شهد الشارع الرئيسي بالعاصمة، على مدى ثلاثة أيام، بداية من يوم الاثنين الفارط إلى غاية يوم أمس، مظاهرات سلمية، احتجاجا على الوضع الراهن لتونسالجديدة، وعلى المحاولات المتكررة لسرقة الثورة، واجهاض أهدافها ومطالبها، وخاصة احتجاجا على ما تشكو منه المنظومة القضائية من فساد وجذب إلى الخلف، استنادا إلى اطلاق سراح بشير التكاري وزير العدل السابق، وعبد الرحيم الزواري وزير نقل المخلوع وأصهاره، وكذلك مجموعة من «الطرابلسية» أثناء محاكمتهم الصورية... وأيضا الطريقة المخزية والمسيئة للثورة، التي تم بواسطتها تهريب سيدة العقربي إلى خارج الوطن، وهي المطلوبة في عديد القضايا... ولئن شهدت المظاهرتان الأوليان حضورا غير مكثف، وفسيفساء من المشاركين، فإن مظاهرة الأمس شارك فيها عدد كبير من الشباب الطالبي، وتبدو وكأنها «منسّقة» وأكثر تنظيما...
التطهير.. ثم التطهير
وقد رفع المتظاهرون الشبان، أمام المسرح البلدي عديد الشعارات، كلها، تقريبا، تندد برموز الفساد في القضاء، وتطالب بتطهير هذا السلك من الفاسدين والمرتشين بقايا النظام البائد... كما رفعت لافتات كتب عليها: «لا انتخابات بقضاء فاسد والشباب بالمرصاد»... «الحل الفوري للمجلس الأعلى للقضاء»... «لا لاستبداد قضاة الفساد»... «على القضاء أن يكون في خدمة الشعب والعدالة»...
العقربي والتكاري؟
وبين جمع من زملائه، وعلى أعلى مدرج أمام مقر المسرح البلدي، خطب أحد الطلبة مشيرا إلى المحاولات المتتالية والعديدة للالتفاف على الثورة من طرف أغلبية الأحزاب والجمعيات والمنظمات، ومن طرف بقايا النظام البائد التي ما زالت تنخر عديد مفاصل الدولة ومؤسساتها الحيوية، على غرار المؤسسة القضائية، متسائلا في هذا السياق: «هل من المنطقي والمعقول اطلاق سراح البشير التكاري وزير عدل المخلوع، والذي سجن في عهده عديد الطلبة والشبان، وهو المتورط كذلك في عديد الملفات المشبوهة... وهل من المنطق ومن العدل بمكان أن يطلق سراح عبد الرحيم الزواري؟.. وهل يمكن أن يستوعب عقل راجح، وحتى طالح، تهريب سيدة العقربي التي تعلقت بها عديد القضايا؟»
زحف...
وقال الطالب «الخطيب»: «ان شباب تونس بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه سرقة ثورتهم واجهاض أهدافها... واني أزفّ بشرى لكل الحاضرين في هذه المظاهرة، وإلى كل أحرار تونس... فالزحف الشعبي، والشبابي خاصة، قادم على العاصمة، من كل المدن والقرى الداخلية، للحفاظ على الثورة ومسلكها القويم... والوقوف ضد الثورة المضادة... إلى جانب هذه المظاهرة، تعددت أمس حلقات النقاش في شارع بورقيبة، كلها تصب في خانة استقلالية القضاء... وهناك حديث بين «المتناقشين» يروّج إلى أن سيدة العقربي «دفعت» أكثر من 150 مليونا لتسهيل هروبها، كما أن اطلاق سراح البشير التكاري تلفه وتحيط به اشاعات «الدفع المادي»... وما أحوجنا إلى دحض هذه الاشاعات بالحجة والبرهان...