طالب العديد من الأولياء والمربين وزارة التربية بتقديم مواعيد الامتحانات في المدارس الابتدائية بتعلّة تردي الوضع الأمني في البلاد.. لكن في المقابل لم تر الوزارة موجبا لذلك. وتحدث أولياء ل"الصباح" عن ضغوطات نفسية كبيرة يعيشونها خلال هذه الأيام.. فإضافة إلى مخاوفهم على أطفالهم الصغار من سوء قد يتعرضون له بعيدا عن أنظارهم جراء الانفلات الأمني.. أثارت أخبار وجود عناصر إرهابية في التراب التونسي فزعهم.. وضاعفت درجة توترهم.. وهو ما جعلهم يطالبون وزارة التربية بإلحاح شديد بتقديم مواعيد الامتحانات.. ويقترحون مقابل ذلك انطلاق السنة الدراسية القادمة مطلع شهر سبتمبر عوضا عن منتصفه. خوف.. واستنفار وعبر عدد من الأولياء الذين تجمهروا لانتظار أبنائهم أمام باب مدرسة الزعيم فرحات حشاد الابتدائية بأريانة عبروا عن هلعهم من الأحداث الأخيرة التي عرفتها البلاد وخاصة ما يتعلق بأخبار العناصر الإرهابية.. وقالوا إنهم يشعرون بالخوف على أبنائهم الصغار لذلك اضطر بعضهم للحصول على إجازة قصد مرافقة أطفالهم عند الذهاب إلى المدرسة والعودة منها واستنفارا لأي طارئ يمكن أن يحدث.. وفي هذا الصدد تقول السيدة إقبال وهي ولية تلميذة بالابتدائي وأستاذة تعليم ثانوي إنها تحس بتوتر شديد وخوف على صغيرتها وتشعر بالشفقة عليها من حالة الارتباك الذي تعيشه جراء ما تشاهده من أهوال لم تتعود عليها.. وطالبت إقبال بتقديم موعد الامتحانات ودعت الوزارة لمراعاة مشاعر الأولياء الذين يعيشون حالة كبيرة من التشنج بسبب الخوف من حدوث مكروه لأبنائهم وهي حالة أثرت على نسق حياتهم اليومي وعلى عملهم ومردوديتهم فيه.. وهو نفس ما أجمع عليه ثلة من الأولياء كما تشير السيدة لطيفة نصر إلى أنها اضطرت للانقطاع عن العمل لمزيد رعاية ابنها وخوفا عليه.. وبينت أن تقديم مواعيد الامتحانات إلى موفى ماي عوضا عن الأسبوع الثالث من شهر جوان سيخفف من درجة الضغوطات النفسية التي تعيشها الأسر ومن جهتها ترى إقبال أن ذلك ساعد رجال الأمن على ضمان استتباب الأمن في البلاد لأنه سيخفف من كثافة الناس في الشوارع وفي وسائل النقل وبالتالي سييسر متابعة المنحرفين الذين يبثون البلبلة في البلاد ويثيرون الرعب في النفوس.. وفي المقابل تقول فوزية بن حريز إنه لا يعقل المطالبة بتقديم الامتحانات في وقت لم تنته فيه البرامج الدراسية بعد.. وبينت أن الأولياء مدعوون إلى مساعدة المؤسسات التربوية على ضمان سنة دراسية ناجحة وتحصيل جيد للتلاميذ وليس المطالبة بإنهاء السنة الدراسية قبل الأوان دون التفكير في انعكاسات ذلك على مستوى التلميذ. لمعرفة هل أن تقديم الامتحانات يمكن أن يؤثر حقا بالسلب على مستوى التلاميذ استفسرنا عددا من المربين فأجمعوا على أنه بإمكانهم إنهاء البرامج الدراسية والامتحانات موفى ماي دون أن يشكل ذلك أي خطر على مردودية التلاميذ. وأكد المربيان المنجي بوخريص وزهزة الوحيشي أن دعوتهما لتقديم الامتحانات ليست مردها الأسباب الأمنية لأنهم حريصون كل الحرص على سلامة تلاميذهم.. بل لأن تنظيمها خلال الأسبوع الثالث من شهر جوان يتسبب في تراجع مردودية الأطفال الصغار نتيجة ضعف قدرتهم على التركيز بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكثرة السهر. وفي المقابل يرى المربي بوبكر الدّياري أن الدعوة لتقديم الامتحانات هذه السنة لا يمكن الاستجابة لها لأن ذلك سيؤثر على نسق سير الدروس لكن يمكن مستقبلا مراجعة الزمن المدرسي وروزنامة امتحانات الابتدائي.. ودعا الأولياء لمزيد الحرص على سلامة أبنائهم وقال إنه من غير المعقول أن يتعمد أولياء إرسال أبنائهم للمدرسة الثامنة صباحا وهم يعلمون أن موعد دخولهم هو الثانية بعد الزوال.. وذكر أن إدارة المدرسة تضطر في هذه الحالة إلى قبول التلاميذ خوفا عليهم من أخطار الشارع ويسبب ذلك اكتظاظا في الفصول. وقال إنه لا داعي للخوف على الأطفال أو إثارة جزعهم.. وفي نفس الصدد تؤكد مصادر وزارة التربية على أن الأمن في المدارس الابتدائية مستتب تماما ولم يقع تسجيل اعتداءات ولا إشكاليات لذلك فإن الامتحانات ستتم في المواعيد المحددة سابقا ولن يتغير شيء. سعيدة بوهلال