آسيا العتروس بقراره التمسك بالموعد المعلن لاجراء انتخابات المجلس التأسيسي في موعدها المقرر سلفا في الرابع والعشرين من جويلية القادم يكون رئيس الحكومة المؤقتة السيد الباجي قائد السبسي قد احترم الاجل القانوني ووضع حدا للجدل المثيرالذي طغى على المشهد السياسي خلال اليومين الماضيين وقطع بالتالي مع كل المخاوف من امتداد فترة غياب الشرعية الدستورية، ولكنه في نفس الوقت يكون قد وضع كل الاطراف المعنية بالانتخابات من ناخبين ومتنافسين ومشرفين على سيرها وتنظيمها الى جانب الاحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني كل أمام مسؤولياته لكسب الرهان المرتقب وضمان نجاح المرحلة الانتقالية التي يتطلع اليها الشعب التونسي عبرانتخاب المجلس التأسيسي ووضع دستور جديد للبلاد. صحيح أن ارضاء الجميع في نفس الوقت سيكون ضربا من المستحيلات والارجح أن البحث في مزايا أو انعكاسات تأجيل الانتخابات من عدمه بين المعارضين والمؤيدين سوف يستمر على الاقل الى أن تتضح نتائج العملية الانتخابية. ستون يوما هي المدة التي باتت تفصلنا عن موعد الانتخابات وهي بالتأكيد مهلة محدودة زمنيا ولكنها ستكون مشحونة بالمواعيد والاختبارات. وافتقارنا للتجربة لا يجب أن يكون عائقا أمام نجاح هذه الانتخابات ذلك أن الاستئناس بتجارب بعض الدول لا سيما الدول الاسكندنافية وخبرات بعض المنظمات الدولية لن يضير المشهد الانتخابي في شيء طالما توفرت شروط النزاهة والحياد والاستقلالية. قد لايختلف اثنان أن الرهان لن يكون هينا وأن النجاح لن يكون من دون الكثير من التضحيات لا سيما وأن لجنة الانتخابات كانت واضحة في تأكيدها على أن أسبابا تنظيمية ولوجستية وراء اقتراح تأجيل الانتخابات قبل أيام. لا نقول هذا الكلام استهانة بالمسؤولية الجسيمة التي ستتحملها بشجاعة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لإنجاح هذا الاستحقاق ولكننا نقوله من منطلق ايمان عميق بارادة شعبنا وإصراره على كسب التحديات عندما يتعلق الامر بالمسائل المصيرية وبمستقبل البلاد التي تجمعنا وهوما يستوجب أن يتسلح الجميع في المرحلة القادمة بالصدق في النوايا والارادة الحقيقية والقدرة على تحمل كل أعباء الانتخابات. وكما كانت تونس مهد أول ثورة شعبية سلمية في العالم العربي ستكون أيضا مهد أول اختبار من نوعه للديموقراطية، وهوما يعني أنه لامجال للتهاون والتردد ولا مكان للفشل ولا بديل عن النجاح لاستعادة المصداقية لدى الرأي العام في الداخل والخارج. والحقيقة أنه لا خيار اليوم أمامنا الا الاصرار على المضي قدما باتجاه المستقبل والاحتكام الى صناديق الاقتراع لتكون الحكم بين الجميع..نعم نستطيع "yes we can " هي الرسالة التي يتعين علينا أن نردّدها استعدادا للموعد الحاسم وهي رسالة كلنا ثقة بأن التونسي أهل لها وسيكون قادرا على حملها...