بنغازي وكالات واصلت كتائب القذافي قصفها لمدينة مصراتة مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وفق مصادر الثوار. ونقلت وكالة الأنباء «رويترز» عن متحدث باسم الثوار أن القصف وقع بينما كان سكان يقفون في الشارع مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص. وكان الثوار قد أكدوا أنهم تمكنوا من نصب كمين عند المدخل الشرقي لمدينة مصراتة وقتلوا أكثر من مائة من جنود كتائب القذافي، وأسروا أكثر من أربعين آخرين. وقد حاصر الثوار قوة من الكتائب وسط شارع طرابلسبالمدينة وأعطبوا دبابة تابعة لهم. كما أضرموا النار في بناية يختبئ بها قناصة، وقالوا إنهم قتلوا بعضهم. وأسفرت المعارك في مصراتة عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل أول أمس.وقال مسعفون إن سبعة مدنيين ليبيين قتلوا أيضا إلى جانب طبيب أوكراني خلال القتال الضاري في البلدة. من جهتها قالت الأممالمتحدة إن استخدام الحكومة الليبية ذخائر عنقودية وأسلحة ثقيلة في مصراتة تسبب في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وربما يرقى إلى جرائم حرب وفقا للقانون الدولي.
بموازاة ذلك ذكر التلفزيون الحكومي أن الحلف الأطلسي (ناتو) شن الليلة قبل الماضية غارة جوية على منطقة خلة الفرجان جنوب غرب طرابلس أدت إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين. وأضاف نقلا عن متحدث عسكري أن قوات الحلف قصفت بعد ذلك أهدافا في بلدة غريان جنوبيطرابلس مما أدى لمقتل عدد من الأشخاص. وفي جبل نفوسة (الجبل الغربي) أفاد شهود بأن الكتائب قصفت يفرن والقلعة بمدافع الهاون وصواريخ غراد. وأشارت المصادر إلى أن الثوار في يفرن والقلعة تمكنوا من قتل خمسة من الكتائب ورد تقدمها تجاه منطقة القراديين. وفي الشرق قصفت طائرات حلف الناتو كتائب القذافي قرب أجدابيا لإبعادهم عنها. وتشهد المدينة التي خرجت عن سيطرة كتائب القذافي بعد معارك كرّ وفرّ استمرت أسابيع، استعدادات للثوار للانطلاق إلى مناطق أخرى.
خطة أوروبية
في خضم هذه التطورات، أعلن متحدث باسم المعارضة الليبية المسلحة انها لا تعترض على وجود قوات برية اجنبية لحماية ملاذ آمن للمدنيين. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي المعارض عبد الحفيظ غوقة في مؤتمر صحفي في بنغازي أول أمس ان حلف «الناتو» يقوم بمزيد من الجهد لحماية المدنيين من خلال حملته من الضربات الجوية، مشيرا إلى أن «حماية المدنيين تقتضي توفير الممرات الآمنة لايصال الغوث الانساني». وأضاف المتحدث «واذا كان ذلك لا يتأتى إلا بقوات برية فلا ضير في ذلك على الاطلاق وهذا يدخل ضمن آليات الاممالمتحدة». وقال ان المجلس الانتقالي لا يعتقد ان مثل هذا التحرك يعادل تدخلاً عسكرياً. وكان مسؤولون للاتحاد الاوروبي قالوا الاثنين الماضي ان الاتحاد وضع خطة مبدئية قد تشهد ارسال قوات برية الى مدينة مصراتة المحاصرة لحماية شحنات الاغاثة اذا طلبت ذلك الاممالمتحدة. وفي السياق، قال غوقة ان القادة العسكريين للمقاومين وافقوا على قدوم مستشارين عسكريين اجانب الى بنغازي لكنه رفض الخوض في التفاصيل. كما قال ان المجلس الانتقالي طلب رسمياً أسلحة من ايطاليا وان نتائج المحادثات «كانت طيبة». وسئل عن نوع الاسلحة الذي سيتم تزويد المعارضين به فرد بقوله «اعتقد ان قائد الجيش قال انه طلب مروحيات هجومية وكذلك معدات عسكرية ثقيلة». وكانت لندن قد أعلنت انها سترسل نحو 12 ضابطاً الى ليبيا لكنها لن تسلح المعارضين او تقوم بتدريبهم على القتال.
مساعدات أميركية
في غضون ذلك، أوردت صحيفة «واشنطن تايمز» أمس أن الإدارة الأميركية أبلغت الكونغرس بأنها قررت منح الثوار الليبيين مساعدات غير قتالية بقيمة 25 مليون دولار. ونقلت الصحيفة عن القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية للشؤون التشريعية، قوله في رسالة بعثها إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم 15 أفريل الجاري إن الإجراءات التي اقترحها الرئيس ستوفر المساعدة الضرورية العاجلة غير القتالية للثوار. وأضاف جوزيف ماكمانوس أن هذه المساعدات تهدف إلى دعم الجهود لحماية المدنيين والمناطق الليبية التي تشهد هجمات متواصلة.