لعل أهم الحيثيات التي ذكرت خلال الندوة الصحفية التي نظمها الفنان «مراد الصقلي» مؤخرا لتغطية عرض «ارض الزيتونة» هي مسألة العراقيل ونبذ الحريات في الأعمال الفنية القيمة والثرية بكل أبعادها ، خاصة تلك التي تحمل تأويلات متعددة ورموز مختلفة عميقة تجعل المتلقي يسبح في عوالم مختلفة باحثا عن المعاني المنشودة.. شأنها في ذلك شأن العمل «المسرحي» الغنائي «غموق الورد» الذي يمثله كل من درصاف حمداني وزياد غرسة وريم الفهري وشهرزاد هلال الذين عرفوا بآدائهم المتفرد للهجة الموسيقية التونسية.. هذا العرض حسب ما بينه مراد الصقلي تعرض الى ضغوطات كبيرة ومنع بثه من التلفزة والاذاعة.. وفي تفسيره لمحتوى نص العمل وأبعاده يقول مراد انه يغلب عليه طابع الشجن ويمثل حوارا بين وردة وغيمة وقمر تواترت من خلاله صور شعرية تراوح بين الموت والحياة والقبح والجمال واليأس والأمل حيث تناقضات الحياة وصراعاتها.. وعبارة «غموق الورد» فيها إحالة على اعتدال منعش للطقس وذلك أيام الربيع حين تغطى السماء بسحب كثيفة بيضاء مرتفعة تلطف من حرارة الشمس..غالبا ما يكون هذا الطقس محبذا عند الكثيرين لان فيه حماية للورود كي لاتجف.. والطريف أن أول عرض لهذا العمل الفني كان اثر افتتاح مهرجان قرطاج الدولي2003 بحضور الرئيس المخلوع بن علي وزوجته وزوجة رئيس السلطة الفلسطينية سهى عرفات ليواكبه ثمانية آلاف متفرج.. يغيب «غموق الورد» منذ تلك الليلة على الساحة الفنية بعد أن حذف من جميع المهرجانات دون مبرر ولأسباب مجهولة.. إلى ان قامت ثورة 14 جانفي وأعطت فرصة جديدة لأعضاء الفرقة قصد إحياء عملهم الفني، الذي سيكون له وقع خاص دون شك ناهيك انه يعكس الصراعات التي يشهدها واقعنا والعالم المعاصر بصفة عامة.. مع العلم ان هذا العرض يتكون من ثلاثة أجزاء.. جزء اول يستهل بموسيقى آلية مع حضور الراوي والوردة والغيمة. أما الجزء الثاني فيبدأ بموسيقى آلية ثم الراوي فالقمرة فموسيقى آلية فالغيمة والقمرة.. وصولا الى الجزء الثالث مع الموسيقى الآلية ثم الوردة ثم الراوي والوردة والغيمة والقمرة.. في مدة إجمالية تصل الى 75دقيقة.