فاجأ لاعبو الجليزة جميع متتبعي نشاط الفريق بإعلانهم الإضراب عن التمارين عشية الجمعة وقد نفذ الاضراب بشكل حضاري إذ أعلم اللاعبون الهيئة قبل التحول إلى الملعب. «الأسبوعي» استمعت إلى أطراف الأزمة من مدرب ولاعبين وهيئة مديرة محاولة استقصاء الحقيقة من مصادرها الصحيحة... حيث علمنا أن سبب الأزمة حسب الموقف الرسمي لهيئة الجليزة يعود بالأساس إلى الصعوبات المالية الجمة التي تعترض الفريق في هذه الفترة الحساسة من الموسم في ظل غياب الدعم المادي اللازم من قبل عدة أطراف كانت قد تعهدت قبل انطلاق سباق البطولة بدعم الفريق جعل الجليزة تتخبط في هذه الأزمة المالية الخانقة وفي هذا الصدد كشف لنا كاتب عام «الجليزة» علي الشيباني حجم المصاريف التي ينفقها الفريق شهريا فأجور اللاعبين وحدها تصل إلى حوالي 50 ألف دينار بالإضافة إلى مصاريف التنقل والتي تصل إلى أكثر من 10 ألاف دينار في كل مقابلة خارج القواعد والمصاريف المختلفة كل هذه المصاريف بقي يتحملها الرئيس رياض الجريدي بمفرده. كما اتصلنا بمحي الدين السنوسي المدير الرياضي والإداري للجليزة الذي بيّن أن في الأزمة التي يعيشها الفريق اليوم من أسبابها عدم إيفاء المجمع الكيميائي التونسي بالتعهدات التي وعد بها هيئة الفريق فالاتفاق كان يقضي بتسليم الفريق 40 ألف دينار بداية كل شهر وهو ما تم فعلا خلال شهر جويلية كما تسلم الفريق دفعة ثانية بعنوان شهر أوت وكانت في حدود 30 ألف دينار غير أن الهيئة فوجئت بعدم صرف قسطي سبتمبر وأكتوبر وهو ما أدى الى هذا الوضع وناشد السيد محي الدين السنوسي السلط الجهوية التدخل لدى المجمع الكيميائي التونسي لدفع الأقساط المتخلدة بذمته حتى يتجاوز الفريق هذه الأزمة بسلام.
الجريدي يلوح بالاستقالة
رئيس مستقبل قابس رياض الجريدي قال: «للأسبوعي» أنه الذي كان قد هدد قبل انطلاق الموسم بالاستقالة في ظل عدم توفر الدعم المادي اللازم غير انه تراجع عن ذلك بعد أن تلقى تطمينات من جهات مسؤولة بتقديم الدعم المعنوي والمادي طوال الموسم كما قال أيضا أصبحت أفكر بجدية في الاستقالة في صورة عدم توفر الدعم اللازم خلال هذه الأيام فاللاعبون على حد تعبيره صبروا أكثر من اللازم وهم الآن غير مستعدين للتراجع عن هذا الإضراب إلا بعد الحصول على مستحقاتهم وهذا من حقهم ونحن من جهتنا قدمنا كل ما في استطاعتنا تقديمه من عون مادي للفريق لكن اليد الواحدة لا تصفق لذا وجب دعم كاسة الفريق حتى يواصل مسيرته بنجاح».
10 آلاف دينار لصاحب المطعم
اللاعبون الذين حلوا بملعب عمر دغمان بزيهم المدني و رفضوا التدرب في حركة أرادوا من خلالها لفت نظر الجهات المعينة إلى الأوضاع التي يعيشها الفريق كان لنا حديث مع بعضهم حيث يقول طارق العبدلي «نحن الآن في عصر الاحتراف والكرة مصدر رزقنا وبعد تأخر هيئة المستقبل عن دفع مستحقاتنا المالية وعدم ايفائها بما وعدتنا به في أكثر من مناسبة وهذه المستحقات تتمثل في اجر شهر سبتمبر ومنحتي الفوز على المرسى وباجة وبسبب تراكم المتخلدات أردنا التعبير عن رأينا بطريقة حضارية فنحن نعرف ما تعانيه الهيئة من صعوبات مادية و من واجبنا في مثل هذه الفترة الوقوف إلى جانبها لكن....» أما المدافع حمدي المرزوقي فقد أسر لنا بان الوضع لم يعد يطاق بمستقبل قابس إذ يقول «بالإضافة إلى عدم حصولنا على مستحقاتنا المالية الشهرية والمنح فقد صدمنا بطردنا من قبل صاحب المطعم الذي كشف لنا أن مستحقاته المالية لدى الجليزة بلغت 10 ألاف دينار كل هذه الظروف دفعتنا إلى الإضراب عن التمارين في حركة اردنا من ورائها لفت نظر أصحاب القرار بالجهة».
زعبوب مرتبك
المدرب توفيق زعبوب بدا متأثر جدا بإضراب اللاعبين في التمارين وقال:«أنا أتفهم امتناع اللاعبين عن التمارين بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية كما أنني في الوقت ذاته أراعي ظروف الهيئة المديرة التي تعاني من قلة الدعم المادي كل هذه المشاكل قد تؤثر سلبا على تحضيرات الفريق لباقي المشوار فالأمور أصبحت غير واضحة وبرنامج العمل تغير في أكثر من مناسبة فتربص سوسة الغي وكذلك تربص جربة لأسباب مادية كما أن الملعب المعشب بقابس غير مؤهل للتدرب مما زاد في تعكير الوضع».