المتأمل في واقع القطاع الصحي في ربوع جبنيانة يقف على جملة من النقائص التي تعيقه وتجعله غير قادر على تحقيق الاهداف والطموحات... فماذاعن هذا المجال الحيوي ؟ مستوصفات تنشد الرعاية تعد ربوع جبنيانة 13 مستوصفا جلها تعاني من الحرمان والتهميش مما جعلها تعمل في ظروف صعبة فهي تشكو من هشاشة بنيتها الاساسية و لم تحظ بالصيانة و التعهد بصفة منتظمة بعضها يفتقد الى سياج يصون حرمتها واخرى تنتظر انتهاء عملية تسييجها. ولئن شهدت بعض المستوصفات تطورا ملحوظا في عدد عياداتها فان مستوصفات اولاد حمد و سيدي عبد العزيز و بطرية تعاقدت مع عيادة واحدة اسبوعيا ويعتبر نقص الادوية والتجهيزات الطبية و الادارية القاسم المشترك بين هذه المستوصفات . و يتمثل الحل الجذري للارتقاء بها في بعث مجمع للصحة الاساسية لتخفيف العبء عن ميزانية المستشفى و تحقيق حاجياتها من الادوية والارتقاء ببنيتها الاساسية و توفير ظروف عمل مريحة. وفي ظل التطور العمراني الذي تشهده بعض المناطق الاهلة بالسكان وجب اعادة النظر في الخارطة الصحية المحلية لبعث مستوصفات بكل من حي الحدائق واولاد منصر والعقاقشة مساهمة في تقريب الخدمات من المواطن. و في نفس الاطار يتوجب فتح ملف مستوصف جبنيانة الذي انجز على انقاض مركز رعاية الام والطفل باعتباره يشكو من ضيق في قاعة انتظاره ومن نقص في قاعات اطبائه الشيء الذي يجعله غير قادر على استيعاب رواده الذين يفوق عددهم يوميا اكثر من100 مريض في ظروف طيبة. قسم الطب العام يأمل في التأهيل يعاني هذا القسم الذي تبلغ طاقة استيعابه 20 سريرا من التهميش حيث لم يشهد منذ نشأته تحسينات ملحوظة ماعدا تزايدا في عدد مقيميه من المرضى من اختصاصات مختلفة نجم عنه اقامة ما بين5 او6 مرضى في غرفة واحدة، وحتى يواكب هذا القسم تطور عدد رواده والقيام بدوره على الوجه الأكمل وجب اعادة تهيئته وتوسيعه و تدعيم موارده البشرية في اطار تحسين الخدمات وتجويدها و توفير ظروف عمل طيبة. قسم التوليد و الطلبات المتزايدة على اهمية الخدمات التي يوفرها هذا القسم فانه يشكو من الضيق ومحدودية طاقة استيعابه التي لا تتعدى 20 سريرا الى جانب نقص اطاره الطبي وشبه الطبي مما اسهم في عدم تغطية حصص الاستمرارالطبية داخله وما يترتب عن ذلك من مشاكل . هذه النقائص وغيرها تستوجب العمل على توسيعه و الزيادة في طاقة استيعابه خاصة وان خدماته موجهة الى حوالي 120 الف ساكن الى جانب تدعيمه بالاطار الطبي وشبه الطبي لمواجهة الطلبات المتزايدة عيادة طب العظام بنظام نصف الوقت يقتصر عمل هذه العيادة على الحصص الصباحية مما يجعل قاصدها مساء و في الاعياد الدينية والوطنية يجبر على التحول الى مستشفى صفاقس وما يكلفه ذلك من مصاريف اضافية و اتعاب مضاعفة لذا يتوجب تطويرها وجعلها مفتوحة كامل اليوم وتعزيزها بالاطار الطبي وشبه الطبي اللازمين تكريسا لمبدا استمرارية العمل. قسم الجراحة العامة مكسب هام يعتبر هذا القسم الذي تبلغ طاقة استيعابه 16 سريرا مكسبا هاما نظرا لما يقدمه من خدمات جليلة في الجراحة العامة والعينين والعظام والمجاري البولية، و في ظل تزايد عدد مرضاه اصبح عاجزا عن تلبية الحاجيات رغم اجتهاد اطاره الطبي وشبه الطبي لتغطية النقص الحاصل في عددهم وهو ما يتطلب تعزيزهم بطبيب جراح تجسيدا لتحسين ظروف العمل وتجويد الخدمات وفي نفس الاطار يتاكد تسمية طبيب اشعة أكد المتساكنون في اكثر من مناسبة وألحوا على توفيره لتقريب الخدمات و توفير الجهد والمادة للمستشفى الذي يتكبد مشقة تنقل المرضى ذهابا وايابا الى صفاقس للقيام بالفحوصات المطلوبة قسم التحاليل عاجز المتأمل في واقع مخبر التحاليل الطبية يلاحظ دون شك ضيقه وعجزه عن القيام بدوره المطلوب و مواكبة تزايد الخدمات المطلوبة من رواده المنتمين الى معتمديات جبنيانة العامرة والحنشة ويعود ذلك الى محدودية خدماته المنجزة في الغرض نظرا لتهميشه مما جعله غير مؤهل للقيام بعدة تحاليل على اهميتها في العملية الطبية بسبب نقص في التجهيزات والاطارات الطبية والا بماذا نفسر تمكين المرضى المقيمين بمختلف اقسام المستشفى بالقيام بعملية فحص البول الجرثومي في حين يجبر المرضى الخارجيون على القيام بها في صفاقس متحملين الاتعاب. عيادة طب العيون معاناة متواصلة في ظل نقص الاطبا ء و الاطار شبه الطبي تبقى هذه العيادة عاجزة عن سد حاجيات اكثر من 120 الف ساكن رافعة شعار تباعد المواعيد وفي هذا السياق وجب الاشارة الى ان بعض المرضى يقصدونها للحصول على موعد مسبق، وللقضاء على ظاهرة الاكتظاظ و تباعد المواعيد المحيرة وجب تدعيم العيادة بطبيبين مختصين وتعزيزها بالاطار شبه الطبي. عيادة طب الاسنان و كرسيها كثير التعطب تتمثل نقائص هذه العيادة في حالة كرسيها الذي اصبح كثير التعطب ونقص في اطاره الطبي وهو ما يتطلب تزويدها بكرسيين جديدين وتدعيمها بطبيب ثان. عيادات واقسام مفقودة دعما لتقريب الخدمات الصحية من المواطن والارتقاء بها الى مستوى الاهداف و التطلعات يؤكد الجميع على ضرورة احداث عيادة لامراض الانف و الاذنين والحنجرة و أمراض المعدة والغدد و السكري و الاسراع ببعث قسم للاطفال لتجنيب المرضى الاقامة بمستشفى صفاقس درء للمعاناة والاتعاب المادية و الادبية التي يتكبدها الاولياء كلما تمت اقامة فلذات اكبادهم بصفاقس، ويأمل الجميع في فتح ملف المنظومة الصحية في ربوع جبنيانة بكل جدية و اتخاذ الاجراءات العملية في شأنها تحقيقا لشعار الصحة للجميع.