«الحضارة العربية القديمة «مؤنثة» والدليل أسماء القبائل مثل ربيعة وأمية وكندة ومرّة!» عاد الجدل من جديد الى الساحة الفكرية والدينية والسياسية المصرية بعد «هدوء» دام 25 عاما. فقد ذكرت مجلة روزاليوسف الصادرة بتاريخ 27 اكتوبر الماضي ان كتاب «مقدمة في فقه اللغة العربية» للدكتور لويس عوض أفرج عنه أخيرا بعد 25 سنة من المنع والمصادرة إذ اعتبر انه اخطر كتاب وأثار آنذاك جدلا فكريا ودينيا وسياسيا واسعا جدا. صاحب الكتاب ينتمي الى طائفة الأقباط في مصر، وربّما كان لذلك دور كبير في «الثورة» التي شنها الأزهر ضدّه وسانده فيها مثقفون كثيرون ليس بسبب انتمائه الى هذه الطائفة وانما لأنه «تجرّأ على نقد المقدّس عند المسلمين».. ورأى البعض أنه انحاز الى المقدّس المسيحي على حساب الإسلامي.. واعتبر البعض أن أخطر ما جاء في الكتاب المذكور ما تعلق بنشأة العرب وتاريخ لغتهم حيث قال المؤلف: «ان قدماء المصريين في الألف الثاني قبل الميلاد عرفوا حضارات وأمما لها حدود جغرافية وتعاملات مع غير المصريين مثل الحيثيين (1550 الى 1260 قبل الميلاد) وفي الألف الأول قبل الميلاد عرفوا الأشوريين والفرس والبطالسة في حين لم يرد للعرب ذكر في التاريخ الفرعوني». وأكد المؤلف ان اول ظهور للعرب على مسرح التاريخ في الشرق الأوسط ورد في نص «شالمنصر» ملك آشور (من 859 الى 834 ق م)... وقال الدكتور عوض ان المجتمعات العربية القديمة مجتمعات أموية كانت المرأة في المراحل المبكرة من تاريخ القبائل العربية هي رأس القبيلة حيث تحمل أشهر القبائل أسماء مؤنثة مثل أميّة وربيعة وكندة ومرّه.. وردّ البعض على المؤلف بأن هذه الأسماء ذكورية وأضافوا إليها أسماء عنترة وطلحة بن الزبير وطرفة بن العبد وعروة بن الورد وعتبة وشيبة ومسيلمة الكذاب ومعاوية بن أبي سفيان وغيرها من الأسماء التي تبدو نسوية لكنها لذكور. وذكرت المجلة أن الدكتور رشاد رشدي مستشار الرئيس الراحل أنور السادات كتب تقريرا في ثلاث صفحات وحرض الرئيس على الكتاب وصاحبه فأمر السادات بمصادرة الكتاب ومنع نشره.. وفي 6 سبتمبر 1981 رفع الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر شكوى بمحكمة جنوبالقاهرة فصدر حكم بالتحفظ عليه تمهيدا لحرقه بحضور مندوب وزارة الداخلية والمؤلف نفسه الذي توفّي سنة ..1990 وبعد 17 سنة من وفاته أفرجت الجهات المسؤولة في مصر عن الكتاب فأعيد طبعه وأعاد الجدل من جديد في الأوساط الثقافية والدينية والسياسية.