يتواصل اليوم مؤتمر حزب العمال الشيوعي التونسي لليوم الثالث والأخير بعد أن أفتتح أشغاله أول أمس الجمعة، وألقى حمة الهمامي خلاله كلمة الافتتاح التي تضمنت استعراضا لأهم مواقف حزب العمال والمحطات التي شارك فيها، كما استعمل من خلالها لهجة انتقادية لاذعة لأداء الحكومة الانتقالية الحالية واعتبر حمة الهمامي أن هذه الحكومة "تتبنى مطالب الشعب ولكنها تعمل على إفراغها من محتواها". ومن المتوقع أن يكون المؤتمرون تقدموا بشكل ملحوظ في تحضير لوائح المؤتمر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولجنة النظام الداخلي والقانون الأساسي للحزب أمس مساءا حسب مصادر من داخل قاعة المؤتمر. وكانت لجان تشكلت للغرض، اهتمت كل واحدة بصياغة لائحة اثر جلسة عامة جمعت المؤتمرين مع بداية أشغال المؤتمر المغلقة صباحا، ويتوقع المتابعون أن لا يطال برنامج الحزب ومواقفه تغييرات كبيرة، كما يتوقع أن لا تطال اللجنة التنفيذية المنبثقة عن اللجنة المركزية تغييرات كبيرة...
حذف "الشيوعية"
وسيتم اليوم الحسم في موضوع الإبقاء على تسمية الحزب من عدمها أثناء التطرق لهذه النقطة في برنامج العمل المخصصة للمؤتمر،وقد يشهد الحزب حذفا لكلمة "الشيوعي" من تسميته بعد أن شغلت هذه النقطة هياكل الحزب القاعدية قبل المؤتمر، ويأتي ذلك على خلفية عدم قبول فئات من المجتمع لهذه التسمية وربطها مباشرة بالإلحاد. وعن إمكانية أن يحذف الحزب "الشيوعية" من تسميته، تساءل العديدون إن كان ذلك مؤشرا على بداية التخلي عن المرجعية الماركسية اللينينية للحزب والتي لم يقطع معها "البوكت" رغم ما يعتبره الشيوعيون مرور اليسار بمرحلة "جزرعالمية" لهذا الفكر والمعتقد السياسي، وتخلي عديد الأحزاب عن هذا المنهج بعد سقوط المعسكر الشرقي في بداية التسعينات. ويتعرض الشيوعيون إلى نقد حاد من مدارس سياسية منافسة لها، حيث يعتبرها الليبراليون تهديدا مباشرا للحريات الفردية والعامة، خاصة أن التجارب الشيوعية السوفياتية والصينية شهدت "كوارث" إنسانية في هذا الشأن، كما يعتبرها كل من التيارين الإسلامي والقومي بالساحة العربية، مدرسة سياسية مادية صرفة لا تكترث بالجوانب المعنوية والروحية.
أياد رجعية
ورجوعا إلى الحفل الافتتاحي للمؤتمر، فقد استعرض حمة الهمامي جملة من المراحل التي مر بها الحزب منذ تأسيسه في3 جانفي1986 مؤكدا أن الحزب لم يحد عن قراءته وبرنامجه الثوري لتغيير الواقع، وتساءل الهمامي"أين كنت يا باجي قائد السبسي أيام كان حزب العمال الشيوعي التونسي يواجه الدكتاتورية؟" وأضاف حمة في كلمته أن السلطة في تونس مازالت ب"أياد رجعية" حكومة وأجهزة، واعتبر أن مقاومة الشعب لها، مازالت مستمرة إلى الآن حتى بعد إزاحة بن علي من الحكم، وقال الهمامي" حزب العمال ليس هدفه إصلاح النظام الفاسد ولا مجرد إسقاط بن علي، بل إن الشعب يريد إسقاط النظام" كواليس وتجدرالإشارة أن حفل الافتتاح حضرته وجوه سياسية معروفة من مثل محمد القوماني أمين عام حزب الإصلاح والتنمية ومحمد جمور الناطق الرسمي باسم حزب العمل الوطني الديمقراطي وأحمد براهيمي أمين عام حركة الشعب إضافة إلى ممثلين عن حركة النهضة وحركة التجديد، كما حضر هذا الحفل عدد من مثلي المنظمات والجمعيات الوطنية والأحزاب اليسارية والشيوعية العالمية من مختلف القارات الآسيوية والأمريكية اللاتينية والأوروبية. كانت ردة فعل مناضلي حزب العمال الشيوعي التونسي القاعديين إضافة إلى ضيوفه استثنائية، عند تقديم ضيوف مؤتمر الحزب في حفله الافتتاحي، إذ خلافا للترحيب بأغلب الأحزاب، تعالت هتافات الحضور رافضة كلا من حركة التجديد وحركة النهضة.