تمسح منطقة السقي القبلي الفلاحية بمختلف أجزائها المتركبة من الدبين والحمارة وعين عبدو والوشكة حوالي 200 هك من المناطق السقوية الخاصة..هذه المنطقة الفلاحية المعروفة بخصوبة تربتها وبثروتها المائية كانت ولا تزال مصدر رزق عدد كبير من المتساكنين لإنتاجها المتميز لأجود أنواع التمور والخضروات وأنواع مختلفة من الأشجار المثمرة تتعرض إلى عديد العوامل اتسمت في العهد السابق بسوء التسيير. فمنذ أواخر الثمانينات شهدت هذه المنطقة ثورة من قبل عدد من المتساكنين تصدوا لصعوبة المناخ والتصحر وعملوا على بعث مناطق سقوية بمبادرات خاصة لغراسة النخيل والزياتين التي أثبتت مع مرور السنين نجاح هذه التجربة بحكم خصوبة الأرض. غلاء معاليم الكهرباء وخوفا من أن تتعرض هذه المساحات السقوية إلى الانقراض والتهميش لا سيما إذا تواصل استهداف الفلاحين وعدم تأطيرهم وحمايتهم من شتى أشكال التجاوزات وحرمان المستغلات الفلاحية من نصيبها وغيرها من الإشكاليات الأخرى التي تحول دون تطوير القطاع الفلاحي بهذه المنطقة يرى الفلاح محمد الطيب ضرورة النظر في عديد الوضعيات التي تنجر عنها عديد الخسائر لا يتحملها إلا الفلاح" في إشارة إلى الغلاء المجحف لأسعار الكهرباء الذي أصبح يؤرق جيبه" الشيء الذي جعله عاجزا عن تسديد القرض المسند إليه من قبل الدوائر الفلاحية مقابل حفر بئر. سوء التسيير من أهم المشاغل ومن أهم الشواغل التي اتسمت في العهد السابق سوء التسيير وهنا تحدث إلينا الفلاح محمد الصغير بكل مرارة مشيرا إلى التجاوزات التي يتعرض لها الفلاح في منطقة الدبين الفلاحية من قبل السلطات المحلية السابقة مؤكدا على ضرورة الإسراع بإسناد ملكية المقاسم الفلاحية لأصحابها"حتى نتمكن من الحصول على قروض من البنوك" داعيا في نفس السياق إلى تدخل المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقفصة لتمكينه من مساعدة لحفر بئر كما أكد على ضرورة المراجعة الشاملة لمقاييس كلفة الكهرباء والعمل على التوزيع العادل للمساعدات المقدمة ضمن مشروع تنمية الحوض المنجمي. غياب التأطير للباعثين الشبان وإذا كان لا بد من تشجيع الباعثين الشبان على تعاطي الفلاحة وتطوير القطاع يرى سمير وهو من الشباب المتعطش لخدمة الأرض انه لا بد من تكثيف عمليات التأطير وتمكين الشبان من مساعدات عينية ومالية ضمن مختلف آليات التدخل مشيرا إلى انه لم يحصل على أي مساعدة من احد في حين أن آخرين استفادوا من عديد المساعدات على غرار الأبقار والأغنام والبيوت المحمية كما أكد على وجوب بعث مجامع أو تعاضديات تتولى جمع وتوزيع المنتوج داعيا في نفس السياق إلى عدم اللجوء إلى حرمان المستغلات الفلاحية من مياه الري لمجرد عدم تسديد معاليم الكهرباء وأشار إلى تدخلات مندوبية الفلاحة للمساعدة لبناء سواقي أسمنتية للري في إطار الاقتصاد في الماء. هكذا كان اللقاء الذي جمعنا بعدد من الفلاحين لمسنا فيهم الرغبة والصمود أمام صعوبة المناخ لخدمة الأرض التي كانت في زمن سابق صحراء وأصبحت اليوم منطقة خضراء يستطاب فيها العيش بفضل سواعدهم التي بدأت تكل وتثقل وهي تجابه عديد العوامل ما فتئت تعرقل تطور المجال الفلاحي وسوء تصرف خلال سنوات الظلام والظلم ...فهل يستجيب القدر في قادم الأيام ؟