يكتبه كمال بن يونس الندوة الصحفية التي عقدت أمس بمقر الوزارة الاولى في القصبة لعرض تفاصيل عن جوانب من التحركات الامنية والسياسية الرسمية التي جرت عشية 14 جانفي حدث تاريخي بكل المقاييس.. الحدث تاريخي لان التصريحات المهمة التي صدرت أمس عن المقدم سمير الطرهوني جرت بحضور العميد هشام المدب الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ومعز السيناوي الناطق الرسمي باسم رئيس الحكومة ونخبة من كبار المسؤولين في الدولة.. الامر لا يتعلق اذن بمجرد تصريح صحفي عن "زاوية " من زوايا الاحداث..على غرار ماجاء في شهادات سبق أن أدلى بها وزيرا الداخلية والدفاع السابقان أحمد فريعة ورضا قريرة ونخبة من الساسة الذين لعبوا دورا مركزيا يوم 14 جانفي وفي الليلة الفاصلة بين 14 و15 مثل الهادي البكوش ومحمد الغنوشي وكمال مرجان وبعض القيادات السياسية والحزبية والنقابية والعسكرية..فضلا عن التصريحات التي صدرت عن نجل علي السرياطي ومحاميه وعن شخصيات موقوفة على ذمة قضايا متفرقة من بينها عناصر من عائلة الرئيس المخلوع.. والحدث تاريخي اذا للمرة الاولى منذ الثورة تنصف ندوة صحفية رسمية كبيرة قيادات في وزارة الداخلية والامن الرئاسي فيما يتعلق بدورها في اسقاط رئاسة النظام السابق وفي منع استمرار نزيف الدماء.. والحدث تاريخي لان شهادة السيد سمير الطرهوني جاءت في مرحلة بدء محاكمة المدير العام السابق للامن الرئاسي الجنرال علي السرياطي التي يتوقع المراقبون أن تكشف جوانب عديدة مغمورة عن ملابسات ماجرى في تونس يوم 14 جانفي وخلال ال23 عاما الماضية باعتبار السرياطي تحمل خلالها مسؤوليات أمنية من الدرجة الاولى في وزارتي الداخلية والدفاع وفي رئاسة الجمهورية.. والحدث تاريخي لأنه جاء والبلاد تستعد لموعد 2 سبتمبر تاريخ بدء تقديم الترشحات للانتخابات العامة التي لا يزال التحضير لها يتعثر في مستوى اللجنة العليا المستقلة للانتخابات.. وسط تزايد الدعوات لتشريك الادارة في الاشراف على العميلة الانتخابية..بما في ذلك مصالح وزارة الداخلية المركزية والجهوية والمحلية.. انه حدث سياسي وأمني مهم جدا أقر بالثغرات السياسية والامنية التي تراكمت في الايام الاربعة التي سبقت انهيار بن علي من الداخل.. ثم استفحلت في الساعات الاربعة التي سبقت فراره مع زوجته بعد محاولة تهريب عشرات من عناصر عائلته.. انه منعرج جديد في تاريخ البلاد..قد يساهم في وقف مظاهر الفلتان الامني..كما قد يطور علاقات المواطن بمؤسسات الامن ايجابا تقديرا لرجالات فيها غامر بعضهم بحياته..على غرار بعض رفاقهم في المؤسسة العسكرية..