تونس(وات) - افتتحت مساء الجمعة الفارط فرقة المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية بقيادة الفنان زياد غرسة موسمها الثقافي والفني 2008/2007 بحفل احيته بالمسرح البلدي بالعاصمة وخصصته لتكريم الفنان القدير الراحل الطاهر غرسة الذي يعتبر من ابرز شيوخ المالوف التونسي واستهلت السهرة التي تابعها جمهور كبير من المولعين بالفن الاصيل بوصلة موسيقية في مقام(الحسين) قدمها الفنان زياد غرسة في مراوحة بين العزف المنفرد على الة العود والعزف الجماعي وذلك قبل ان يطرب قائد الفرقة الحاضرين بادائه المتميز ل«ناعورة الاختام) تلتها وصلة (سماعي مايه) التي قام بتوزيعها الفنان الراحل محمد سعادة ثم فسح المجال لاحد ابرز العناصر الشابة لفرقة المعهد الرشيدي وهو الفنان سفيان الزايدي الذي ابدع في اداء احدى اغاني التراث الموسيقي التونسي (الجابية والبئر) التي تولى الشيخ الطاهر غرسة تهذيبها كما تجسم تكريم هذا الفنان القدير من خلال اغنية (فاح العنبر) التي كتبها حمادي النيفر ولحنها الطاهر غرسة. اما مشاركة العنصر النسائي في هذا الحفل فتمثلت في اداء الفنانة الشابة سارة النويوي بكل اتقان وحرفية لاغنيتي (محفل مبهاه) و(المقياس) التي اشتهر بها زياد غرسة. ولاطلاع الجمهور على عينات من مخزون التراث الغنائي النادر للفنان الطاهر غرسة قدم ابنه زياد غرسة اغنية (اصبر واطمان) من كلمات عبد العزيز الحاج طيب. وتوجت السهرة بوصلة موسيقية غنائية من العتيق ارادها قائد الفرقة ان تكون ايقاعية من خلال استعماله الفردي لالة البندير التي تناغمت مع بقية الالات الموسيقية لتقديم اغان تولى تلحينها الطاهر غرسة منها (داني يا داني) كلمات عبد المجيد بن جدو و(يا بنت الخالة) لمحمد اللجمي و(صيادة) لفاطمة الدريدي. وفي ختام هذا الحفل اوضح الفنان زياد غرسة ان الموسم الثقافي الجديد لفرقة المعهد الرشيدي سيعمل على مزيد التعريف بالقالب الموسيقي التونسي الاصيل عبر تكريم نخبة من اقطاب الاغنية التونسية امثال الهادي الجويني وعلي الرياحي وفتحية خيري. يذكر ان الفنان الراحل الطاهر غرسة يعتبر رائدا من رواد الاغنية التونسية المتجذرة ومن اكبر عازفي العود التونسي وقد لحن في النمط العتيق عدة وصلات وقطع موسيقة واغان حضرية في اللون التونسي الاصيل كما بادر بتدوين المالوف. واعاد كذلك للاذهان اهمية المنشد الفرد في تادية المالوف وهو تقليد اصيل كان معمولا به في تونس وكاد ينقرض حيث اقتصرت الفرق المعروفة على اداء المالوف بصورة جماعية.