تمكنت وحدات من الجيش والحرس البحري من انتشال أكثر من 400 "حارق" من جنسيات مختلفة شرقي جزر قرقنة ظلوا عالقين لأكثر من 48 ساعة في عرض البحر بعد أن جنحت باخرة ليبية كانت تقل 900 راكب من جنسيات مختلفة أغلبهم من الأفارقة كانت وجهتها نحو السواحل الجنوبية الايطالية. وتفيد المعلومات التي تحصلت عليها "الصباح" من المقدم الطاهر الأندلسي رئيس المنطقة البحرية للحرس الوطني بصفاقس أن قاعة عمليات الحرس البحري بصفاقس رصدت نداءات استغاثة من باخرة أكدت نداءاتها أنها عالقة في نقطة بحرية تبعد حوالي 27 ميلا بحرية شرقي منطقة القراطن بجزر قرقنة. وفور تلقي المعلومة تحولت وعلى جناح السرعة وحدات مشتركة من البحرية الوطنية والحرس البحري من صفاقسوقرقنة نظرا لخطورة الموقف باعتبار سوء الأحوال الجوية فضلا عن كثرة الركاب وهم من أعمار مختلفة وبينهم أطفال ونساء. وقد باشرت الوحدات المتدخلة عمليات الإنقاذ منذ الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء بمساندة نحو 20 متطوعا من أهالي قرقنة شاركوا في عمليات الإنقاذ اتقاء لحدوث كارثة زادت من مخاطرها صعوبة الوصول إلى الباخرة العالقة والتي جنحت فيما بعد ذلك على أحد جانبيها ليسقط عدد من الركاب في البحر بين غرقى ومفقودين . وحسب زميلنا المصور الصحفي رؤوف الحاج طيب الذي عاين عمليات الانقاذ فقد تطلب الأمر مناورة طويلة بسبب سوء الأحوال الجوية وقوة الرياح التي اضطرت المتدخلين طول تلك الليلة إلى اعتماد مراحل ثلاثة في عمليات الإنقاذ. ففيما اتخذت وحدتا خفر السواحل لجيشنا الوطني وهما الخافرتان "صدربعل" و"حنبعل" موقعا متراخيا عن الباخرة العالقة خشية الوقوع في ذات العطب ، تدخل زورقان مطاطيان "زودياك" للحرس الوطني للقيام بعمليات الانتشال والإنقاذ . وفيما تستمر العمليات إلى حدود كتابة هذه الأسطر من مساء الأربعاء تمكنت الوحدات المتدخلة من انقاذ حوالي 400 شخص من جنسيات مختلفة بينهم تونسية ومغربية وامرأتان باكستانيتان وامرأة ماليزية وابنها فيما ظل زوجها في عداد المفقودين أما بقية الناجين فهم من جنسيات افريقية مختلفة وبينهم امرأة داهمتها آلام الوضع في عرض البحر كما وجد المنقذون جثة لغريق واحد.