احتدت الاحتجاجات بمستشفى "محمد البوعزيزى" ببن عروس التي تتواصل منذ حوالي الأسبوع، للمطالبة برحيل رئيس قسم إنعاش مصابي الحروق ومراقب الممرضين في نفس القسم. وتتواصل الوقفات الاحتجاجية التي ينفذها الأعوان من إداريين وإطارات شبه طبية خلال أوقات العمل والتي تمتد إلى الساعات أحيانا، غير مبالين بطوابير المرضى التي "تئن" في انتظار من يرحم معاناتهم. وباتصالنا بوزارة الصحة العمومية لمعرفة ما آلت إليه المفاوضات مع الأطراف المعنية، أورد مصدر مطلع أن " المفاوضات جارية وعلى أشدها، للتوصل إلى حل يرضي الجميع ويخدم مصلحة الحريف وصحته"، وأشار إلى ضرورة التعجيل بالحلول كي لا تتواصل الاحتجاجات والإضرابات، التي يدفع فاتورتها المريض دون شك. وأكد أن اتخاذ القرار يتطلب وجود براهين دامغة ضد رئيس قسم إنعاش مصابي الحروق. وفي حال تعذر إيجاد حل لهذه المسألة، أكد مصدرنا انه " في هذه الحالة، ستضطر الهياكل المعنية بالوزارة إلى إحالة التقرير إلى سلطة الإشراف لتتخذ القرار المناسب." وباتصالنا ببعض الأعوان بالمستشفى، اجمعوا على أنهم قد يضطرون إلى الدخول في إضراب عام في حال لم تتم الاستجابة إلى مطالبهم. وأتّهم احدهم وزارة الصحة العمومية بالمماطلة، مستنكرا امتناعها على إرسال لجنة تفقد لدرس الوضع بالمؤسسة رغم علمها بما يحدث فيها. وخلال قيامنا بجولة في بعض أقسام المستشفى، لاحظنا طوابير المرضى التي تكاد لا تنتهي، في قاعات الانتظار وأمام مكاتب الأطباء، وهو ما أثار حفيظة جلهم وخاصة من لا تتحمل حالته مزيدا من الانتظار. وباءت كل محاولاتنا للاتصال بالسيد "رضا بوزيد" مدير عام المستشفى بالفشل، حيث تنوعت أسباب تغيبه التي كان يتعلل بها الحراس، كما غابت الإجابات على عديد الأسئلة لعل أهمها، كيف يرفع أعوان وإطارات المستشفى شعارات تؤكد على نبل عملهم وتضحيتهم في سبيل صحة المرضى، بينما تلغى عديد العيادات وتعج قاعات الانتظار وقسم الإستعجالي والعيادات الخارجية إلا من الأعوان والممرضين، رغم أن العمل كان من الممكن استمراره مع الاحتجاج بالتداول؟