عددهم بحوالي 10 انصار فقط من ضمن 6000 مشجع تحولوا الى القاهرة، أي أن نسبة المتورطين لا تتجاوز %0.166. لذا فان كنا نستاء من مثل هذه الممارسات الطائشة وندعو لمحاسبة مقترفيها، فاننا نستغرب تهويلها والركوب عليها لتسميم أجواء نقية ومثالية، لا يجوز أن تعكّر صفوها مجرد أعمال تحدث في جميع ملاعب الدنيا. فالعنف مرفوض حتى لو كان في اطار ضيق ومحدود، لكن أخشى ما نخشاه هو تضخيمه وتحويله الى قضيّة برمتها. فذاك ما نأباه بين بلدين شقيقين علاقتهما أقوى وأمتن وأسمى من أن تنال منها أفعال عنف في مباراة رياضية نتيجتها زائلة. وقد دأبت تونس على التحسيس بمخاطر العنف والسلوكيات «المستوردة» في الملاعب، وتعاملت مع الظاهرة رغم محدوديتها مقارنة بما يحدث في ملاعب البلدان الاخرى بصرامة، فظلت تلاحق قضائيا حتى من تسوّل له نفسه اشعال الشماريخ في المدارج، ووضعت الدولة استراتيجية عمل مع الاندية والجامعات الرياضية ولجان الاحباء تهدف الى القضاء نهائيا على الممارسات المشينة في الفضاءات الرياضية.