طلبة بالمركب الجامعي بمنوبة: نطالب بتحسين خدمات حافلات الخطوط البعيدة وتجديد الأسطول وإيصال المترو الخفيف منوبة-الصباح الكثير من الطلبة خاصة المقيمين منهم على بعد مسافة طويلة من المؤسسات الجامعية يقضون قسما وافرا من وقتهم جريا وراء وسائل النقل العمومي.. وعوضا عن قضاء ذلك الوقت في المكتبات فإنهم يبددونه في الحافلات وعربات المترو الخفيف والقطار.. وفي لقاء مع عدد من الطلبة الدارسين بالمركب الجامعي بمنوبة استمعنا إلى مقترحات عملية لتحسين خدمات النقل الجامعي.. كما تذمر جل من تحدثنا إليهم من رداءة النقل الجامعي سواء في الحافلات المخصصة للطلبة أو في غيرها من وسائل النقل العمومي.. وهم يتساءلون هل أن وسائل النقل العمومي الجامعي المتاحة حاليا مازالت قادرة على استيعاب جميع حرفائها من الطلبة؟؟ وهل سيوجد حل في المستقبل القريب لظاهرة الاكتظاظ الشديد التي تشهدها الحافلات والقطارات وعربات المترو الخفيف في أوقات الذروة وغير أوقات الذروة بسبب تزايد عدد الطلبة أم أن الأمر سيتواصل أمدا طويلا؟؟ ولماذا كل هذا الاختناق والتعب والملل الذي يعاني منه الطالب جراء استعمال وسائل النقل العمومي.. هذه الأسئلة طالما تبادرت إلى أذهان جميع من يرتاد وسائل النقل العمومي من الطلبة فهم يأملون في تغير الحال في القريب العاجل.. ويقولون في هذا الصدد إن المشي على الأقدام مسافات طويلة أحسن بكثير من ركوب وسائل النقل العمومي بالمواصفات الحالية. أكرم الحاج طالب يزاول دراسته في السنة الثالثة علوم محاسبة وهي السنة الأولى التي يدرس فيها في المركب الجامعي بمنوبة قال إنه يبدد الكثير من الوقت في التنقل.. خاصة وأنه مقيم خارج العاصمة ويتنقل يوميا من منزل أسرته إلى الجامعة للدراسة ويعاني الأمرين من وسائل النقل. وبين أن ما يحز في نفسه فعلا هو ضياع الوقت في ما لا يعني.. فلو كانت وسائل النقل متوفرة بالقدر المطلوب لما ضاع وقت الطالب. وبين أن الحل الوحيد لحل مشكلة النقل الجامعي لطلبة المركب الجامعي بمنوبة هو الإسراع قدر الإمكان في تمديد شبكة المترو الخفيف نحو هذا المركب الذي يؤمه آلاف الطلبة ويتم نقلهم بواسطة الحافلات التي هي أشبه ما يكون ب "علب السردينة".. وبين الطالب حسني الناصر أن وزارة التعليم العالي أحضرت الحصير قبل الجامع وفسر أنه كان حريا بها أن تبعث المؤسسات الجامعية في أماكن يسهل على الطلبة التنقل إليها.. وكان من الممكن مثلا بعث شبكة المترو الخفيف ومدها حتى تبلغ منطقة المركب الجامعي بمنوبة وبعد ذلك يتم الشروع في فتح المؤسسات الجامعية الجديدة بهذا المركب.. فإنشاء مركب جامعي بحجم المركب الجامعي بمنوبة يستوجب توفير أسطول نقل عمومي ضخم بهدف توفير الخدمات لآلاف الطلبة الذين يؤمونه يوميا وطيلة ساعات النهار.. رداءة يذهب الطالب محمد إلى أن النقل الجامعي رديء للغاية وهو أكبر مشكلة يعاني منها الطلبة وأكبر متسبب في تراجع مستواهم.. ففي الماضي كان الطالب يقيم بالمبيت الجامعي القريب من مؤسسته الجامعية طيلة سنوات الدراسة لكنه الآن وبسبب تزايد عدد الطلبة أصبح لا يقيم في المبيت سوى سنة واحدة كما أنه ليس بالضرورة أن يقيم على مقربة من مقر دراسته.. وبعد أن يستوفي حقه في السكن الجامعي يضطر إلى تسوغ مسكن يقضي فيه السنة الجامعية ونظرا لأن معاليم السكن تكون مرتفعة جدا في الأحياء القريبة من المركبات الجامعية فإن الطالب محدود الإمكانيات يبحث عن مسكن بعيد عن مؤسسته الجامعية ويضطر لاستعمال وسائل النقل العمومي للتنقل إلى الجامعة ويضيع وقته الثمين في حافلات تتعب الحريف بسبب كثرة الضجيج وكثرة استعمال الفرامل وخاصة بسبب الازدحام.. ويقول عدنان إن الطالب يجد صعوبة كبيرة في التنقل نحو المركب الجامعي بمنوبة في الفترة الصباحية وقال إن الرحلة بين محطة الجمهورية وبين المركب الجامعي تتطلب ساعة من الزمن أو أكثر أما الرحلة في الحافلة عدد 460 من أريانة نحوالمركب الجامعي فهي "رحلة الشتاء والصيف" وتتطلب ما يزيد عن الساعة والنصف خلال أوقات الذروة. أما الطالب أحمد فيرى أن أسطول الحافلات المخصصة لنقل طلبة المركب الجامعي بمنوبة يحتاج إلى التطوير وتحسين خدماته وشدد على ضرورة تكثيف عدد السفرات وعدد الحافلات التي تربط المركب الجامعي بالعاصمة وخاصة مدينتي أريانة وبن عروس.. ومن جهتها ترى الطالبة سنية وهي تدرس بالسنة الأولى إيطالية وتقطن بالمبيت الواقع على مقربة من المركب الجامعي بمنوبة أن النقل الجامعي لم يبلغ المستوى المطلوب ولم يرق إلى درجة يحظى فيها برضا الطلبة. وبينت سنية أنها محظوظة نظرا لأنها تقطن على مقربة من مقر الدراسة وهي لا تعاني ما يعانيه زملاؤها من وسائل النقل العمومي.. وبينت أنها فكرت في القيام بجولة بالعاصمة رفقة صديقتها وستضطر إلى امتطاء الحافلة مكرهة وهو أمر لا تحبذه نظرا لأنها تخشى من النشالين الذين يتصيدون الطلبة في الحافلات ويسطون على أمتعتهم وأموالهم. وفي نفس الإطار يقر علي بوجود الكثير من المشاكل في مجال النقل الجامعي وبين أنه لو تم تكليف مكتب دراسات ليبحث عن قيمة الوقت الضائع للتونسي في وسائل النقل سيدرك الحجم الكبير للخسارة التي تلحق المجموعة الوطنية جراء رداءة النقل العمومي.. ويذهب نذير إلى أن حل مشكلة النقل الجامعي بمركب منوبة يتطلب الإكثار من عدد الحافلات وتجديد الأسطول المخصص لنقل الطلبة ويؤكد زميله أنيس على ضرورة ربط المركب الجامعي بشبكة المترو الخفيف في إطار تمديد هذه الشبكة نحو الضواحي.. ولا شك أن تنفيذ هذه المقترحات سيسهل على الطلبة التنقل نحو كلياتهم في ظروف أفضل من الظروف الحالية وسيكون لذلك انعكاس على مردودهم الدراسي.