اقترنت عملية انتداب المالي درامان تراوري بهالة إعلامية كبرى نظرا لتجربته الناجحة السابقة في تونس مع النادي الإفريقي وقبلها في الإسماعيلي المصري... واستبشرت جماهير الترجي بقدومه خاصة وأن حلوله تزامن مع رحيل المهاجم الأول للفريق ومرعب الحراس مايكل إينرامو.. حيث أكد الجميع على أنه سيكون أحسن خلف له لكن حقيقة الميدان كانت بعيدة عن منطق الإستنتاجات والتوقعات.. فدرامان تراوري الذي يتقاضي أرفع أجر شهريا(22 ألف دينار) عكس أينرامو الذي كان يتقاضي (16 ألف دينار) لا في الترجي فحسب وإنما في جميع الفرق لم يقدم خلال الأربعة أشهر له في الفريق الإضافة لخط الهجوم على عكس بعض اللاعبين الأجانب الذين التحقوا في نفس فترته ببعض الأندية خاصة وأن معرفته السابقة بأجواء كرة القدم التونسية سهلت عليه إندماجه السريع فيها... الفرص السهلة التي أضاعها هذا المالي في لقاء باجة كانت القطرة التي أفاضت الكأس ولأول مرة منذ ترسيمه في التشكيلة الأساسية طالب من حضر هذه المقابلة من المدرب نبيل معلول تغييره بعد أن أحرق أعصابهم فبالإضافة الى الفرص الثلاث التي أضاعها أمام مرمى أيمن زيدان في الدقائق 23 و80 و97 وكان خلالها في موقع مناسب جدا للتهديف لكن تسديداته الرأسية الثلاث أخطأت المرمى ولم تكن فيها ولا واحدة مؤطرة رغم موقعه المناسب فقد قام بتمرير ما لا يقل عن أربع كرات خاطئة لدفاع المنافس حين كان المساكني والمحيرصي في موقع ممتاز للإنفراد بالحارس..مردود «أغلى» مهاجم في تونس لم يكن أفضل في المقابلات السابقة حيث أهدر فرصة المباراة في لقاء قفصة مسددا على العارضة رغم موقعه على بعد 5 أمتار من الشباك الخالية فخلقوا له الأعذار وقالوا إن الكرة رفضت دخول الشباك ولم يكن الحظ حليفه، وفي لقاء النادي البنزرتي تفنن في إضاعة فرص سهلة لكن الإنتصار بثلاثية غطى فشل تراوري ولم يكن مردوده أفضل في المقابلات الأربع التي أجراها الترجي في الأدوار التمهيدية لرابطة الأبطال ضد فريقين من وزن الريشة أسباك البنيني ودياراف السينغالي وتفنن أمامهما في إضاعة فرص سهلة حرمت فريقه من تحقيق رقم قياسي لأعرض نتيجة في تاريخ رابطة الأبطال... المردود المتواضع لهذا المهاجم الذي فقد الكثير من إمكانياته بعد أن مر بتجربة إحتراف فاشلة في أوروبا من جهة وتقدمه في السن من جهة أخرى يفرض على معلول الذي أضاع بسببه أربع نقاط ثمينة على أرضه في هذه الفترة الحساسة من البطولة الإسراع بإعادة النظر في الثقة العمياء التي منحه إياها وإعطاء الفرصة لأبناء النادي مثل هداف الرابطة الثانية للموسم الفارط محمد علي بن حمودة وإدريس المحيرصي وياسين الخنيسي وحمزة الباغولي في إنتظار ما سيفرزه المركاتو الصيفي من تعزيزات قد تعيد هيبة الفريق قبل الدخول في دور المجموعتين لأنه إتضح جليا أن « الشيخ» درامان تراوري لا يمكن له أن يصنع ربيع الفريق لأنه لا يمكن أن يتحول في الأشهر القليلة القادمة الى «خطاف».
