تل أبيب وكالات اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، السلطة الفلسطينية، بعرقلة «عملية السلام»، على وقع تقارير إسرائيلية تحدثت عن نية نتنياهو تقديم موعد عرض خطته السياسية الجديدة، وأهم البنود التي تتضمنها. ففي ظل تزايد الحديث داخل إسرائيل عن نية نتيناهو طرح خطة سياسية جديدة، وجه نتنياهو اتهامات شديدة إلى السلطة الفلسطينية، خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس تشيلي سبستيان بينير، أمس الأول، قال فيها إن إسرائيل اتخذت خطوات كثيرة من أجل الدفع ب»عملية السلام»، وإنها على استعداد للتوصل إلى تسوية، لكن الفلسطينيين، بحسبه، هم «الذين ليسوا مستعدين للقيام بخطوات مماثلة، ويفضلون استغلال رد الفعل الشرطي البافلوفي (نسبة إلى العالِم بافلوف) للمجتمع الدولي لمصلحتهم»، على حد تعبيره. في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه بسبب السقوط السياسي الذي تعيشه إسرائيل يفكر نتنياهو في تقديم موعد السفر الى الولاياتالمتحدة في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وذلك لعرض مبادرته السياسية، التي لا تزال قيد التبلور. وقالت يديعوت إن المسؤولين الإسرائيليين ينتظرون الآن رد الإدارة الأميركية على المكان الذي يفضلون أن يعرض فيه نتنياهو خطته. أحد الإمكانات أن تقدَم الخطة في خطاب خاص يلقيه نتنياهو «خطاب بار ايلان 2» أمام مجلسي النواب والشيوخ، وثمة إمكان آخر هو أن يعرض نتنياهو خطته في شهر أيار في مؤتمر «إيباك» في واشنطن. يأتي ذلك فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من أن الخطاب المزمع أن يلقيه نتنياهو في ماي المقبل سيكون توقيته متأخرا «ويحظر علينا السماح باستمرار المنحدر الأملس الذي يقود إلى عزل إسرائيل» في إشارة إلى استمرار الجمود السياسي في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية. لا تناقض بين الأمن وقيام دولة ودعا باراك إلى اتخاذ قرارات «كبيرة» خلال الأسابيع المقبلة مشددا على عدم وجود تناقض بين قيام دول فلسطينية والمصالح الأمنية الإسرائيلية. وقال باراك للإذاعة العامة الإسرائيلية أمس «لا يوجد تناقض بين دولة فلسطينية والمصالح الأمنية الإسرائيلية» وأنه «هذا هو الوقت لاتخاذ قرارات كبيرة والمطلوب أن يتم تنفيذ ذلك في الأسابيع القريبة». وشدد على أن «المطلوب القيام بخطوة سياسية والذهاب بشجاعة إلى حوار حقيقي مع الفلسطينيين على كافة قضايا الحل الدائم أو محاولة التوصل إلى اتفاق مرحلي». ولفت باراك إلى أن «اتفاقا (مرحليا) كهذا سيكون محتملا فقط إذا كانت إسرائيل مستعدة لأن تقول بوضوح كيف سيكون الوضع النهائي بعده» في إشارة إلى الحل الدائم. وأضاف إن «إسرائيل بسعيها نحو اتفاق لا تقوم بعمل جيد من أجل الفلسطينيين وإنما من أجل أمنها ومستقبلها وتحرر نفسها من عبء السيطرة على شعب آخر». الليكود بين موافق ورافض وتحدث نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان مريدور في الاتجاه نفسه وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، إنه توجد أغلبية بين أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو تؤيد الانسحاب من مناطق في الضفة الغربية. ورأى مريدور أن انسحابا كهذا «هو مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى» محذرا من أنه «إذا لم نقم بمبادرة سياسية فإن العالم كله سيعترف بدولة فلسطينية في حدود العام 1967». وشدد على أن مبادرة سياسية تشمل انسحابا من معظم أراضي الضفة ستحظى بتأييد أغلبية الإسرائيليين ومعظم الوزراء في حكومة نتنياهو. إلا أن عضو الكنيست تسيبي حوطيفلي من الجناح المتطرف في الليكود قالت إن «تصريحات دان (مريدور) ليست مقبولة على غالبية الليكود، ولا يعقل أن نتنازل عن أجزاء من بلادنا وتكرار أخطاء الماضي».
تحرك بريطاني فرنسي ألماني
على صعيد عملية السلام كذلك، كشف مسؤول فلسطيني فضل عدم الكشف عن إسمه عن تحرك بريطاني فرنسي ألماني مشترك لاستئناف عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينين والاسرائيليين، موضحاً لوكالة «فرانس برس» أن «هذا التحرك الأوروبي يهدف لإعادة إطلاق المفاوضات المتوقفة منذ أشهر عدة عقب استئناف إسرائيل للبناء الاستيطاني في القدسالشرقية والضفة الغربية».