رفض حلف شمال الأطلسي (الناتو) وثوار ليبيا أمس دعوة العقيد الليبي معمر القذافي إلى وقف اطلاق النار وإجراء مفاوضات لوقف الغارات الجوية الحالية ضد بلاده، وذلك فيما أكدت مصادر للمعارضة الليبية أمس أن قوات الأمن في طرابلس أطلقت النار على محتجين بالعاصمة الليبية الليلة قبل الماضية في ما يبدو أنها أول مظاهرات مناهضة هناك لنظام القذافي منذ عدة أسابيع. وفي تصريح أدلى به في بروكسيل أمس، قال متحدث باسم "الناتو" انه يريد افعالا لا اقوالا من القذافي. وقد سمع فجر أمس دوي انفجارين في شمال طرابلس، بعد تحليق استمر عدة ساعات لطائرات الحلف. كما رفض المجلس الوطني الانتقالي الدعوة التي وجهها القذافي الى إجراء مفاوضات للخروج من الازمة، مؤكدا ان ليس للقذافي اي دور للاضطلاع به في مستقبل ليبيا. وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس إن "زمن التسويات قد ولى"، وأضاف "لا يستطيع الشعب الليبي ان يفكر أو بليبيا يضطلع نظام القذافي بدور فيها". كلمة القذافي وكان القذافي دعا في كلمة بثها التلفزيون الليبي في ساعة مبكرة من صباح أمس فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الى وقف هجماتها مضيفا أنه على استعداد للتوقيع على عقود مع شركاتها النفطية اذا كان هذا ما تريده. ووصف القذافي في كلمته المعارضة الليبية المسلحة ب"الإرهابيين الأجانب" رافضا التنحي عن الحكم. ومضى قائلا "عليكم ان تيأسوا من أن يرحل القذافي، أنا لا أملك منصبا ولا سلطة لكي أتركهما.. بلادي لن أتركها وسأقاتل فيها وأموت فيها". وأضاف «ادعوكم الى التفاوض.. نحن لن نستسلم، تريدون النفط تعالوا نعقد اتفاقيات ومعاهدات مع شركاتكم ولكن بدون حرب، مستعدون للتفاوض مع فرنسا وأمريكا لكن بدون شروط". وقال أيضا" النفط دونه الموت ولا تحلموا ان تأخذوه الى بلادكم بسلام"، مؤكدا ان "النفط لن يكون إلا تحت سيطرة الدولة". واكد استعداده لوقف إطلاق النار فورا متسائلا "لكن هل يمكن ان يتحقق وقف اطلاق النار من طرف واحد؟". كما شدد القذافي على أنه ليس بوسع أحد إجباره على مغادرة بلاده، وحذر حلف الناتو من أن زعزعة استقرار ليبيا سيعود بالضرر على الغرب. وضع مصراتة ومن ناحيتها، أعلنت السلطات الليبية أنها لن تسمح بوصول إمدادات عن طريق البحر الى مدينة مصراتة المحاصرة، وعرضت العفو عن المقاتلين في حال إلقائهم السلاح خلال أربعة أيام. لكن مراسلين في العاصمة الليبية أفادوا أمس انه بالرغم من الادعاء بأن قوات القذافي تملك زمام السيطرة على مصراتة إلا أن الواقع يشير الى أنها في تراجع تحت وطأة غارات الناتو. كما أكد البريغادير بوب ويهيل قائد عمليات "الناتو" في ليبيا إن قوات المعارضة حققت تقدما في مصراتة في الأيام الأخيرة، ولكنه قال «إن هذا لا يعني أنهم حققوا انتصارا". مظاهرات في طرابلس وفي تطور يعد الأول من نوعه منذ عدة أسابيع، أعلنت مصادر المعارضة الليبية أمس أن قوات الأمن الليبية أطلقت النار على محتجين في وقت متأخر من مساء أول أمس بطرابلس.وأشارت المصادر إلى أن قوات القذافي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في منطقتي سوق الجمعة وتاجوراء بطرابلس.وعلى مدى شهرين منذ أن بدأ الثوار القتال ضد القذافي، فر معارضو نظام معمر القذافي من العاصمة، كما تسبب الخوف في إبقاء السكان داخل منازلهم بعيدا عن الشوارع لعدة أسابيع. يأتي ذلك فيما أورد التلفزيون الرسمي الليبي أن طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصفت موقعا مجاورا لمبنى التلفزيون الليبي بطرابلس أثناء إلقاء العقيد القذافي كلمته عبره فجر أمس. وقال التلفزيون إنه بعد انتهاء القذافي من كلمته "تم قصف مبنى مجاور لإذاعة الجماهيرية أثناء بث كلمة قائد الثورة (على القناة الليبية) مباشرة وهذا يدل على نية مبيتة لاستهداف شخص "قائد الثورة" على حد قول التلفزيون الليبي.