المراهنة على المسابقات ومن ثمة الجوائز أصبح ديدن أغلب السينمائيين التونسيين في الفترة التي عقبت ثورة 14 جانفي ومرد ذلك ما تتسم به الأعمال المنتجة في السنوات الأخيرة من تنوع في المواضيع وطرحها ومعالجتها لقضايا مستمدة من واقع المجتمع التونسي وتشكل هاجسا في راهن الحراك والتطلعات في المجتمعات العربية وغيرها. ولعل آخر مشاركة تلك التي تجري حاليا بمهرجان السينما الإفريقية بمدينة طريفة باسبانيا الذي انطلق منذ يوم أمس ويتواصل إلى غاية 19 من جوان الجاري. حيث ترشحت للمسابقة الرسمية للمهرجان ثلاثة أفلام تونسية وهي الشريط السينمائي الطويل "اللؤلؤة السوداء" للمخرج عبد اللطيف كشيش، وفيلم وثائقي قصير مدته 15 دقيقة للمخرجة مريم ريفاي عنوانه " محرم" إضافة إلى الفيلم الوثائقي الطويل "كان يا مكان" لهشام بن عمار خاصة ان هذا المهرجان يخصص خمس جوائز في مسابقات هذه الدورة التي تعد الثامنة في تاريخه. وستكون السينما التونسية حاضرة بالجملة في هذه التظاهرة الدولية التي يشارك فيها 16 بلدا من افريقيا من خلال فسح المجال لعرض 10 أفلام بين طويلة وقصيرة تم انتاجها في الفترة المتراوحة بين سنتي 1988 والسنة الجارية سواء منها تلك التي لاقت الحظ والدعم الكافي وشاركت في التظاهرات الدولية والوطنية الكبرى أو الأفلام التي قوبلت بالجفاء نذكر منها "السيدة" لمحمد الزرن و"التلفزة جاية " للمنصف ذويب و"حرقة" لليلى الشابي و" يعيش" لوليد الطايع والفيلم الذي أثار ولا يزال ضجة في الأوساط الثقافية والاجتماعية التونسية "لا الله لا شيء" لنادية الفاني وغيرها من الأشرطة السينمائية الأخرى. السينما والرقابة : تونس أنموذجا كما أن حضور الفن السابع التونسي في هذه التظاهرة التي تعمل على التشجيع على الإنتاج للسينما الإفريقية لا يقتصر على المشاركة في المسابقات والعروض الخاصة بالمهرجان إنما يتجسد أيضا من خلال ترأّس الممثلة أنيسة داود للجنة تحكيم المسابقة الخاصة بالحلم الإفريقي فضلا عن مشاركة بعض السينمائيين التونسيين في الندوة التي تنتظم على هامش هذه التظاهرة والتي تحمل عنوان:" السينما والرقابة، السينما والديمقراطية: تونس ومصر أنموذجا" ستخصص لطرح اشكاليات واقع الفن السابع في البلدين اللذين يعدان نموذجا في التحرك والعمل على تفعيل آليات التوق إلى الديمقراطية وتغيير الواقع عامة ليكون الفن السابع آلية ووسيلة للمساهمة في ذلك وتجسيده ونقله فنيا خاصة أن هناك العديد من الأعمال السينمائية التي كانت موجهة لفضح ونقد الممارسات والتجاوزات والهنات التي كانت وراءها الأنظمة السياسية والحكومات ليس في تونس ومصر فحسب وإنما في سائر البلدان الإفريقية والعربية. يخصص المهرجان جائزة للتصوير الفوتوغرافي وتشارك تونس كذلك في هذه المسابقة.