تصاعدت وتيرة التوتر في صفوف منتجي الطماطم عشية موسم يبشر بأن يكون واعدا إنتاجا وتحويلا وتزويدا وبلغ الاستياء أوجه الأسبوع المنقضي بتكرر الوقفات الاحتجاجية لجانب من المنتجين بولاية نابل الذين اعتصموا في أكثر من مناسبة على خلفية مطالب تدعو إلى الترفيع في سعر البيع المرجعي بشكل يراعي عبء الكلفة الثقيل على المهنيين والتي ازدادت تداعياته ضراوة على أهل القطاع واستنزافا لطاقاتهم المالية في المواسم الأخيرة جراء اكتساح مرض آفة الطماطم المزارع وتكبد المزارعين مصاريف باهظة في مكافحتها زادتها التقلبات المناخية حدّة لتأكد الحاجة لمعاودة المداواة. سيف الكلفة المشط صار يهدد مستقبل القطاع والناشطين فيه والمرتزقين منه بصفة مباشرة وغير مباشرة في هذا الصدد أبرز مصطفى بن جميلة رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل أن تصاعد الكلفة بلغ حدا لا قدرة للفلاح على مواجهته بعد أن مرت قيمة كلفة الإنتاج في الهكتار الواحد من ألفي دينار إلى 7 ألاف دينار واستقرت المردودية في حدود معدل عام ب 50 طن في الهكتار ما يجعل المعادلة بين الكلفة والإنتاجية مختلة لا تخدم بالمرة مصلحة الفلاح سيما أنّ التعديل الطارئ على السعر المرجعي ب 10 مليمات يعد في نظر المهنة طفيفا ولا يغطي بالمرة الكلفة الحقيقية ما حدا بهم إلى التحرك والمطالبة بمراجعة السعر المرجعي مراعاة لما يتكبده المنتج من تفاقم مصاريف الإنتاج ومن ارتفاع مستوى نفقاته مشيرا إلى أن اليد العاملة في مستوى الإنتاج تبلغ 25 بالمائة ما يعادل 14 مليون دينار من قيمة جملية تناهز 60 مليون دينار عند بيع 600 ألف طن من الطماطم المعدة للتحويل لوحدات التصنيع ما يعكس أهمية مساهمة القطاع في مستوى التشغيل وبالتالي أهمية دوره الاقتصادي والاجتماعي خاصة أن الهكتار الواحد يوفر150 يوم عمل بصفة مباشرة علما أن المساحات الجملية المخصصة للطماطم تبلغ 11 ألف هك. وتبعا لتصريحات المتحدث فإن 120 ألف طن من معجون الطماطم توفر لمصانع التحويل 200 مليون دينار. وحذر بن جميلة من تداعيات الوضع السائد في مستوى الإنتاج على واقع القطاع والمنتجين مؤكدا ضرورة إنقاذ الفلاحين ومساندتهم معربا عن الأمل في أن تتوج المشاورات الجارية على نطاق ولاية نابل في حل مشاكل المهنيين وفك الاعتصامات التي انتظمت بكل من لبنى ومنزل التميم. وشدّد رئيس الاتحاد الجهوي على أن ما تطرحه المهنة هو تحيين السعر ليكون مواكبا للكلفة الحقيقية لا غير بعيدا عن المطالب التعجيزية. للإشارة فإنّ موسم الطماطم الفصلية يلوح واعدا هذه السنة ومن المتوقع تجاوز 120 ألف طن معجون طماطم, ما يكفي لتغطية حاجيات السوق الداخلية وتأمين جانب التصدير. فقط نرجو أن تكون الطماطم الطازجة والمحولة في متناول المستهلك حتى لا تنعكس الأوضاع السائدة على" صحن شكشوكة " التونسي لأن التجربة أثبتت أنه كلما تألم المنتج في أي مجال كان إلا وقاسمته أوجاعه قفة المستهلك.