أعلن "التحالف الوطني للسلم والنماء" دعمه للمجلس الانتقالي الليبي، "كممثل شرعي للشعب الليبي".. جاء ذلك خلال زيارة لوفد من المكتب السياسي للحزب إلى مدينة بنغازي استمرت ثلاثة أيام، أجرى خلالها محادثات مع رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل وعدد من أعضائه. ويعد التحالف الوطني للسلم والنماء، أول حزب تونسي يزور الجماهيرية منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة الليبية قبل عدة أسابيع. وقال اسكندر الرقيق، رئيس الحزب في تصريح ل»الصباح»، ان وفد التحالف زار بنغازي عبر جسر جوي حمل عنوان «نسائم الحرية»، أمنه رجل الأعمال الليبي الحاج محمد في سياق ربط شبكة علاقات للمجلس مع المحيط السياسي والاقتصادي في العالم العربي. ودعا الرقيق الحكومة الانتقالية التي يقودها الباجي قائد السبسي، للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بشكل علني، خصوصا بعد ان اعترفت أوروبا والاتحاد الإفريقي بالمجلس.. الجانب الاقتصادي وردا على سؤال ل»الصباح» حول البعد الاقتصادي لهذه الزيارة، أوضح الرقيق، ان الحزب وجه رسالة واضحة لأشقائنا في ليبيا، مفادها ان التكامل الاقتصادي مع ليبيا لابد أن يمتد من شرقها إلى غربها ضمن إعادة بناء ليبيا الحرة.. وأعلن بأن تونس لابد أن تضع على ذمة إخوتنا في ليبيا كل خبراتها وامكانياتها في عملية البناء هذه، خصوصا في المجال الصحي، حيث يحتاج الشعب الليبي الى ما بين 1000 و1500 اطار طبي في الوقت الراهن. وشدد الرقيق على أن عدم تلبية هذه الحاجة الليبية بأسرع وقت ممكن سيفتح المجال أمام الآسيويين ودول أخرى لملء هذا الفراغ. وقال رئيس الحزب، ان الليبيين يحتاجون إلى حركة دعم واسعة لاتمام «مركز بنغازي الصحي»، الذي حال القذافي دون تفعيله واستخدامه منذ 38 عاما، حيث اقتصرت خدماته على 300 سرير من جملة 1200 سرير، فيما غادره الممرضون الفيلبيون والفرنسيون بعد انطلاق الثورة الليبية. وكشف الرقيق عن اتفاق مبدئي مع المجلس الانتقالي، على توفير 300 ممرض تونسي للعمل هناك براتب شهري لا يقل عن 1400 دينار، إلى جانب السكن والأكل.. وتشكو المستشفيات الليبية حاليا، خصوصا مستشفيات الجلاء والهواري ومركز بنغازي الطبي، نقصا في عدد المبنجين، وتصل الحاجة الليبية حاليا الى نحو 100 مبنج.. يذكر أن حزب التحالف الوطني للسلم والنماء، كان أعلن في وقت سابق ضمن برنامجه السياسي، خلق 50 ألف فرصة عمل عبر الهجرة المنظمة. مطالب ليبية.. وشملت محادثات الحزب مع المجلس الانتقالي، موضوعات عديدة في مقدمتها التعاون الثنائي بين تونس والجماهيرية في المجال الصناعي والزراعي، حيث تبدو ليبيا بحاجة إلى خبرات واستثمارات بشرية مكثفة في هذا المجال.. من جهة أخرى طالب الليبيون بإعادة فتح «المدرسة التونسية» في بنغازي التي يدرس بها ليبيون إلى جانب أبناء التونسيين.. الجدير بالذكر، أن الوفد الحزبي رافقه 32 طاقما طبيا، وكميات من الأدوية المختلفة، وتقرر ان تمكث الطواقم الطبية لمدة أسبوع، لمساعدة الجهاز الطبي الليبي من ناحية، ودراسة الحاجيات الأساسية للمستشفيات والمراكز الصحية والمصحات في الجماهيرية. وكان وفد حزب التحالف، جلب معه 3 جرحى من ثوار مصراتة الى تونس، وعلمت «الصباح» أن هؤلاء الجرحى يرقدون حاليا في احد المستشفيات بصفاقس، ويفترض أنهم خضعوا أمس الى عمليات جراحية لانتزاع رصاصات كانوا أصيبوا بها خلال القتال مع كتائب القذافي.