ليليا التميمي الآن وبعد أن اجتاح «فيروس» الثورة بقاعا مختلفة من العالم العربي ووصلت أعراضه إلى بلاد فارس وربما تتجاوزها إلى أماكن أخرى خصوصا بعد توارد انباء تفيد بأن حمى التململ أصابت الصينيين بات من الضروري الاعتراف -فضلا عن شجاعة الشجعان من الشباب الذين تحركت بداخلهم نخوة خالها البعض وئدت نتيجة سياسة القمع التي تنتهجها الأنظمة الديكتاتورية بقيادة عبدة الكرسي- بمزايا تكنولوجيا المعلومات وتحديدا مآثر الإعلام الاجتماعي Social) media) التي لعبت دورا طلائعيا في تأجيج الثورات الشعبية وإماطة اللثام عن فساد بعض رموز الأنظمة العربية الذين هبّت عليهم رياح الانتفاضات العاصفة فاقتلعتهم اقتلاعا ورمت بهم في مزبلة التاريخ. اليوم تعرض بعض التلفزات ريبورتاجات خاصة عن شباب «الفايسبوك» الذين كان لهم فضل كبير في الكشف عما كان يحرص «صناع القرار» على اكسائه لحاف التضليل والأكاذيب لتمرير ما يخدم مصالحهم الشخصية وقد اكتشفنا من خلال تلك الريبورتاجات أبطالا حقيقيين من الجنسين ممن تسلحوا بما يسميه البعض بنات الإنترنت ويقصدون به مواقع «الفايسبوك»..تويتر»..»يوتوب»..»الشبكات الاجتماعية الافتراضية والمدوّنات وأيضا رسائل الهاتف الجوال والبريد الالكتروني فكان سلاحهم أفتك وأعتى من الأسلحة التي أشهرت في وجوه المنادين بسقوط رموز الديكتاتورية والفساد بما يؤكد وبلا ريب أن جنود الإعلام الاجتماعي أضحوا من أهم آليات التنسيق الفاعلة للحركات السياسية في العالم. وفي الحقيقة فإن أفضال التكنولوجيا في تغيير مصائر الشعوب وأيضا الزعماء ليست بالجديدة لكن يبدو أن بعض القيادات بشقيها الغربي والعربي تسقط من قاموسها مقولة «العاقل من اتعظ بغيره» فلو كانت تضعها في الحسبان لتعلمت الدرس مما حدث قبلا في كل من الفيليبين وإسبانيا ومولدافيا أين أينعت الاحتجاجات وقطفت رؤوسا استبعد الكثيرون وقت قطافها فمجرّد كبسة على زر «ابعث» للهواتف الجوالة سرت رسالة الكترونية تدعو إلى النزول إلى الاحتجاج وتقول «اذهب إلى الساحة في وسط المدينة والبس قميصا أسود» بين أكثر من 8 ملايين فيليبيني فكانت المحصلة مليون متظاهر في مانيلا، وتدحرج رأس جوزيف استرادا في جانفي من عام 2001... الرسائل الالكترونية عبثت بدورها بمستقبل رئيس الوزراء الاسباني خوزيه ماريا أزنار وكانت سببا في الإطاحة به عام 2004 بعد أن فضحت أكاذيبه المتعلقة بحادث انفجارات قطارات مدريد التي نسبها إلى جماعة الباسك للاستفادة سياسيا من الحدث.. الفايسبوك وتويتر ورسائل الجوال وسواها من وسائل الاتصال الحديثة أسقطت حكومة الحزب الشيوعي في مولدافيا سنة 2009 وزلزلت كيان الكنيسة الكاثوليكية بعد أن سربت إلى جميع أنحاء العالم صورا ومقاطع عن جرائم جنسية ارتكبها قساوسة ضد مجموعة من النساء والأطفال... واليوم وبفضل مجموعة من الشباب الذين أخذوا بناصية تكنولوجيا المعلومات واتخذوا من وسائل الاتصال الحديثة سلاحا لكشف عورات الأنظمة السلطوية يحق لنا أن نعلن قيام الجمهورية العالمية للإعلام الاجتماعي..شعارها لا للطغاة المفسدين... ولغتها نصرة المقموعين.