لم تترك عائلة بن علي وأصهاره مجالا لم تطرقه لكسب الربح الوفير على حساب الآخرين وبلغ بهم الأمر الى تعيين المسؤولين في شتى الإدارات والمصالح والوزارات لخدمتهم وتمرير مشاريعهم فحتى وزارة الشؤون الدينية أخضعوها لسلطانهم وكذلك وزارة السياحة ونهبوا منهما على طريقتهم. فقد ظهرت منذ فترة وثيقة تبيّن أنها صحيحة وهي تتمثل في رسالة بخط يد ليلى بن علي أحالتها على المستشار السابق عبد العزيز بن ضياء طالبته فيها بتغيير المدير العام للشركة الوطنية للإقامات والخدمات محمود بلّلونة لأن تشكيات أختها جليلة الطرابلسي وكذلك مدللها عماد الطرابلسي وعلقت في الرسالة على أن المدير العام المقترح من قبلها يعرفه صخر الماطري وقد زكاه لهذه المهمة لأنه صهر وزير سابق وأيضا "تجمعي خالص". صفقة عائلية وبالنبش في سرّ تشكيات جليلة وعماد الطرابلسي من محمود بللونة الرئيس المدير العام السابق لما يعرف «بمنتزه قمرت» علمنا من مصادر لا يرقى لها الشك وبحوزتها ملف هذه التشكيات أن بللونة رفض منح عماد الطرابلسي ألف تأشيرة حج خلال موسم الحج المنقضي على اعتبار أنها خاصة بمواطنينا بالخارج ولابد من إصدار التأشيرات في فرنسا لكن صاحب الحظ السعيد أفردته وزارة الشؤون الدينية بهذا الاجراء وحرمت منه المهنيين (خاصة أصحاب وكالات الأسفار التي طالبت منذ سنوات بحصة في تنظيم الحج السياحي) الوزارة صادقت الموسم المنقضي على حصّة تونس المتمثلة في 10 آلاف حاج حسب النواميس والاجراءات المعمول بها أي واحد بالمائة من عدد سكان كل بلد لكن وزارة الشؤون الدينية وقّعت على 9 آلاف حاج عن طريق الفرز مع ألف حاج إضافي منحت تأشيراتهم لعماد الطرابلسي باعها كلها لصاحب وكالة أسفار متزوج من ابنة أخت بن علي ب 1800 دينار التأشيرة ليغنم 1,8مليون دينار «هناني بناني» وبفضل تسلط ليلى بن علي وتوظيف الإدارة لخدمتها.. والمؤسف أيضا أن صاحب وكالة الأسفار أو صهر عائلة بن علي في سوسة قد باع التأشيرة الواحدة (للميسورين طبعا) ب 16 ألف دينار. سطو على «حقائب» الحجيج أما جليلة الطرابلسي فحكايتها مع «منتزه ڤمرت» تكشف مدى أضرار عائلة بن علي وأصهاره بشتى القطاعات وتشويه صورة البلاد فإبنتها «أميرة» تملك وكالة أسفار وقد طلبت من «بللونة» أن تتاجر في حقائب الحج (وهي حقائب يقع تمكين الحجيج منها عن طريق المنتزه بمعدل حقيبتين لكل حاج حتى لا يتجاوز الوزن المطلوب وحتى تكون كل الحقائب مماثلة بما يسهّل عملية شحنها وفرزها عند السفر الى البقاع المقدسة والعودة منها..(. رغم أنه وقع الإعلان عن طلب عروض وقدمت بعض الأطراف عروضا هامة ومحترمة لكن «أميرة» حاولت الاستحواذ عن طريق والدتها «جليلة» على الصفقة دون الخضوع لأي شرط أو المشاركة في طلب العروض... من جهة أخرى تبيّن أن ظاهرة التخلّف في العمرة التي لطالما أقلقت السلطات السعودية وراءها جليلة الطرابلسي وابنتها فهي تتاجر أيضا في هذا المجال حيث بلغ بها الأمر الى طلب «تأشيرات تخلّف» وهو ما رفضه محمود بللونة عندما كان على رأس «المنتزه» باعتبار أن تخلّف المعتمرين من شأنه أن يحرم البلاد من تنظيم العمرة مستقبلا ورغم ذلك تحدّت جليلة الطرابلسي وابنتها الجميع وفعلت ما أرادت في المقابل ضيقت وزارة الشؤون الدينية الخناق على وكالات الأسفار بشروط وقوانين وتتبعات على "التخلف في العمرة"... وانقلبت ليلى الطرابلسي على مدير عام "المنتزه"...