سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسناد شهادة الدكتوراه الفخرية للأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز من جامعة 7 نوفمبر بقرطاج خلال مراسم أقيمت بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا:
تونس-الصباح تم يوم أمس بمقر المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بتونس إقامة مراسم تسليم شهادة الدكتوراه الفخرية للأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود من قبل جامعة 7 نوفمبر بقرطاج التي سلمته أيضا ميدالية الجامعة قبل أن يدون كلمة في سجلها الذهبي. وقد أشرف على حفل التسليم السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا بحضور كاتب الدولة للبحث العلمي والتكنولوجيا وسفير المملكة العربية السعودية وأعضاء من السلك الديبلوماسي المعتمدين بتونس ورؤساء الجامعات وعمداء ومديري المؤسسات الجامعية، إضافة إلى جامعيين وإطارات عليا. وقد أعرب الأمير الوليد بن طلال خلال كلمة ألقاها بالمناسبة عن تقديره العميق ومحبته لتونس رئيسا وحكومة وشعبا معبّرا عن اعتزازه بالتكريم الذي حظي به وجدد دعمه لتونس في مسيرتها التنموية وخاصة البرنامج الوطني لدعم الأسرة التونسية، مؤكدا على عمق العلاقات التونسية السعودية. كما عبر عن إعجابه بالمسيرة التنموية التونسية مشيرا إلى أن ما تعيشه تونس اليوم من تقدم وازدهار في جميع المجالات من خلال صياغة الحياة الحرة الكريمة لهذا الشعب الأصيل «وبناء مجتمع المعرفة والسعي إلى دخول منظومة الاقتصاد العالمي في أفضل الظّروف» ملاحظا «وهذا في اعتقادي ناتج عن قراءة صحيحة للتغيرات العالمية واستعداد جيّد للتكيّف مع المحيط الدولي الجديد» ونتيجة حتمية للمبادئ التي أعلنتها القيادة التونسية بقيادة الرئيس بن علي خلال تحول السابع من نوفمبر. وقال إن تونس أعطت المرأة حقها في بناء وطنها وأصبح لها دور محوري في المجتمع التونسي وشهدت في عهد التغيير نقلة نوعية في مكانتها الاجتماعية وفي مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية. مشيرا إلى أن عمل المرأة يجب أن ينظر إليه في العالم العربي والإسلامي كضرورة وطنية. وشدد الأمير على ضرورة أن ينظر العالم العربي والإسلامي إلى الإصلاح على أنه ضرورة وطنية وإقليمية والبدء بمناقشة الأبعاد السياسية والثقافية والاجتماعية لهذا الإصلاح من خلال رفع سقف الحريات وتحسين الخطاب الثقافي والإعلامي وتطوير مناهج التعليم دون إخلال بالعقيدة والقيم، والعمل على تنمية الاستثمار ونقل التكنولوجيا..وقال: «يجب على حكوماتنا أن تتكامل للقيام بالمهمة التاريخية لحماية أمتنا واقتصادنا وتعزيز التنمية المشتركة والعمل لتأسيس نظام سياسي عادل ومنصف ونظام اقتصادي قادر وفعّال».. وأكد على ضرورة تطوير البلدان العربية والإسلامية للأنظمة الاجتماعية وتنمية الإنسان وتسوية نزاعاتها الداخلية بأيديها «قبل أن تتدخل فيها أيادي الآخرين التي لن نعرف أغراضها إلا بعد فوات الأوان». وختم مداخلته بأهمية إدراك الأمة العربية بأن الثروة الاقتصادية الحديثة قائمة على الثروة المعرفية وأن «نتجاوز اقتصادياتنا القطرية الضيقة والمتناثرة من حيث الموارد الطبيعية والقدرة على الانتاج الذاتي واستنفار مواردنا الضخمة لصالح التنمية».. وبخصوص العولمة والأوضاع الراهنة في العالم أكد الوليد بن طلال «أنّ كوكبنا هو الوطن المشترك لجميع الشعوب ويتعيّن علينا أن نكون جزءا فاعلا من هذه الشعوب لنا دورنا في مواجهة التحدّيات والمشاكل التي تواجه التنمية». وكان السيد جميل بن براهيم رئيس جامعة 7 نوفمبر بقرطاج الذي سلم الأمير شهادة الدكتوراه الفخرية قد نوه بشخصية الأمير الوليد بن طلال كرجل أعمال متميز في المملكة العربية السعودية والعالم العربي وهو أيضا من أكثر رجال الأعمال تأثيرا على الاقتصاد العالمي. مشيرا إلى أن ذلك جعله أكثر تشبثا بجذوره العربية والاسلامية الأصيلة. وركز رئيس جامعة 7 نوفمبر على الجانب الانساني في شخصية الأمير المعروف بسخائه تجاه المحتاجين وقربه من شواغل الناس ودعمه للمشاريع الكبرى التنموية في وطنه وفي البلدان النامية خصوصا منها الدول الافريقية ومبادرته بالتبرع ونجدة المنكوبين في حالة الكوارث الطبيعية. وقال إن أنشطته أهلته لنيل عدة شهادات فخرية وأكاديمية وأوسمة رسمية من عدة دول اعترافا له بالفضل الجميل لمسعاه لإرساء الثوابت الراسخة للحوار بين الثقافات والحضارات ولجهوده في القضاء على الفقر ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة. وذكّر رئيس جامعة 7 نوفمبر بمبادرة رئيس الدولة بتقليد الأمير الوليد بن طلال سنة 2002 أكبر الأوسمة للجمهورية التونسية لما قام به من جهود لدعم الصداقة والتعاون بين تونس والمملكة العربية السعودية. كما منحه الرئيس بن علي ميدالية 7 نوفمبر سنة 2003 تقديرا لتبرعاته الإنسانية في تونس وفي العالم منوها بمساندة الأمير لأنشطة علمية وأكاديمية بالجامعات العربية والإسلامية للتعريف بفكر الآخر وثقافته وحضارته بعيدا عن التحريفات والمبالغات. وقال «إن مسيرة الأمير الثرية تجعل منه رائدا للسلام ومنارة للعمل الدؤوب لإسعاد الانسان ونموذجا للمسلم المنفتح على روح العصر ومن أبرز دعاة الحوار بين ثقافات الشرق والغرب». ولكل هذه الخصال استحقّ أن تسند إليه جامعة 7 نوفمبر بقرطاج شهادة الدكتوراه الفخرية. يذكر أن الأمير الوليد بن طلال ولد سنة 1957 بالرياض والده صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود نجل الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس وموحد المملكة العربية السعودية. وقد تحصل على درجة الباكالوريوس في العلوم الإدارية والاقتصادية بامتياز وتفوّق من كلية منلو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية سنة 1979 كما تحصل على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية مع رتبة الشرف الأولى من جامعة سيراكوز في ولاية نيويورك عام 1985. وكان الأمير الوليد بن طلال قد بدأ مزاولة نشاطاته الاستثمارية عند عودته إلى السعودية بعد حصوله على الباكالوريوس في إدارة الأعمال وأسس عدة مشاريع تحت مظلة «مؤسسة المملكة للتجارة والمقاولات» التي حققت نموا سريعا في أعمال الإنشاء وتطوير البنية التحتية والمشاريع العقارية. وتنوعت أعمال المؤسسة فأصبحت تمتلك استثمارات في قطاعات متعددة. وفي سنة 1996 تم تحويل المؤسسة إلى شركة المملكة القابضة التي تقوم بإدارة استثمارات متنوعة في مجالات عديدة على غرار البنوك والإعلام والعقارات صناعة الالكترونيات والتجارة والسيارات والمشاريع الزراعية... وتحصل الأمير على عديد الأوسمة الرسمية من عدة بلدان من العالم إضافة إلى عدة شهادات فخرية وجوائز أكاديمية من جامعات أوربية وآسيوية وعربية وافريقية مرموقة.