تميزت الأسابيع الثلاثة الأخيرة بتقلبات مناخية شملت كافة جهات البلاد، كانت مصحوبة بكميات هامة من أمطار مارس وأفريل كان ينتظرها الوسط الفلاحي بأمل كبير خاصة بعد انحباس الأمطار خلال الفترة السابقة من السنة. وأفادت مصادر من الإتحاد الوطني للفلاحين أن أمطار هذه الأيام جاءت لتبدد المخاوف لدى فلاحي الزراعات الكبرى على وجه الخصوص، والأمل كبير في موسم زراعات كبرى مخالف تماما لما كان عليه مستوى إنتاج الحبوب الذي كان ضعيفا جدا في السنة الماضية. كما أفادت هذه المصادر أن الانتعاشة الفلاحية شملت أيضا جهات الجنوب والوسط والساحل، حيث عرف قطاع الزيتون الذي يمر حاليا بمرحلة التزهير نموا يمكنه أيضا أن يكون مبشرا بصابة زيتون افضل من محاصيل السنة الماضية. وبينت مصادر الإتحاد من ناحية أخرى أن الواقع الفلاحي يشهد تحسنا بفعل التحولات المناخية الحالية ليشمل أيضا بقية قطاعاته الإنتاجية وخاصة منها أنواع الأشجار المثمرة الفصلية والمراعي التي تمثل سندا أساسيا للثروة الحيوانية والمربين، وهو ما يعكس تحسنا في الإنتاج وتبديدا للمخاوف التي كان قد مر بها منتجو الألبان على وجه الخصوص نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف وصعوبة الحصول عليها على وجه الخصوص. وأبرز السيد مختار الجلالي وزير الفلاحة في آخر لقاء إعلامي له خلال الأسبوع الفارط أهمية هذا التحسن المناخي والآمال العريضة في موسم فلاحي واعد، خاصة بالنسبة لقطاع الزراعات الكبرى الذي يمكنه أن يسجل إنتاجا بنحو 20 مليون قنطار من الحبوب بناء على ما تميزت به مجمل جهات الشمال من تحسن مناخي خلال هذا الموسم. وبين أن مصالح الوزارة تكثف جهودها خلال هذه الأيام مع كافة الأطراف سواء المركزية أو على مستوى الجهات من أجل ضمان نجاح الموسم الفلاحي، وتجاوز الصعوبات التي خلفها موسم السنة الماضية بما سجله من نقص في إنتاج الحبوب على وجه الخصوص، مبرزا في هذا الجانب العمل على توفير حاجيات الفلاحين من الأسمدة والمبيدات التي تتطلبها المرحلة لإزالة الأعشاب الطفيلية وغيرها من المساعدات التي يتم توفيرها للفلاحين في الجهات. الانتعاشة الفلاحية ولئن أكدت الأوساط الفلاحية تحسن الإنتاج الفلاحي في كافة مجالاته، وخاصة منه ما اتصل بأنواع المواد الاستهلاكية اليومية من الخضر والغلال سواء منها الموسمية أو الفصلية، فإن هذه الانتعاشة لم تنعكس بشيء من الرخاء، واستقرار الأسعار أو تراجعها لكافة أنواع هذه المواد. ففي مجال الخضر الفصلية فإن كافة أنواعها مثل الفلفل والطماطم والبصل والجلبانة والسفنارية والفول الأخضر والسلق والمعدنوس وبقية الخضر الورقية، وكذلك أنواع البقول كانت أسعارها غير عادية، على الرغم من كثرة العرض وتنوعه وظهور النشاط الموازي المكثف في هذا القطاع الذي عرف انفلاتا واسعا شمل كافة الجهات. إن ما أكدته المصادر الفلاحية الرسمية من انتعاشة للقطاع الفلاحي وتحسن في الانتاج، مسألة هامة، لكن هذا الحديث يبقى في الحقيقة غير مقنع، ما لم يترجم على أرض الواقع في أشكال يلمسها المواطن في حياته اليومية، سواء بتراجع في أسعار هذه المواد أو استقرارها.