كمال بن يونس شهدت تونس أمس حركية تونسية ليبية رسمية مهمة. فقد زارها المسؤول الليبي الكبير سليمان الشحومي، ووزير شؤون الهجرة والمغتربين والتعاون الخارجي والتعاون الدولي عبد الهادي ابراهيم الحويج، ومحمد زيدان وزير النقل والمواصلات. المسؤولون الثلاثة اجروا اتصالات رفيعة المستوى شملت أعضاء في الحكومة كما استقبل سليمان الشحومي من قبل الوزير الأول السيد الباجي قائد السبسي. الوزير عبد الهادي ابراهيم الحويج أورد في تصريح ل«الصباح» على هامش هذه المقابلات ان «الحوارات شملت التعاون بين الشعبين التونسي والليبي في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها المنطقة العربية عموما وليبيا خاصة في مرحلة برزت فيها دعوات لتقسيم ليبيا إلى دولتين أو أكثر وتتعاقب فيها الخسائر البشرية والمادية بسبب القصف الأطلسي الذي تسبب مؤخر في خسائر بالجملة في الارواح والممتلكات الخاصة والعمومية وفي قصف مؤسسات مدنية وثقافية اعلامية من بينها مقر الإذاعة والتلفزة الليبية».
200 مليار دولار من المشاريع
واورد المسؤول الليبي في تصريحه ل«الصباح» ان «السلطات الليبية تسعى الى حل سياسي للحرب والازمة الحالية عبر دعم مبادرة التسوية الافريقية واستبعاد سيناريو تقسيم ليبيا الى اكثر من دولة خدمة لمشاريع استعمارية همها الاول الفوز بصفقات اقتصادية ومالية والهيمنة على نفط ليبيا وغازها وعلى مشاريع عملاقة قيمتها تحوم حول 200 مليار دولار وعلى صفقات انجاز حوالي 45 الف وحدة سكنية». كما اورد المسؤول الرسمي الليبي ان محادثات الرسميين الليبيين في تونس جاءت لتأكيد الصبغة الاستراتيجية للعلاقات التونسية الليبية و لتحية الشعب التونسي على ما يقدمه للشعب الليبي من دعم وضيافة تؤكد علاقات الاخوة والمصاهرة التاريخية بين المجتمعين منذ قرون .
وقد اورد سليمان الشحومي في اعقاب لقائه بالوزير الاول السيد الباجي قائد السبسي انه «نقل رسالة الى الوزير الاول من اشقائه في ليبيا الحريصين على ان تكون تونس في مقدمة البلدان التي تقدم المساعدات وكافة التسهيلات الى الليبيين». وأورد انه وجد لدى الوزير الاول «كل تجاوب لكي تقوم تونس بالدور الممكن ان تضطلع به في هذا الظرف الذي يمر به الشعب الليبي» وثمن ما قدمته تونس من مساعدة لليبيين «سواء في العلاج او التزويد بالمواد الغذائية». يذكر ان تونس التزمت رسميا الحياد منذ اندلاع الثورة ثم الحرب في ليبيا واستقبلت مئات الاف الفارين من الحرب من بين الجرحى والقتلى كما استقبل رسميون تونسيون ممثلين عن المتمردين ورئيس المجلس الوطني الانتقالي السيد مصطفى عبد الجليل. وقد نوه عبد الجليل بعد لقائه مع الوزير الاول بدعم تونس للشعب الليبي واورد ان 95 بالمائة من اللاجئين الليبيين استقروا لدى عائلات تونسية مقابل 5 بالمائة فقط في المخيمات الاممية والدولية من بينها مخيمات اماراتية وقطرية في راس الجدير والذهيبة.
انتخابات وحكومة انتقالية
كما استقبلت تونس سياسيين من الجانبين خلال الاشهر الماضية من بينهم شخصيات من كبار المسؤولين في طرابلس الذين اعلنوا انشقاقهم عنه مثل موسى كوسى وزير الخارجية السابق. وسمحت في نفس الوقت لرسميين موالين للقذافي بينهم عبد العاطي العبيدي وزير الخارجية الجديد بزيارة تونس مرارا وبعقد لقاءات سياسية في جربة وخارجها مع سياسيين من العالم اجمع. كما تحول مطار جربة منذ اسابيع الى بوابة رئيسية لليبيا وللوفود الإعلامية والسياسية الدولية التي تزورها ومن بينها وفود الاتحاد الافريقي التي قدمت مؤخرا تدعو الى «حل سياسي يجنب ليبيا مزيدا من الحروب والقلاقل ويستبعد سيناريو التقسيم عبر التمهيد لتنظيم انتخابات عامة تشرف عليها حكومة انتقالية».