تطلع مشاركين إلى الظفر بمشاريع شراكة... والتعريف بمنتوجهم.. تونس الصباح: على أصوات الخيول والأبقار والأغنام وعلى روائح النباتات والزهور والاعشاب.. والألوان الزاهية والجودة العالية للخضر والغلال والمواد المعروضة.. وعلى مشاهد التجهيزات والمعدات باختلاف أنواعها واستعمالاتها ومشاهد الديكورات والتصاميم الجميلة التي ميزت عديد فضاءات المعرض انطلقت صباح أمس فعاليات الصالون الدولي الفلاحي والآلات الفلاحية والصيد البحري بقصر المعارض بالكرم مستقبلا زواره من المهنيين والمواطنين لاكتشاف ومعاينة آخر الابتكارات والتقنيات في عالم الفلاحة وإتاحة فرصة للقاء والتواصل بين الناشطين في القطاع من العارضين والمشاركين الباحثين عن فرص شراكة وتعاون تونسي تونسي أو تونسي أجنبي.. وكان الوزير الاول السيد محمد الغنوشي اشرف على افتتاح الصالون. ذاكرة الفلاحة وعلى غرارنا من الزوار دخلنا الباب الرئيسي بفضول واضح لاكتشاف مدى تطابق أخبار الصالون وأصداء الاستعدادات الهامة والمكثفة التي سبقته على أرض الواقع.. وبعد أن طفنا على مدى ساعتين بمختلف أرجائه وتوقفنا عند أغلب فضاءات العرض اتضح أن التناغم بين التوقعات وما لمسناه على أرض الواقع كان جليا من حيث تنوع مكونات العرض وتعدد التقنيات والمعدات المسجلة حضورها في أجنحة وايضا مستوى جودة وتميز المعروضات وحضور البعد التنشيطي والترفيهي والتثقيفي داخل الصالون من خلال الفضاءات المخصصة للأطفال وللتذوق وكذلك فضاء عروض الأفلام الفلاحية والمكتبة المختصة في الاصدارات الفلاحية ومتحف الفلاحة الذي عاد بذاكرتنا قرونا الى الوراء لاستحضار الأدوات المستعملة في الانتاج الزراعي. صورة مطابقة للأصل وعلى هامش التجوال بالمعرض التقينا مجموعة من العارضين والمشاركين واستقينا انطباعاتهم ومقترحاتهم لمزيد اثراء مثل هذه التظاهرات المختصة. وكان من بين المستجوبين السيد مبروك البحري رئيس اتحاد الفلاحين الطرف المنظم للصالون كان يطوف هو الاخر بين الفضاءات يسأل عن ظروف العرض ويستفسر المشاركين عن بعض المعروضات.. سألناه بدورنا عما اذا كان الصالون في صورته النهائية على أرض الواقع قريبة من تلك التي تم رسمها على الملفات والوثائق على مدى اشهر.. فعبر عن ارتياحه وابتهاجه لمستوى الصالون شكلا ومضمونا، مضيفا أن ما اختزلته الاوراق وجده على أرض الواقع.. وحول أبرز الاهداف والتطلعات التي ترنو المنظمة الى أن تتحقق بصفة عملية قال البحري «إني اتطلع الى أن تكون الزيارات مكثفة وأن تحصل الاستفادة القصوى من لقاءات الشراكة المبرمجة وتكلل بابرام عقود تعزز اتفاقيات الشراكة التي سنمضيها اليوم..»، ولأن المعرض موجه ايضا لعامة الشعب دعا المتحدث العائلات والاطفال والشباب الى زيارته والاطلاع على ثمار جهد الفلاحين. سوق للشراكة المشاركة النسائية في صالون الفلاحة في دورته التاسعة كانت ملفتة للانتباه وفي مجالات واختصاصات متعددة ومتنوعة ومن بين العارضات التقينا أسماء الشملي مهندسة في البستنة وصاحبة منبت لانتاج العشب ونباتات الزينة مختصة في انتاج صنف من العشب المقاوم للملوحة والجفاف.. عن مشاركتها الاولى هذه تقول انها تهدف من ورائها الى التعريف بمنتوجها ولمَ لا ايجاد فرص شراكة مع عارضين من تونس أو من مؤسسات أجنبية بها توسع وتنوع من مجالات نشاطها. على الطرف الآخر من فضاءات العرض التقينا كريمة الماجري وهي مستثمرة في فلاحة الاعشاب العطرية البيولوجية وقد اقتحمت هذا المجال منذ نحو خمس سنوات ووجهت انتاجها اساسا الى التصدير نحو السوق الاوروبية وتأمل اليوم أن تتجه نحو الاسواق الخليجية وايصال منتوجها من الاعشاب الجبلية المعلبة الى هذه السوق الجديدة. من جهته يرى علي حسني منتج زراعات كبرى أن تنظيم مثل هذه المعارض يشكل فرصة كبيرة للفلاحين للتلاقي واكتشاف آخر المستجدات في عالم الفلاحة خاصة على مستوى التجهيزات والمنتوجات المعروضة وتفاجأ بدرجة تطور المعدات المعروضة التي اكتشفها في الصالون، داعيا الفلاحين الى الحضور للاطلاع على ما حققه القطاع من تطور. رد الاعتبار للخيول في الجناح الضخم المخصص لتربية الماشية وتنظيم مسابقات أحسن الأبقار وعرض حيوانات من سلالات مختلفة أثبتت مساهمة هذا الجناح عديد المؤسسات والمشاركات استوقفنا فضاء المؤسسة الوطنية لتحسين وتجويد الخيول قال المشرف عليه ومدير عام المؤسسة د. أنس العنابي ان أهم ما يصبو اليه من خلال هذه المشاركة اعادة الاعتبار للخيول والتعريف بها بعد تراجع مكانتها لدى عامة الناس بحكم التطور وما أفرزته الحياة العصرية من استغناء عن ركوب الخيل.. ويرى المتحدث أن ميدان الفروسية السياحية يشكل أفضل مجال اليوم لرد الاعتبار للخيول وتوسيع نطاق استعمالها..
