(أرسل الجيش السوري أمس، تعزيزات جديدة الى مدينة درعا بعدما دخل المدينة لسحق الاحتجاجات، ما أدى الى سقوط 25 قتيلاً. وأكد الناشط الحقوقي عبد الله أبا زيد في اتصال مع وكالة «فرانس براس» أن «تعزيزات أمنية وعسكرية جديدة دخلت درعا»، وأضاف إن «إطلاق النار مستمر على السكان، وإن المياه والكهرباء قطعت عن المدينة». فيما قالت مصادر حقوقية سورية أن عدد قتلى الإحتجاجات بلغ 416 قتيلا على الأقل منذ بدئها. وتحدث الجيش السوري عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفه وفي صفوف «المجموعات الإرهابية». وقال الجيش إن «وحدات من الجيش بمشاركة القوى الأمنية تلاحق المجموعات الإرهابية المتطرفة في المدينة وتلقي القبض على العديد منهم وتصادر كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر». وفي دوما، قال شاهد عيان إن دوريات للقوات الأمنية «تمنع الناس من مغادرة بيوتهم حتى لشراء الخبز». انشقاق من جهتها نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، مساء أمس الأول، عن نشطاء سوريين في مدينة درعا أن نائب قائد الفليق الثالث في الجيش العربي السوري اعتقل بعد احتجاجه على ما يجري في مسقط رأسه درعا. وتواترت أنباء عن نشطاء سوريين بحدوث انشقاق في الجيش السوري بعد أن رفض ضباط وجنود في الفرقة الخامسة إطلاق النار على مواطنين في مدينة درعا، وعلى الأثر حدث تبادل إطلاق نار بين الفرقة الخامسة والفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت أن كمال عياش نائب قائد الفيلق الثالث في بالجيش السوري «اعتقل بعد احتجاجه على ما يجري في مسقط رأسه درعا». وأضافت «انشق خمسة ضباط آخرون، منهم اثنان برتبة مقدم وثلاثة برتبة نقيب، وكذلك تسعة مجندين وضباط صف، وذلك احتجاجا على أحداث العنف والقتل والاعتقالات في درعا». اعتقالات وقتلى يأتي ذلك فيما قال مركز سواسية لحقوق الانسان أمس، أن قوات الامن السورية ألقت القبض على حوالي 500 من انصار الحركة المطالبة بالديمقراطية في ارجاء سوريا. واوضح المركز انه تلقى تقارير من شهود بأن 20 شخصا على الاقل قتلوا في درعا منذ دخلتها الدبابات امس الاول، مضيفا انه ولا يمكن التحقق من صحة تلك الشهادات. من جهتها قالت منظمة العفو الدولية ان 23 شخصا على الاقل قتلوا في درعا عندما قصفت الدبابات المدينة. وأفاد «رابط معلومات حقوق الإنسان في سورية» إلى أن «عدد القتلى من السوريين منذ بدء الانتفاضة الشعبية بلغ 416 قتيلاً على الأقل،» حيث نشر الموقع أسماء 413 منهم، بينما لم تعرف هويات ثلاثة آخرين. تنديدات دولية وفي أول مؤشر على تشديد الموقف الأمريكي حيال القمع، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تدرس خيارات عدة، «منها فرض عقوبات محددة الأهداف» على مسؤولين سوريين كبار. ودافع البيت الأبيض كذلك الليلة قبل الماضية عن سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما حيال سوريا في ظل تصاعد الانتقادات لموقف الإدارة من القمع الموجود في سوريا. حيث رفض المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في تصريحات للصحافيين المقارنة بين الموقف الأمريكي من سوريا وليبيا معتبرا أن «ليبيا شكلت وضعا فريدا» لأن مناطق كبيرة من البلاد لم تكن خاضعة لسيطرة حكومة القذافي. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده تعمل مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي لتوجيه «رسالة قوية» الى النظام السوري لوقف القمع الدامي للمتظاهرين. من جانبه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أكد أمس، في روما أن «فرنسا لن تتدخل في سوريا من دون قرار مسبق من مجلس الأمن الدولي ليس من السهل الحصول عليه». وقال في مؤتمر صحافي في نهاية قمة مع رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني: «الوضع غير مقبول والوحشية غير مقبولة». وفي نيويورك، وزعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال في مجلس الأمن الدولي مشروع إدانة للقمع الدامي للتظاهرات في سوريا. وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، أمس، إنها تلقت دعوة من السلطات السورية تقترح إرسال بعثة إلى سوريا. وقال روبرت كولفيل الناطق باسم رئيسة المفوضية نافي بيلاي، إنه لم يتقرر أي شيء بعد، موضحا أن العرض السوري قدم الخميس الماضي عشية التظاهرات التي قمعت بعنف وقتل خلالها 82 شخصا، لافتة إلى أنه خلال لقاء مع المفوضة العليا الأسبوع الماضي، دعا السفير السوري المفوضية العليا إلى إرسال بعثة إلى سوريا ببعض الشروط. من جهته، وجّه رئيس فنزويلا هوغو تشافيز رسالة دعم إلى نظيره السوري بشار الأسد انتقد فيها «خبث» الأسرة الدولية التي تريد برأيه التدخل عسكرياً في سوريا. وقال تشافيز إن «إرهابيين تسللوا الى سوريا، ناشرين العنف وموقعين قتلى، ومرة جديدة يعتبر الرئيس مذنباً بدون إجراء أي تحقيق».