كل يوم تطفو ضحية جديدة على سطح الأحداث ممن اكتووا بنار "الطرابلسية" الذين أتوا على الأخضر واليابس نهبوا وظلموا وجوعوا الآلاف من أبناء تونس ولم يكد يسلم منهم أحد... رجل الأعمال والباعث العقاري فتحي دمق هو أحد ضحايا "الطرابلسية وزبانيتهم"، هذا المستثمر التونسي الذي "هج" نعم "هج" من هذا البلد منذ 11 عاما بعد أن فقد الأمان في ظل حكم بن علي الذي ترك العنان لأصهاره الطرابلسية الذين رفعوا شعار "نلعب وإلا نحرم". هذا الرجل روى حكايته مع عائلة الرئيس المخلوع أفادنا بانه سنة 1997 قرر أن يقوم بمشروع سكني وإداري وتجاري يحتوي على مائة محل سماه "كارفور النجاح" هذه البناية بلغت كلفتها 25 مليارا وتقع قبالة المحكمة الإبتدائيبة ببن عروس تتكون من ستة طوابق بعد أن حصل على الرخصة من البلدية.. "ولما اكتمل البناء جاءتني إمرأة وقالت لي أنها مبعوثة من طرف بلحسن الطرابلسي وهو يريد مشاركتي في المشروع ولكني رفضت.. فاتصل بي هاتفيا وضرب معي موعدا والتقينا بجهة لافيات وعرض علي مشاركتي المشروع فرفضت وقلت له أنه لا يوجد أي سبب ليشاركني فالأرض أرضي والمشروع مشروعي فأجابني بالحرف الواحد "أمورك باش تتعب". ضغط ومساومات واصل السيد فتحي دمق سرد تجربته مع "الطرابلسية" وقال "بعد أن رفضت مشاركة بلحسن لي اتصل بي الوالي في تلك الفترة محمد بلغيث وأخبرني أن عبد العزيز بن ضياء طلب منه أن يدفع مليارا لصندوق 26-26 فرفضت وقلت له بإمكاني أن أدفع 100ألف دينار أو حتى 400 ألف دينار ولكن ليس مليارا فضحك...في نفس الأسبوع أصدرت بلدية مقرين قرارا بسحب رخصة البناء مني وأمرا بهدم الطابقين الخامس والسادس كما تم عزل الوالي محمد بلغيث...وسرعان ما مروا لتنفيذ قرار الهدم حيث فوجئت بترسانة من قوى الأمن والحرس والحماية معززة بقنابل مسيلة للدموع وكلاب مدربة وحوالي سبعين عاملا حاملين لمعاول وفؤوس فخلت نفسي في الفلوجة...وحتى لا يطال الهدم بقية الطوابق خيرت أن أهدمه بنفسي وتولى عمالي المهمة وتمكنوا من هدم 70 بالمائة ثم تراجعت عن مواصلة الهدم فاستنجدت البلدية بمقاول آخر وهو من أعز أصدقائي فأكمل الهدم مقابل ما يزيد عن 400 مليون وبرر هذا الصديق موقفه بأن القرار جاء من فوق..." حكاية المليار والربع مع عماد الطرابلسي واصل السيد دمق سرد حكايته وقال" بعد هدم الطابقين قررت العودة لمواصلة مشروعي واتصلت بالبنك الذي كنت أخذت منه قرضا قيمته 3مليارات و300 مليون من المليمات "بالكلمة" فقط ودون أن أمضي معه أية وثيقة وطلبت منه قرضا آخر بمليار ونصف فوافق البنك ولكني فوجئت بعد ذلك بمديره يهاتفني ليخبرني أن البنك رفض بعد أن وردت عليه مكالمة"من فوق" مثل العادة تأمره بعدم منح دمق القرض...وفي الأثناء عرض علي عماد الطرابلسي التدخل والتوسط لفائدته مقابل مليار وربع ولكني رفضت ..عندها وصلتني رسالة قصيرة تهددني كما تعرض ابني إلى محاولة قتل في الحمامات وفي ذلك الوقت بعثت بمئات المراسلات للرئيس الهارب ولكنه لم يجبني فقررت ساعتها الرحيل من تونس والتجأت الى فرنسا أنا وعائلتي وأقمت مشاريع هناك وكذلك في المغرب". الحق معاك ذكر فتحي دمق أن برنامج الحق معاك اتصل به وسجل معه حلقة حول المظلمة التي تعرض لها ولكن بلحسن اتصل بفريق البرنامج وأمره بعدم تمرير الحلقة الخاصة بدمق وذكر رجل الأعمال المذكور أنه لم يكن يعلم أن "كاكتوس" على ملك بلحس ويبدو أن فريق البرنامج لم يكن يعلم أن المظلمة التي تعرض لها صادرة عن "عصابة الطرابلسية" وذكر أنهم(الطرابلسية) والموالين لهم لفقوا له تهما تتعلق بالربا الفاحش ولكن بعضها حكمت لفائدته وبعضها حفظت فيها التهم. العودة إلى تونس بعد سقوط نظام بن علي سقط معه جبروت الطرابلسية ومع سقوطهم عاد فتحي دمق إلى أرض الوطن وكله تفاؤل بعودة الحقوق لأصحابها كما عبر عن رغبته في إنشاء مشاريع واستثمارات لتشغيل الآلاف من الشباب ومن بينها مشروع تقدر قيمته ب 35 مليارا