نفذ حوالي 100 شخص عند منتصف نهار أمس الاحد وقفة احتجاجية امام مقر منطقة الامن الوطني بقابس عبروا فيها عن استيائهم من الطريقة التي تدخلت بها عناصر من قوات الامن والجيش الوطنيين لفك الاعتصام الذي نفذه مجموعة من بحارة شاطىء السلام وغنوش بالمنطقة الصناعية وحوض الميناء التجاري بقابس يوم الجمعة الماضي. وحسب المحتجين فان استعمال القوة المفرطة من قبل هذه القوات واستخدام الغازات المسيلة للدموع وملاحقة المواطنين داخل احيائهم تسبب في حالة من الهلع وفي حالات اختناق لدى الاطفال وكبار السن. وطالب المحتجون الاجهزة الامنية التي شاركت في هذه العملية بتقديم اعتذارها للمواطنين. وافاد مدير اقليم الامن الوطني بقابس انه استقبل أمس ممثلين عن المحتجين وشرح لهم دواعي التدخل الذي نفذته قوات الامن يوم الجمعة الماضي لفك الاعتصام الذي شل الحركة الاقتصادية بالمنطقة الصناعية وبالمينياء التجاري بقابس مؤكدا لهم انه تم العمل اثناء هذا التدخل على احترام القانون وعلى التقيد الكامل بمقتضياته. وشدد مدير اقليم الامن الوطني على انه في حال وقوع بعض التجاوزات غير المقصودة اثناء هذا التدخل فانه يقدم اعتذاره للمواطنين. وابرز من جهة اخرى أن التدخل الامني جاء بعد استنفاد كل محاولات الحوار مع المحتجين وتنفيذا لواجب الحفاظ على المصلحة العامة. من جهة أخرى يواصل عدد آخر من البحارة اعتصامهم بحوض الميناء التجارى بقابس وهو ما نجم عنه توقف كلي للعمليات التجارية في هذا الميناء.
ملتقى حواري بسوسة حول مستقبل الثقافة بالجهات سوسة (وات) أي مستقبل للثقافة في الجهات ولاية سوسة نموذجا هو محور الملتقى الحواري الذي انتظم أمس الاحد بمدينة سوسة ببادرة من جمعية الصفرة للمواطنة وبمشاركة الاكادميين ناصر بالشيخ ومحمد زين العابدين ورياض مرابط. وتباينت آراء الاكادميين حول هذا الموضوع حيث اكد الناصر بالشيخ على ضرورة التزام المثقف بالحياد وأن يعبر الفعل الثقافي عن المشترك بكافة تمظهراته داعيا الى عدم تدخل السياسي في الشأن الثقافي وان تبقى الفضاءات الثقافية حاضنة للثقافة. اما محمد زين العابدين فقد اكد على التلازم الوثيق بين السياسي والثقافي والاقتصادي داعيا رجال الاعمال ومكونات المجتمع المدني الى الاستثمار والمساهمة في التنمية الثقافية بالجهات. هذا الرأى وافقه فيه رياض مرابط الذي شدد على صعوبة الفصل بين السياسي والثقافي داعيا بالمناسبة الى التوظيف الأمثل للتراث بما يسهم في بعث حركية ثقافية في الجهات ومحذرا من خطورة التوظيف السياسي لهذا التراث. وساهم عدد من ممثلي الاحزاب السياسية بولاية سوسة في هذا الحوار منبهين بالخصوص الى خطورة التيارات المتطرفة على الابداع الثقافي ومؤكدين ان الدور المطروح على الادارة الثقافية اليوم هو مواكبة الثورة والاستعداد لمواسم جديدة ترتكز على ديمقراطية الثقافة. وطالبوا بمساندة الفنانين والمبدعين من مختلف المشارب ولاسيما الشباب منهم والمرأة مقترحين حلولا تحد من ظاهرة التصحر الثقافي بجهة سوسة والذي كان السمة المميزة لفترة حكم الرئيس المخلوع. كما دعوا الى اعادة فتح الفضاءات الثقافية وبعث اخرى جديدة واعادة الاعتبار لمثقفي الجهة ومبدعيها وتشريكهم في اخذ القرار الثقافي وجمعهم في دار الجمعيات الثقافية املين في عودة المجد الثقافي لمدينة سوسة وذلك بالخصوص عبر بوابة مهرجان أوسو من خلال إرجاعه الى صيغته الاولى وتفادى تسييسه.