الإصلاح الإداري والوظيفي كان دائما محور خطابات ومحاضرات وندوات في العهد السابق..ولكن ظل الحال على ما هو عليه بل أن كل إصلاح تقريبا يكون مآله العكس ويحدث عديد الاخلالات ويضر أكثر مما ينفع. من ذلك مسألة الترقيات الآلية والترقية حسب الملفات لرجال التربية والتعليم التي ظلت الشغل الشاغل للعديد منهم. ففي هذه الفترة من كل عام ينتظر المعلمون والأساتذة وغيرهم من سلك التربية والتعليم الموعد المحدد للمشاركة في الترقية بالملفات. هذه المشاركة المضبوطة بقوانين وإجراءات بدت للعديدين غير منصفة وتهضم جانب العديدين منهم. من ذلك أن عددا كبيرا من الأساتذة يظلون لسنوات بعيدين عن الترقية لا لشيء إلا لأن ملفاتهم وترقياتهم تبقى رهينة زيارة التفقد ..وهذه الزيارة تبقى من مشمولات ورغبة المتفقد دون برمجة ولا تخطيط حيث يبقى بعض الأساتذة لأكثر من خمسة عشر سنة وحتى أكثر في انتظار التفقد للتمتع بحق الترقية. بعض الأساتذة أكدوا ل"الصباح" أنه وعلى عكس غيرهم من الإطار التربوي كالمعلمين والقيمين والموظفين لا تتوفر لديهم فرص الترقية مثل غيرهم من المربين ولا يتمتعون بالترقية الآلية حسب سنوات العمل المقضاة بل أنهم يضطرون إلى انتظار سنوات للظفر بهذه الترقية بعد أن يسند المتفقد لهم العدد المستوجب الذي يمكنهم من المشاركة في المناظرة. وفي صورة عدم تكرم المتفقد بهذه الزيارة فان الأستاذ يحرم من المناظرة ومن حقه في الترقية. وبالتالي يكون إجراء زيارة التفقد بمثابة حجر عثرة للكثير من هؤلاء المربين الذين تطول بهم السنوات وهم في نفس الرتبة في انتظار ترقية تزيدهم في الأجرة وتكافئهم على التعب الكبير والإرهاق والجهد الكبير المبذول في آداء الواجب وتربية الناشئة. ويطالب بعض الأساتذة بأن تكون الترقية الخاصة بهم على غرار ما هو معمول به مع بقية أعوان وزارة التربية والتي تعتمد على الاقدمية في العمل والاقدمية في الدرجة والرتبة. ويعتبرون انه من الظلم أن يرتقي أستاذ قضى بضع سنوات في التعليم لا لشيء إلا لأنه حظي بزيارة المتفقد ويحرم آخر من حقه في الترقية بعد أن يكون لهث طويلا وراء زيارة التفقد دون استجابة. ويرى البعض الآخر أنه لا فائدة من ربط الترقية بزيارة التفقد، والاكتفاء بالترقية الآلية حسب سنوات العمل.وطالبوا بإعطاء زيارة "التفقد" معنى ومغزى آخر يركز على الناحية البيداغوجية والتوجيه باعتبار ان الأستاذ مراقب يوميا من قبل تلامذته والأولياء وكذلك ضميره. نقابة التعليم الثانوي وان كانت تلتقي مع هذا الراي في جانب كبير منه فانها ترى ان التفقد يبقى ضرورة. وفي هذا الإطار يقول السيد سامي الطاهري كاتب عام النقابة ان الترقية بالملفات خاضعة الى مقاييس العدد البيداغوجي وكذلك الاقدمية. وان من بين مطالب النقابة ايجاد آلية تفقد دوري على غرار ما هو معمول به لدى المعلمين. وكذلك البحث عن آليات جديدة لمحاصرة بعض المظالم التي تلحق بعدد من الاساتذة من ذلك تحيين أعداد التفقد بصفة دورية وايجاد ضوابط أنجع للتفقد من خلال ضبط مقاييس موضوعية لتقرير التفقد الذي يجب أن يكون خاضعا لشبكة تقييم يمكن قياسها وليس شبكة ميول تعتمد اصلا على الذاتية. واضاف السيد سامي الطاهري ان النقابة تطالب بتخفيض شروط الاقدمية فشرط ال 7 سنوات يبقى مجحفا والطلب هو تخفيضه الى 5 سنوات في الرتبة وعدد بيداغوجي 11. وبخصوص إشكالية الشهائد العلمية وعدم اعتمادها مباشرة للترقية بعد مواصلة الأساتذة لتعليمهم العالي، ذكر كاتب عام النقابة أن تثمين الشهائد العلمية توقف منذ سنة 1999 أي منذ انطلاق "الكاباس",فبعد ان كانت الشهادة العلمية يؤخذ بها مباشرة وبصفة آلية لتشجيع الإطار التربوي على مواصلة الدراسة والتكوين المستمر أصبح الحصول على الشهادة لا يوفر للأستاذ المباشر سوى 20 نقطة إضافية في ملفه. والغريب ان البعض ممن استكمل دراسته وحاز على شهادته يبقى في انتظار الترقية سنوات بما في ذلك بعض من حصلوا على شهادة الدكتوراه. وطالب الطاهري بإدماج الأساتذة الحاصلين على شهائد بعد التكوين والدراسة مباشرة في الرتبة الأعلى وكذلك بفتح رتب جديدة تسهل الترقية خاصة أن الأساتذة هم الجهة الوحيدة التي يرتقي صاحبها مرتين فقط في مسيرته المهنية على عكس البقية الذين يتمتعون على الأقل بثلاث ترقيات.