مهرجان الولي الصالح سيدي علي بن عون أو «الزردة» يقام كل سنة مع بدايات موسم الخريف تزامنا مع الانتهاء من جني المحاصيل وهو من أكبر التظاهرات الثقافية التي تكتسي صبغة دينية اذ يتفرغ السكان لزيارة ضريح الولي الصالح والإقامة بمحيطه وينصبون الخيام التقليدية كما تقام عروض للفروسية تستقطب القاصي والداني حيث يواكب هذا المهرجان آلاف الزوار من داخل البلاد ومن الجزائر وليبيا. وقد نجح هذا المهرجان على امتداد دوراته السابقة في خلق حركية تجارية وسياحية وإحياء التراث الشعبي في معتمدية سيدي علي بن عون وأحوا زها ومثل متنفسا لسكان الأرياف للتسوق والتجمع والتلاقي والسهر على إيقاع المسامرات الدينية والأهازيج الدينية.. وهذه الممارسة الثقافية التلقائية ينظمها أبناء الجهة ويسهرون على حسن تأطيرها لإبراز الخصوصية التراثية صوتا وصورة وقد تم في سابق الدورات تجسيد مظاهر الحياة البدوية من ذلك عروض «المداوري» في الفروسية و«العراسة» في العرس التقليدي بمختلف تفاصيله.. ويذكر ان الشيخ علي بن عون عاش في الفترة المتراوحة بين 1640م و1760 م وعمر نحو 125 عاما وهو من سلالة الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله، ولد في الجزائر وعرف بالترحال وبحفظ القران في زاوية سيدي أبي علي بنفطة ثم درس الفقه في زاوية مولاي إدريس الأكبر بفاس المغربية ثم رحل إلى القيروان ومنها إلى المدينةالمنورة حيث حج وو تفرغ إلى العبادة ثم رجع إلى مدينة قفصة حيث تتلمذ على يد سيدي عمر بن عبد الجواد حتى سن الأربعين وهو بقصر قفصة فأصبح مؤدبا بزاوية سيدي عمر ولما ظهرت كراماته ووضح صلاحه أمره الشيخ سيدي عمر بن عبد الجواد بالرحيل إلى «فراش بالراضية « المنطقة التي سميت على اسمه بسفح جبل الساهلة نحو 5 كم عن مدينة سيدي علي بن عون. حول هذا المهرجان الذي وصل إلى دورته ال20 يقوم حاليا جدل بين مؤيد لاستمرارية هذا المكسب الثقافي ورافض له، ولعل أكبر دليل على هذا الاختلاف هو عدم الحسم في تحضيرات هيئته وبرمجته وموعده، أما مصالح الثقافة بالجهة فتشدد أولا على ضرورة مواصلة مشوار هذه التظاهرة الثقافية التي اكتسبت صيتا شاسعا (انتقال هذه المناسبة من احتفال شعبي تلقائي إلى مهرجان وطني منظم) وثانيا ضرورة التصدي لمحاولات ضرب هذا الكسب الثقافي. ويبقى هذا المهرجان مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل تهويل الهاجس الأمني الذي أصبح على ما يبدو ورقة خاسرة والحال أن وزارة الثقافة اتخذت قرارها في هذا الشأن وأكدت على إقامة كل المهرجانات وهنا نستحضر تصريح وزير الثقافة الذي تضمن مطالبة أهالي سيدي بوزيد بالمهرجانات (خلال زيارته).