زحف الانتصاب الفوضوي، بعد الثورة، على أغلب أنهج وشوارع العاصمة ذات الحركة الدؤوبة والنشاط التجاري الكثيف... وهذه الظاهرة تعتبر أحد الافرازات السلبية لما بعد الثورة.. وقطعا فكل سلوك فوضوي، لا يخلف إلا الفوضى، تلك كانت نتيجة «الانتصاب الفوضوي الذي غزا خاصة شارعي فرنسا الجزيرة بالعاصمة.. فقد وقعت أمس اشتباكات وخصومات عنيفة بين «تجار الفرصة» والمنتصبين فوضويا في هذين الشارعين... فماذا حدث؟ ولماذا آلت الأمور إلى التصادم بين «تجار الغفلة»؟ كان النشاط يسير أمس عاديا وحثيثا، على أرصفة الشارعين المذكورين إلى حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا تقريبا، وفجأة انقلبت أصوات الباعة المنادية ترويجا للسلع، الى صياح وسب وشتم فيما بينهم، ثم تطور الوضع الى تشابك بالأيدي والركل واللكم، فتراشق ببعض السلع المعروضة، خاصة زجاجات العطر والتجميل، وكذلك بالحجارة، بل وبلغ الأمر الى اعتداءات متبادلة بين «التجار» بالسكاكين والأسلحة البيضاء.. وفي وقت وجيز تناثرت المعروضات بمختلف أنواعها على قارعة الأرصفة والطريق، وانقلبت طاولات العرض هنا وهناك... وتضخمت الاشتباكات بين المنتصبين فوضويا، واتسعت لتطال محيط الشارعين، حيث تم الاعتداء من طرف «الغاضبين» على عديد السيارات «الرابضة» في الشارعين وكذلك على بعض المحلات التجارية، كما امتدت الفوضى الى السوق العتيقة بالعاصمة، المجاورة للشارعين، حيث عمد بعضهم الى تحطيم بعض واجهات المحلات التجارية. وانتقلت عدوى الاشتباكات بين تجار الانتصاب الفوضوي من شارعي الجزيرة وفرنسا الى محيط محطة «البساج» للمترو الخفيف بالعاصمة حيث وقع نفس الشيء تقريبا. ولكن ما هي دوافع هذه الاشتباكات؟ إجابة عن هذا التساؤل، علمنا من مصادر أمنية ومن بعض تجار الانتصاب الفوضوي أنفسهم أن التزاحم والتسابق حول أماكن الانتصاب هو الدافع الأساسي والأصلي الى ما آلت إليه الأوضاع من خصومات واشتباكات، دموية، أدت الى خسائر فادحة، والى إصابة بعض «التجار» بجورح..