مر النجم الخلادي بجانب كارثة كانت ستبقى وصمة عار في تاريخ كرة القدم التونسية، فما عاشه الفريق بكامل أفراده يوم أمس الأول السبت - قبل وأثناء وبعد مباراته مع الملعب القابسي بملعب قابس لا يعد إلا من باب التعصب الكروي في وقت خلنا فيه أن العنف في المجال الرياضي قد ولى ، لكن يبدو أن التشبث بالنتائج الرياضية ما يزال متجذرا في عقول ونفوس الفئة المتعصبة في كرة القدم. فما تعرض له الفريق خطير لأن ما رواه لنا الناجون من الموت شيء لا يصدق وخطير جدا. وضع انبطاح داخل الحافلة كانت سابقية الإضمار والترصد منذ البداية، فعلى بعد 3 كلم من ملعب قابس الذي يحتضن المقابلة تعرضت الحافلة إلى الإعتداء بالرمي بوابل من الحجارة مما اجبر كامل راكبيها من مسؤولين وإطار فني وطبي ولاعبين من وضع الإنبطاح وقد نجح السائق في الإفلات وتجنب عملية التوقف لأنها كانت في وضع «براكاج» وقد كانت مجموعة تحمل رايات الملعب القابسي ومدججة بالحجارة والسكاكين والقضبان الحديدية. وهو مؤشر على أن الأجواء ساخنة في قابس. وقد تدخل الأمن الوطني لتسهيل وصول الحافلة بمن فيها إلى الملعب. ستقبال فاتر عندما وصلت الحافلة إلى الملعب ونزل كل أفراد الفريق فوجئ فريق النجم الخلادي بالإستقبال الفاتر من مسؤولي الملعب القابسي، فلا كلام ولا سلام ولا حتى مصافحة شكلية ، وفي طليعتهم رئيس النادي صابر الجماعي الذي تعهد في برنامج سبق موعد المباراة على أمواج إذاعة تطاوين بأنه سيبذل كل ما في وسعه لحسن إستقبال فريق بني خلاد بملعب قابس وستكون فرصة لطي صفحة الماضي والنتيجة زائلة والعلاقات هي الأهم. لكن الوقع كان عكس ذلك ليؤكد أن النية « مازالت ما «صفاتش» والقلب هو هو تجاه النجم الخلادي». و لم يكتف فريق الملعب القابسي بصمت بل بادر بعض الأشخاص المحسوبين على الملعب القابسي ويعتقد أنهم حراس الملعب les stadiers بالتهجم على فريق النجم الخلادي بالسب والشتم على مسمع من قوات الأمن الوطني التي طوقت المدخل المؤدي إلى حجرات الملابس. هروب الى حجرات الملابس مع تمكن فريق بني خلاد من تسجيل الهدف في الدقيقة 78 عن طريق ناجح حمادي حتى تغيرت الأمور بالتهديد والوعيد بعد تسرب أشخاص للملعب من أحباء الفريق المحلي مما إضطر الحكم سليم الجديدي لإيقاف اللعب لبضع دقائق حتى تعود الأمور إلى طبيعتها. ومع نهاية المقابلة حاول لاعبو الملعب القابسي تعنيف زملائهم في النجم الخلادي مما دفع باللاعبين والمسؤولين والإطار الفني والطبي.. إلى الهروب جريا إلى حجرات الملابس للبقاء هناك مدة ساعتين والحجارة تنهال على حجرات الملابس من الخارج. قبل أن يتمكن الأمن من تنظيف محيط الملعب من المهددين وما أن غادرت الحافلة الملعب وعلى بعد مسافة ما بين 50 و 70 متر قامت مجموعة تقارب 120 نفرا كانت مختبئة ببراكاج للحافلة متحدية وإعتدوا بالحجارة والقضبان الحديدية على أفراد الفريق بتهشيم النوافذ البلورية فكانت الحجارة تتسرب إلى داخل الحافلة من كل الجهات ، ولكن من ألطاف الله أن السائق تسلح بالشجاعة وواصل السير بصعوبة وكان الجميع في وضع إنبطاح والدماء تنزف من رؤوس المصابين. جروح للمدرب القادري خلف هذا الإعتداء السافر إصابة بجرح للمعد البدني ناظم البنضياوي الذي أصيب بحجر يقارب وزنه 400 غرام خلف له جرحا على مستوى الجبين من الحاجب إلى الرأس مما إستوجب 10 غرز وقد أفادنا المتضرر صبيحة أمس الأحد- أنه يشكو من أوجاع في الفم وعينه لا يبصر بها وسيخضع اليوم الإثنين إلى تصوير بالرنين المغناطيسي. لكنه أكد أن ما عاشه الفريق هو الرعب بعينه وقد نجا الجميع من موت مؤكد لو توقفت الحافلة أثناء الإعتداء الهمجي. كما أصيب المدرب لطفي القادري بكسر في إصبعيه باليد اليمنى وأما نائب الرئيس سامي مامي فقد أصيب بجرح خلف له 3 غرز على مستوى المنكب. اما اللاعبون الذين أصيبوا فقد بلغ عددهم 7 لاعبين وهم : أنور السحباني، أمير الهمامي، حسن الرزقي، فرج ساسي، سامي هلال، الشاذلي الشعار ، مالك كردة. وقد اصيبوا بجروح سببت لهم بين 2 و 3 غرز لكل واحد منهم.علما وأن المصابين تلقوا الإسعافات والعلاج بمستشفى الصحة العمومية بالمحرس أين تم إستقدام حافلة ثانية لنقل الفريق بعد تضرر الحافلة الأولى وقد اكد لنا الناطق الرسمي للنادي لطفي عباس أنهم وجدوا وقفة من الإطار الطبي وشبه الطبي بالمحرس. إعتداء ثان في قرمبالية لئن شعر الفريق بالأمان عند الوصول إلى مدينة قرمبالية وكانت الساعة تشير إلى حوالي الواحدة ليلا إذ بمجموعة تعتدي على الحافلة بالحجارة على مستوى نقطة حزام الملاسين بالطريق العام مما خلف أضرارا مادية للحافلة ( الثانية) بتهشيم البلور مما بث حالة من الرعب مجددا في صفوف أفراد الفريق بعد أن كانوا يعتقدون بأنهم تركوه خلفهم في قابس. ردود فعل كبيرة خلف هذا الحادث المأساوي الذي تعرض له الفريق ردود فعل كبيرة من خلال تلقي النادي لعدة مكالمات هاتفية للمواساة. ونظرا لخطورة ما حصل لن تبقى الهيئة المديرة مكتوفة الأيدي ، بل تم إعداد ملف موثق بالصور وأرقام هواتف عدد من الأشخاص المشتبه بهم ممن هددوا اللاعبين والمسؤولين في الأيام الأخيرة . وسترفع قضية عدلية في غضون هذا الأسبوع.