لا يزال عدد كبير من المؤسسات التربوية يعيش على وقع الإضرابات التي قررتها نقابتا التعليم الثانوي و الأساسي إلا أن الملفت للانتباه يوم أمس هو حضوربعض التلاميذ من المدارس الإعدادية في الإضراب بناء على طلب بعض أساتذتهم... وهو ما رفضه بشدة عدد كبير من الأولياء. تقول "ن" مرسمة بالسنة السابعة أساسي بمعهد حي الغزالة أن الأساتذة تجمعوا على الساعة التاسعة و نصف في ساحة المعهد و طلب احد الأساتذة من التلاميذ الذين يرغبون في المشاركة في الإضراب الالتحاق بهم على الساعة العاشرة بالمحطة النهائية لخط أريانة. و تؤكد زميلتها يسرى أن العديد من التلاميذ استجابوا لهذا النداء و تظاهروا معهم في حين اختارت هي و زميلتها عدم الالتحاق بهم. في المقابل أكد أولياء ل "الصباح" أن المؤسسات التربوية لا بد أن تكون حريصة على سلامة التلاميذ لا أن تقودهم إلى مسيرات احتجاجية قد لا تحمد عقباها.. و هو ما عبرت عنه السيدة نجلاء الخليفي (موظفة) التي اعتبرت مثل هذه التصرفات "مخجلة" للغاية فلا بد أن يراعي الإطار التربوي مصلحة التلميذ, أما السيد محمد (إطار بشركة) فقد أكد انه يفترض في هذه الفترة الحاسمة أن يعجل الأساتذة بعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة لا أن يستعملوهم كأداة لبلوغ أغراض معينة. ولئن تتفق السيدة حياة العبيدي (أستاذة انقليزية) مع أغلب الأولياء اعتبارا أن التلميذ يجب أن يكون في الوقت الراهن على مقاعد الدراسة لا في الاحتجاجات فان السيد سعيد (أستاذ فيزياء) اعتبر أن التلميذ يفترض أن يكون له موقف و رأي يعبر عنه بطريقة متحضرة و في كنف الحرية. من جهة أخرى بينت السيدة هدى الكافي (متفقدة بمدرسة إعدادية) أن الوضعية الحالية هي وضعية استثنائية اعتبارا أن التلاميذ يفترض أن يكون لهم رأي يعبرون عنه غير أن توظيف بعض أساتذة لتلاميذة الإعدادي او حتى الثانوي أمر غير مقبول فهم قاصرون لذا من غيرالمنطقي أن يقع توظيفهم في أغراض معينة نظرا لصغر سنهم و عدم نضوجهم بالقدر الكافي الذي يخول لهم المشاركة في المظاهرات. وفي محاولة لمعرفة موقف النقابة العامة للتعليم الثانوي من انسياق تلاميذ الإعدادي إلى مظاهرات نزولا عند رغبة أساتذتهم أفاد السيد سامي الطاهري (كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي)بأسلوب حاد أن التلاميذ ألحوا على أساتذتهم للخروج معهم في مظاهرات وقد خاطبنا بلهجة حادة وبعبارات مخلة بالآداب... من جهة أخرى أفادت السيدة خديجة مدني (محامية لدى محكمة التعقيب) أن استعمال المربين لتلاميذ الإعدادي في المظاهرات يعتبر مخالفة صارخة للقانون والأخلاق و المبادئ النقابية اعتبارا أن المربي مهمته الأساسية هي حماية التلميذ لا المجازفة بهم وتعريض حياتهم للخطر..