مع الشروق .. قمّة بكين ... وبداية تشكّل نظام دولي جديد    انطلاقا من غرة جوان: 43 د السعر الأقصى للكلغ الواحد من لحم الضأن    رئيس الحكومة يستقبل المدير العام للمجمع السعودي "أكوا باور"    توقيع مذكرة تفاهم تونسية سعودية لتطوير مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في تونس    شهداء وجرحى في قصف لقوات الاحتلال على مدينة غزة..    بطاقتا إيداع بالسجن ضد أجنبيين تورّطا في تنظيم عمليات دخول أفارقة لتونس بطرق غير نظامية    بداية من اليوم: خدمة جديدة للمنخرطين بال'كنام' والحاصلين على الهوية الرقمية    صفاقس: إيقاف 21 افريقيا وصاحب منزل أثر معركة بالاسلحة البيضاء    جنيف: وزير الصحة يؤكد أهمية تعزيز قدرات الدول الإفريقية في مجال تصنيع اللّقاحات    عاجل/ هذا ما قرّرته 'الفيفا' بشأن المكتب الجامعي الحالي    وزارة الصناعة: توقيع اتفاقية تعاون بين أعضاء شبكة المؤسسات الأوروبية "EEN Tunisie"    مفقودة منذ سنتين: الصيادلة يدعون لتوفير أدوية الإقلاع عن التدخين    كلاسيكو شوط بشوط وهدف قاتل    أول تعليق من نيللي كريم بعد الانفصال عن هشام عاشور    بالفيديو: بطل عالم تونسي ''يحرق'' من اليونان الى إيطاليا    مراسم استقبال رسمية على شرف رئيس الجمهورية وحرمه بمناسبة زيارة الدولة التي يؤديها إلى الصين (فيديو)    عاجل/ فرنسا: إحباط مخطّط لمهاجمة فعاليات كرة قدم خلال الأولمبياد    وزارة المرأة تحذّر مؤسسات الطفولة من استغلال الأطفال في 'الشعوذة الثقافية'    بن عروس: حجز أجهزة اتصالات الكترونيّة تستعمل في الغشّ في الامتحانات    بطاقة إيداع بالسجن ضدّ منذر الونيسي    مجلس نواب الشعب: جلسة استماع حول مقترح قانون الفنان والمهن الفنية    رئيس لجنة الفلاحة يؤكد إمكانية زراعة 100 ألف هكتار في الجنوب التونسي    المنتخب الوطني يشرع اليوم في التحضيرات إستعدادا لتصفيات كأس العالم 2026    النادي الصفاقسي في ضيافة الاتحاد الرياضي المنستيري    الرئيس الصيني يقيم استقبالا خاصا للرئيس قيس سعيّد    قبلي : تنظيم اجتماع تشاوري حول مستجدات القطاع الثقافي وآفاق المرحلة القادمة    وزير التعليم العالي: نحو التقليص من الشعب ذات الآفاق التشغيلية المحدودة    عاجل/ حريق ثاني في حقل قمح بجندوبة    مستشفى الحبيب ثامر: لجنة مكافحة التدخين تنجح في مساعدة 70% من الوافدين عليها على الإقلاع عن التدخين    منظمة الصحة العالمية تمنح وزير التعليم العالي التونسي ميدالية جائزة مكافحة التدخين لسنة 2024    صفاقس: وفاة امرأتين وإصابة 11 راكبا في اصطدام حافلة ليبية بشاحنة    تطاوين: البنك التونسي للتضامن يقرّ جملة من التمويلات الخصوصية لفائدة فلاحي الجهة    بمشاركة اكثر من 300 مؤسسة:تونس وتركيا تنظمان بإسطنبول أول منتدى للتعاون.    رولان غاروس: إسكندر المنصوري يتأهل الى الدور الثاني لمسابقة الزوجي    الشايبي يُشرف على افتتاح موسم الأنشطة الدّينية بمقام سيدي بالحسن الشّاذلي    الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية مجانا يوم الأحد 2 جوان    آخر مستجدات قضية عمر العبيدي..    الانتقال الطاقي: مشروع للضخ بقدرة 400 ميغاواط    انتخاب التونسي صالح الهمامي عضوا بلجنة المعايير الصحية لحيوانات اليابسة بالمنظمة العالمية للصحة الحيوانية    رولان غاروس: أنس جابر تواجه اليوم المصنفة 34 عالميا    حادث مروع بين حافلة ليبية وشاحنة في صفاقس..وهذه حصيلة الضحايا..#خبر_عاجل    بعد الظهر: أمطار ستشمل هذه المناطق    جبنيانة: الإطاحة بعصابة تساعد الأجانب على الإقامة غير الشرعية    الرابطة المحترفة الأولى: مرحلة تفادي النزول – الجولة 13: مباراة مصيرية لنجم المتلوي ومستقبل سليمان    الأوروغوياني كافاني يعلن اعتزاله اللعب دوليا    عاجل/بعد سوسة: رجة أرضية ثانية بهذه المنطقة..    إلغاء بقية برنامج زيارة الصحفي وائل الدحدوح إلى تونس    تونس والجزائر توقعان اتفاقية للتهيئة السياحية في ظلّ مشاركة تونسية هامّة في صالون السياحة والأسفار بالجزائر    بنزرت: الرواية الحقيقية لوفاة طبيب على يدي ابنه    الإعلان عن تنظيم الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية من 23 إلى 30 نوفمبر 2024    منبر الجمعة .. لا يدخل الجنة قاطع صلة الرحم !    مواطن التيسير في أداء مناسك الحج    من أبرز سمات المجتمع المسلم .. التكافل الاجتماعي في الأعياد والمناسبات    شقيقة كيم: "بالونات القمامة" هدايا صادقة للكوريين الجنوبيين    محكمة موسكو تصدر قرارا بشأن المتهمين بهجوم "كروكوس" الإرهابي    مدينة الثقافة.. بيت الرواية يحتفي ب "أحبها بلا ذاكرة"    الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفن السيرك وفنون الشارع .. فنانون من 11 بلدا يجوبون 10 ولايات    عندك فكرة ...علاش سمي ''عيد الأضحى'' بهذا الاسم ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الصّباح» ترصد آراء سياسيين عرب وفلسطينيين وخبراء دوليين
ملفات «الصباح»: مؤتمر أنابوليس... بين خيار الدولة الفلسطينية والفوضى الدولية


«فرضية الفشل غير مطروحة»
«نحتاج لكل الجهود من أجل حق الفلسطينيين في الكرامة وإقامة الدولة التي يستحقون»
* انظار العالم وليس انظار العرب والمسلمين فقط تتجه اليوم الى انابوليس فلماذا انابوليس ولماذا الان؟
لقاء انابوليس لقاء يكتسي اهمية كبرى وكلنا نتطلع الى ما سيؤول اليه انابوليس فرصة تتاح امامنا جميعا وهي الاولى بالنسبة لكل الاطراف منذ وقت طويل وفي اعتقادي انها فرصة جيدة للعودة مرة اخرى الى المفاوضات الثنائية المباشرة والتحرك باتجاه اقامة دولتين واحدة اسرائيلية واخرى فلسطينية
تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن وهذا هدفنا النهائي الذي نسعى لتحقيقه. و سيكون انابوليس مجرد بداية المسار ولكن سيليه عمل طويل وصعب في ان واحد وكل ما يمكنني تاكيده ان الرئيس بوش نفسه ووزيرة الخارجية وكل الادارة الامريكية ملتزمون بتقدم المسار باقصى سرعة ممكنة من اجل ضمان قيام الدولة الفلسطينية والامن لاسرائيل اما لماذا الان ففي اعتقادنا ان التوقيت مناسب جدا فقد حدثت تغييرات كثيرة وتحقق تقدم ملموس ايضا في الاجواء ولدينا طرفان معتدلان وزعيمان جيدان ملتزمان باحراز تقدم والاجواء ايضا تعد افضل بكثير عما كانت عليه منذ وقت طويل..
* لم يحدث من قبل ان ابدت ادارة الرئيس بوش مثل هذا الحرص على جمع العرب والاسرائيليين معا ولكن لم يحدث ايضا ان سجل العرب مثل هذا التردد والشك في تلبية الدعوة فكيف تفسرون ذلك وهل يعني دعوة سوريا ان يكون ملف الجولان حاضرا وانها بداية صفحة في العلاقات بين واشنطن ودمشق؟
دعونا العديد من الاطراف والمنظمات الدولية، لست في واشنطن ولا املك كل التفاصيل المطروحة ولكننا نامل في رؤية تقدم في هذا المسار ونحن نتوخى كل الشفافية لتحقيق ذلك، واشنطن ملتزمة بالتحرك، نحن امام وضع صعب جدا بالنسبة للفلسطينيين والاسرائيليين ونحن امام مسالتين حيويتين ونعتقد ان الوضع مناسب جدا للمحاولة من جديد لمساعدة وتاييد المعتدلين في المنطقة ونامل في تسجيل مستوى مناسب للحضور..
* وما الذي يمكن توقعه من هذا اللقاء؟
لقاء انابوليس يبدا الاثنين ويستمر ثلاثة ايام يشهد اليوم الاول تنظيم لقاءات ثنائية في واشنطن بين الفلسطينيين والاسرائيليين اضافة الى الرباعية ثم يكون اليوم الثاني في انابوليس وسيشهد خاصة البحث عن التاييد الدولي للمسار وتقديم المساعدات الاقتصادية للمؤسسات الفلسطينية من اجلال توصل الى السلام الشامل اما اليوم الثالث فسيكون مناسبة لاجراء لقاءات ثنائية اكثر تفصيلا اما الهدف من وراء كل ذلك فهو ان نرى بداية للمسار او بداية حقيقية للمسار واشارة للدعم والتاييد الدولي..
* الرئيس بوش كان اول الرؤساء الامريكيين الذين دعوا الى اقامة الدولة الفلسطينية فماذا بعد انابوليس وماذا لو فشلت جهود احياء مسيرة السلام؟
هذا مجرد افتراض لا نود التطرق اليه نسعى ونامل في تحقيق النجاح، وزيرة الخارجية غونداليزا رايس قالت ليس امامنا الاخيار واحد وهو النجاح والفشل ليس مطروحا بالنسبة لنا وما سنتوصل اليه سيكون نجاحا وكل اهتمامنا الان منكب على ماذا سنصنع بهذا النجاح..
* هل نفهم من ذلك ان لديكم ضمانات حاصلة لارضاء كل الاطراف؟
بذلنا الكثير من الجهود والرئيس بوش ملتزم بشكل جدي وعميق ورايس زارت المنطقة شهريا ثماني مرات خلال الفترة الماضية وكل جهد امريكي ممكن بذلناه حتى الآن..
* قبل هذا اللقاء كنت اشاهد برنامجا لقناة سي ان ان وليس لقناة الجزيرة وكان البرنامج يستضيف جون جينغين مدير الانروا في غزة الذي وصف الوضع بانه ماساوي واعتبر ان نظام العقوبات الاسرائيلي لا يخدم الا اجندة المتشددين فكيف تعلقون على ذلك؟
ليس لدينا ادنى نية للتخلي عن الفلسطينيين في غزة نعتقد ان هناك في غزة نساء ورجال ياملون ويتمنون ان يعيشوا في امن وسلام داخل دولة فلسطينية ديموقراطية وتتوفر فيها الرفاهية واكرر انه لا نية لدينا للتخلي عن أي كان الفلسطينيون يحتاجون للسلام والاسرائيليون وكل المنطقة في حاجة للسلام..
* طيب كيف ترون شكل هذه الدولة الفلسطينية مستقبلا؟
ان كنت تقصدين حدود هذه الدولة فنحن لا نملك أي تجسيد مسبق عن ذلك وهذا المسائل ستكون محل المحادثات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للتفاوض بشانها..
* وكيف يمكنكم الحديث عن مؤتمر ناجح والحال ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اشترط قبل هذا المؤتمر اعترافا بيهودية اسرائيل قبل أية محادثات بكل ما يعنيه ذلك من استفزاز واهانة للفلسطينيين؟
نعتقد ان لقاء انابوليس سيكون مناسبة من اجل بداية مسار المفاوضات ومناسبة لالتزام ودعم مسار السلام فكل من عباس واولمرت زعيمان ملتزمان بمناقشة كل المسائل على الطاولة ولذلك نحتاج الى دعم بقية دول المنطقة وفي كل الاحوال فان الطرفان لديهما اصرار على تحقيق تقدم وهذا امر جيد ويحتاج لدعمنا جميعا..
* انقادات كثيرة نشرتها الصحف الامريكية نفسها واعتبرت ان كل من الرئيس بوش اولمرت وعباس اشبه بوضع البطة العرجاء وليس بامكانهم تحقيق النجاح المطلوب فما رايكم؟
الواقع ان ما نراه ان انعقاد هذا المؤتمر مؤشر على نجاح هؤلاء الزعماء بوش ملتزم بتحقيق التقدم وعباس ملتزم بهذا الامر وهذا ما نصب عليه اهتمامنا الان صحيح ان الامر ليس سهلا ولا احد يعتقد ذلك ولذلك فكل الاهتمام متجه الى كيفية تحقيق تقدم في السلام وكيف يمكن للفلسطينيين والاسرائيليين والمعتدلين العرب الوصول الى ذلك لقد اظهر الزعماء قناعة عميقة بذلك وهذا مهم جدا..
* هناك انتقادات ترى ان لقاء انابوليس ليس سوى غطاء تمهيدا لضربة عسكرية لايران ومحاولة لطي صفحة الاحداث في العراق فما هو رايكم؟
الادارة الامريكية تذل كل الجهود من اجل انجاح هذا اللقاء وليس هناك ادنى علاقات بالمسائل الاخرى المطروحة في المنطقة فالكل يحتاج للسلام والعيش جنبا الى جنب من خلال حل الدولتين واذا توصلنا الى هذه النقطة فسيكون هذا امر، على غاية الاهمية للجميع وعموما فان المسائل الاخرى تبقى مجرد احتمالات..
* الا تخشى الادارة الامريكية ان يؤول فشل انابوليس الى مزيد اضعاف موقع عباس كحليف وشريك لواشنطن واسرائيل ويمنح موقعا اوسع لحركة حماس؟
هل يمكن لهذا اللقاء ان يكون له مخاطر؟ نعم هناك مخاطر ولكننا نقر على ان الفشل ليس خيارا ونحن نسعى لنقوم بكل شيئ من اجل ان يكون للفلسطينين الحق في الكرامة واقامة الدولة التي يستحقون وتمنح اسرائيل الامن
* هل سيكون الجولان على طاولة التفاوض؟
خلال المؤتمر سيكون هناك فرصة للمشاركين للحديث وطرح ومناقشة المسائل المتعلقة بهم
* الا ترون ان اعلان اسرائيل عن اطلاق نحو 400 معتقل فلسطيني من اصل الاف المعتقلين لديها ليس مؤشرا على حسن النوايا الاسرائيلية في تحقيق أي تقدم؟
ليس لدي أية تفاصيل حول عملية الافراج عن معتقلين ولست مؤهلا لاقول من يجب او لا يجب اطلاق سراحه ولكننا نحتاج الى ان نجعل هذا المؤتمر ناجحا وكل المؤشرات من جانب مختلف الاطراف للتقدم والانطلاق للعمل الجدي..
هل من توضيح بشان ما ترددونه من بداية جديدة للمفاوضات، هل يعني هذا التخلي عن كل الاتفاقات السابقة ام ان الانطلاق سيكون من حيث توقفت في كامب دايفيد 2 قبل سبع سنوات؟
سيتم البناء على ما تم تحقيقه حتى الان من اتفاقات سابقة ولكن لا يمكن الجزم ما اذا كان الانطلاق سيكون من حيث توقفت محادثات كامب دايفيد المهم ان الفلسطينيين والاسرائيليين والمنطقة باسرها تحتاج الى هذا السلام ونحن ايضا بحاجة لتحقيقه..
* ربما نحتاج الى لقاء اخر بعد انابوليس للوقوف على ما انجز او ما لم ينجز..
طبعا وساكون مستعدا للرد على كل الاسئلة المطروحة..

يوري زينين الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط:
«لقاءات عباس وأولمرت لم تثمر لحد الآن أية نتيجة»
في البداية أود أن أشير إلى أن روسيا تعتبر المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط الذي يفتتح اعماله اليوم في ضاحية انابوليس بواشنطن ، محاولة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وتحظى فكرة المؤتمر الذي بادرت به الولايات المتحدة بتأييد رسمي من قبل روسيا، وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الروسي والدبلوماسيون والخبراء الروس.
وفي نفس الوقت تعتبر موسكو المؤتمر في الولايات المتحدة الذي تسميه اللقاء، مرحلة في عملية التسوية الشرق أوسطية التي تسبق المؤتمر الدولي الشامل. وهذا ما أعلن عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سبتمبر 2007 خلال لقاء رباعي الوسطاء حول الشرق الأوسط (روسيا، الولايات المتحدة،الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي).
وعبر الوزير عن أمله في أن يساهم اللقاء في بدء التحرك العملي نحو التسوية وليس بين الفلسطينيين والإسرائيليين فقط بل وفي الشرق الأوسط بأكمله وعلى كل الاتجاهات. وقد ركز الوزير على أهمية مشاركة الرباعي وجامعة الدول العربية في التحضير للمؤتمر. ويرى لافروف أن سياسة جذب الأطراف إلى الحوار وعدم استثنائها وعزلها ستمكن من إنجاز الكثير مقارنة بالأحاديث حول من كان المذنب.
وتؤكد القيادة الروسية أن الاتصالات بين محمود عباس وايهود اولمرت قد بدأت تكتسب طابعا منتظما. وقد بدأ الرئيسان مناقشة فكرة العلاقات الثنائية في المستقبل بما فيها مسائل إقامة دولة فلسطينية. ويرى المسؤولون في روسيا أن أحد الشروط الرئيسية لأجراء اللقاء حول التسوية الشرق أوسطية هو خلق جو من الثقة المتبادلة بين إسرائيل والفلسطينيين.
غير أن اتصالات الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة. وعلى ما يبدو يعتبر الجانب الفلسطيني من مصلحته أن تتضمن الوثيقة المشتركة في انابوليس مضمونا محددا ومفصلا. وهذا يتعلق بالمسائل المفصلية في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية ألا وهي الحدود ووضع القدس ومشكلة اللاجئين، في الوقت الذي تميل فيه تل أبيب إلى جعل الوثيقة إعلانا غامضا ونقطة انطلاق لعقد محادثات أخرى.
وما يثير القلق هو اشتداد التوتر والصدامات الأخيرة في غزة التي تعرقل مجرى الاستعدادات للقاء في انابوليس. ولا يمكن تجاهل الواقع أن الانشقاق المتواصل داخل فلسطين سيعرض للخطر تنفيذ ما يحاول التوصل إليه الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني. ولا تخفي موسكو تأييدها لتوحيد الفلسطينيين والحوار السلمي في صفوفهم.
وتتخذ روسيا موقفا واضحا من مسائل التسوية الشرق أوسطية يتلخص في وجوب أن تكون هذه العملية شاملة: فالدبلوماسيون الروس يقيمون حوارا مع جميع أطراف النزاع ويبذلون جهودا في المساعدة لإيجاد حل وسط بينهم في غضون الاستعدادات الجارية للقاء.
ويذكر أن الأكاديمي الروسي المعروف يفغيني بريماكوف (رئيس وزراء أسبق) قد قام مؤخرا بجولة في منطقة الشرق الأوسط بصفته مبعوثا للرئيس بوتين. وخلال مناقشته لمشاكل انابوليس كان بريماكوف يجس موقف الزعماء العرب حول الاتجاهين السوري واللبناني. ويشار هنا إلى إمكانية عقد لقاء سوري إسرائيلي بوساطة موسكو.
وفي غضون ذلك حذر مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، من التفاؤل المفرط بنتائج اللقاء المقبل. إذ يجب أن تلقى الاتفاقات تأييدا في إسرائيل وفلسطين قبيل اللقاء في انابوليس، إلا أن العملية تجري ببطء ولهذا يجب ضم جهود الرباعي إليها وعدم الاكتفاء بجهود الولايات المتحدة وحدها. وعبر عن رأيه أن اللقاء قد يؤجل إلى موعد آخر على الأرجح.
ويرى فلاديمير انوخين، خبير في أكاديمية الدراسات الجيوبوليتيكية أنه إذا أخذنا الظروف الحالية بعين الاعتبار سيصل إلى الولايات المتحدة وفد فلسطيني منشق ولن يكلل اللقاء بنجاح.
أما وسائل الإعلام الروسية المنشغلة بالحملة الانتخابية في البلاد (انتخابات مجلس الدوما المقرر إجراؤها في 2 ديسمبر المقبل)، فلا تعير اهتماما يذكر لموضوع اللقاء في انابوليس.

أحمد الطيبي (عضو في «الكنيست» الإسرائيلي)
«الشارع الإسرائيلي غير مهيأ للتسوية»
* رغم الجهود الامريكية لعقد مؤتمر انابوليس فلا يبدو ما يشير الى اهتمام يذكر لدى الراي العام الاسرائيلي، فكيف تفسرون هذا التجاهل؟
الراي العام الاسرائيلي غير مهيء لعملية التسوية ويعود ذلك الى جو اليمين الذي يخيم على المجتمع الاسرائيلي، زد على ذلك انعدام الثقة بين الشارع الاسرائيلي وقيادته وهذا الشارع لا يثق في القيادة الراهنة وهو بذلك لا يعطي هذه القيادة مساحة لاحداث تغيير جوهري في معيار العملية التفاوضية وائتلاف الحكومة هو ائتلاف فيه على الاقل كتلتان ذات نزعة يمينية متطرفة اولها «اسرائيل بيتنا» بزعامة ليبرمان وحزب «شاس» قد اكدا مرارا وبصفة علنية انهما لا يريدان مؤتمرا دوليا للسلام ينتهي بصلاحيات واتفاقات وانما يريدان مؤتمرا للعلاقات العامة ولذلك اقترح زعيم شاس اقامة مؤتمر للتعاون الاقتصادي وهو ما يعد بمثابة عملية إلغاء فعلي للمؤتمر وكل هذه المعطيات ساهمت في خفض سقف التوقعات وهي توقعات تبقى غير كبيرة ولا ملموسة..
* وماذا عن جولات رايس المتتالية التي سبقت هذا المؤتمر؟ لا اعتقد انها نجحت في كسر الهوة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بل انها جاءت لتقلل من آمال وتوقعات الشعب الفلسطيني وعبرت عن دعمها المطلق لاسرائيل.. رايس كانت تاتي وتجتمع باصحاب الائتلاف ايهود باراك وليبرمان وايلي ايشاي بمعنى انها تاتي لتساعد اولمرت للمحافظة على ائتلافه الحكومي ورايس تماما كما هو حال الموقف في واشنطن واسرائيل ترى ان القضية شان داخلي فلسطيني وهذا يبقى احد عوامل الفشل، فالقضية ليست شانا داخليا بل قضية شعب ومصير وليست قضية ائتلاف حكومي في اسرائيل او في الولايات المتحدة..
* كيف تبدو لكم المرحلة المقبلة في حال فشل هذا المؤتمر؟
كنت افضل ألا يقام هذا المؤتمر اذا لم تتوفر الظروف لانجاحه وعليه لا ارى سببا يجعل الدول العربية تلهث للمشاركة الا اذا تغيرت الظروف والشروط، والظروف لا تتغير حتى هذه اللحظات التي تسبق المؤتمر.. محمود عباس اشترط على رايس تحديد جدول زمني واضح كنقطة بداية ونهاية وهذا ايضا لم يتم التوافق بشانه فالمبدا الاساسي مفقود وهذا المؤتمر من المفترض ان يؤسس الى مفاوضات تنتهي باقامة دولة فلسطينية ولكن السؤال المطروح هل من اجل مفاوضات يجب ان يعقد هذا المؤتمر؟ ربما كان المطلوب ان يكون المؤتمر محليا وليس دوليا.. اولمرت يريد مشاركة عربية سعودية من اجل الحصول على انجاز تطبيعي اخر دون مقابل في القضية..
* في اعتقادكم هل يملك محمود عباس في هذه المرحلة وفي ظل الظروف الدولية الراهنة أي هامش للمناورة او أية خيارات او بدائل وهو الطرف الاضعف في المعادلة؟
نعم ابو مازن لازال يملك هامش مناورة الرئيس الفلسطيني قال انه لن يشارك باي ثمن وقام بجولات عربية واخرى اوروبية لتعزيز موقعه ومصر اقترحت التاجيل والاردن اقترحت ضرورة تهيئة الظروف..
* وماذا عن موقع اولمرت اذ يتردد انه في موقع ضعيف، والحال ان الجانب الاسرائيلي هو الاقوى في كل الحالات وهو الذي يفرض شروطه وقيوده ويملي قراراته على الجميع؟
اولمرت يترأس اوسع ائتلاف ممكن ولكنه ضعيف من حيث تاييد الشارع الاسرائيلي له خاصة بعد انتكاسة لبنان، لذلك هناك شعور بانه بالرغم من الائتلاف القوي فان اولمرت لا يملك تفويضا سياسيا.. هذه اتفاقات بعيدة المدى والموقف الفلسطيني ليس في احسن حال عدا انفصال غزة عن الضفة..
* وماذا عن موقع الرئيس بوش نفسه الذي يتمسك بهذا المؤتمر ما الذي بامكانه تقديمه للعملية السلمية؟
كان بامكانه بدلا من ابداء التاييد المطلق لاسرائيل ان يساعد على تطبيق حل الدولتين الذي ما انفك يردده، فالمشكلة في الجانب الاسرائيلي والضغط يجب ان يمارس على هذا لجانب ولكن مثل هذا الضغط لا يوجد في كل الاحوال فليس هذا الدور المطلوب من بلد مثل الولايات المتحدة..
* وماذا عن موقفكم كممثلين عرب في الكنيست الاسرائيلي؟
نحن ندعم الشرعية الفلسطينية ونناضل من اجل انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 ونعمل في الكنيست على معارضة أية مشاريع من شانها تكريس الاحتلال ودعم أي مشروع من شانه ان يقصر من عمر الاحتلال.. نحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ونحن نحمل المواطنة ونحتل موقعا متميزا ونمثل الجماهير العربية ونحاول التاثير على الراي العام الاسرائيلي اعلاميا وقد حققنا اختراقات هامة في الشارع الاسرائيلي لاننا نعتقد ان التاثير على الراي العام مهم جدا واساسي في عملية صنع القرار ولكن هذا طبعا لا يكفي والمطلوب اكثر من هذا بكثير لنا مواقفنا الاقليمية والدولية وقدنجحنا في ابراز موقف الجماهير العربية في اسرائيل وهي ذات المواقف السياسية في كافة المحافل الدولية..
* هناك دعوات لعقد مؤتمر في دمشق بالتوازي مع مؤتمر انابوليس الا يقلل هذا من الفرصة المتاحة امام الفلسطينيين ان كانت هناك فرصة طبعا؟
مؤتمر دمشق ان عقد سيكون مؤتمرا شرعيا يعبر عن موقف مختلف ومعارضة ما يجري والشعب الفلسطيني تعددي ومن الطبيعي ان يسمع العالم ان هناك اصوات مختلفة...

علي الجرباوي (مستشار عرفات سابقا)
«المشهد الفلسطيني لا يتحمل فشلا جديدا»
* هل ان المشهد الفلسطيني يتحمل مخاطر فشل جديد في عملية السلام؟
ابدا لايتحمل ذلك على الاطلاق ولذلك فان الجميع يتحدث عن خفض سقف التوقعات لهذا المؤتمر و لهذا السبب ايضا في اعتقادي ان هذا الاجتماع مفروض من قبل الامريكان ومفروض ايضا على الجانب الاسرائيلي ولو خير الجانب الفلسطيني بشان المشاركة بدون ضمانات حقيقية لما اختار الذهاب الى انابوليس، الامريكيون يريدون هذا المؤتمر والطرف الفلسطيني ليس امامه سوى ان يسعى لتجنب الشروط..
* وكيف يبدو لكم المشهد الفلسطيني في خضم كل هذا ولماذا لا يبدي الشارع الفلسطيني ادنى اهتمام بهذا المؤتمر؟
الوضع الفلسطيني صعب للغاية ففي ظل الانقسام الحاصل بين الضفة والقطاع والشارع الفلسطيني يترنح تحت الاحتلال ولا يعول كثيرا على هذا اللقاء هناك لقاءات كثيرة في السابق ولم يكن هناك نتائج يشعر بها الشارع الفلسطيني واليوم فان اهم مشاغل المواطن الفلسطيني مرتبطة بالحياة اليومية والحواجز وغلاء المعيشة والاقتصاد وعدم وجود ادنى تحسن اقتصادي واجتماعي هذا طبعا عدا الانقسام الحاصل بين فتح وحماس..
* يعني في نهاية المطاف الاحتلال نجح في تحويل المعركة من معركة ضد الاحتلال الى معركة من اجل الخبز اليومي والاجور؟
نعم هذا صحيح جزئيا وهناك من يعتقد ان الوصول الى هذا الحد من التعقيد والصعوبات يمكن ان يدفع الفلسطينيين للقبول باية تسوية سياسية ولكني لا اعتقد ذلك رغم كل الظروف لن يكون بالامكان تمرير تسوية تنجح في تجاوز المطالب الفلسطينية والحقوق المشروعة للفلسطينيين..
* ماهي اذن الخيارات المطروحة امام الجانب الفلسطيني في مرحلة ما بعد انابوليس؟
ليس هناك خيارات كثيرة فنحن امام وضع متأزم كيفما قلبته هناك معاناة من اشكاليات كثيرة في الحياة اليومية ثم ان الوضع مع اسرائيل ومع المحيط ومع الاطار الدولي هناك ازمة خانقة على كل النواحي اذا حقق اللقاء نجاحا ولو محدودا ستكون هناك امكانية في تحسين الاوضاع الفلسطينية وانا لا اعتقد ان هناك من ينتظر او يعول على تسوية شاملة من خلال انابوليس..
* كنت مستشارا لعرفات فهل تعتقد ان الظروف الفلسطينية والدولية كانت اكثر قابلية في السابق لتحقيق السلام ام العكس؟
في اعتقادي ان الجانب الاسرائيلي مدعوم بالادارة الامريكية يريد فرض تسوية حسب شروط كانت موجودة ولاتزال منذ بداية عملية السلام وهي:
لا عودة لحدود 67.. لا لارجاع القدس، ولا لقبول حق العودة وهذه الاءات الاسرائيلية الثلاثة اذا قبل بها الفلسطينيون يمكن ان تقبل اسرائيل بمحادثات تنتهي الى عزل الفلسطينيين في كنتونات ومعازل بطريقة او باخرى ثم تسمية ذلك بدولة فلسطين لا سيادة لها وغير مستقرة وهذا هو الخيار منذ بداية عملية التسوية السياسية وهذا ايضا ما قاله شارون عندما صرح بانه سياخذ الفلسطينيين في مفاوضات تستمر عشر سنوات وها هي المفاوضات تمتد لاكثر من ذلك وفي الاصل كانت النية الاسرائيلية تسير في هذا الاتجاه ولو كانت اسرائيل تريد حلا سلميا لقبلت المبادرة العربية وتطبيع كامل العلاقات مع جميع الدول العربية ولكن عدم القبول يعني عدم ارجاع الاراضي العربية المحتلة وهذا الوضع كان موجودا ولا يزال والوضع على ارض يضيق على الجانب الفلسطيني والاجراءات القمعية الاسرائيلية مستمرة..
* أليس غريبا في ظل كل هذه التعقيدات والمخاطر ان تستمر القطيعة الفلسطينية الفلسطينية ويتعمق الخلاف بين حماس وفتح؟
شيء مؤسف فعلا ومن ناحية اخرى الفصائل الوطنية لا يمكنها ان تفسر ما يحدث ونحن في مواجهة عقلية فصائلية محدودة تسيطر عليها المصلحة الفصائلية وتتغلب على المصلحة الوطنية العليا حتى اننا نجد تعمق الانفصال الحاصل وعدم وجود أية نية لراب الصدع للتوصل الى تسوية شاملة...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.