علياء بن نحيلة فاجأ موقف أدونيس من ثورة سوريا اغلب المثقفين العرب والأجانب لا فقط لأنه فخر العرب وسندهم باعتبار انه قيمة شعرية عربية وعالمية ثابتة وقد تم تتويجه مؤخرا بجائزة معهد قوتة الألماني وهي احدى الجوائز الغربية الكبرى والتي تمنح لأول مرة لكاتب عربي ولا فقط لأنه الشاعر الذي حصل حول حبه إجماع عربي ولا لان لمساندته لأية حركة مهما كان نوعها أهمية قصوى أو لأنه مسؤول عن كل مواقفه بما فيها هذا الموقف التعيس من أهله في سوريا وإنما لأنه يجهد نفسه ويناضل على كل الجبهات من اجل الحصول على جائزة نوبل. موقف غريب وهو يعرف ككل الساعين إلى نوبل أن من أهم السبل المؤدية لها الموقف الواضح والثابت من إنسانية الإنسان واحترام حقوقه وإعلاء كلمته والاستماع إلى رغباته، هذه المبادئ التي يجب ان تتبلور في كل مواقف المترشح للجائزة وإنتاجه الفكري رواياته أو أشعاره داسها أدونيس على ما يبدو وتناساها عندما كتب في الجرائد انه لا يساند الثوار السوريين الراغبين في إسقاط النظام السوري لأنه لا يرغب في مساندة ثورة تخرج من المساجد والجوامع. أدونيس هذا المفكر العربي الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نضع فكره ومكانته الشعرية موضع السؤال اليوم ولا حب الشعب العربي له أبى أن يساند ثورة مصر وتونس كذلك مصرحا بان ما حدث ويحدث في البلاد العربية لا يعدو أن يكون فورة شباب لا ترتقي إلى مصاف الثورات، موقف اغضب الكثير من المثقفين العرب وأسال الكثير من الحبر والتعاليق والجدل واعتبر موقفا غير مسبوق باعتبار ان كل المثقفين العرب تقريبا باركوا ما حدث في تونس ومصر قبل او بعد نجاح الثورة. وقد بطل العجب من موقف ادونيس حيال الثورات العربية بإعلان هذا الأخير لموقفه مما يحدث في بلده ولمواطنيه. وعلى فرض أن الثورة السورية خرجت من المساجد لا من الشارع كما في ثورتي تونس ومصر فهل يغير هذا شيئا من فضاعة ما اقترفه النظام السوري ؟وهل يشرع توجيهه للسلاح إلى شعبه وقصف مدنه بالصواريخ والدبابات وتوظيفه للجيش السوري لقتل السوريين الأبرياء؟. كيف سيفسر ادونيس سقوط ضحايا وشهداء من الأطفال وكيف سيفسر قطع الكهرباء على المستشفيات ليختنق الأجنة وحديثي الولادة في المحاضن الكهربائية؟ وكيف سيفسر ادونيس هذا الذي رفض ثورة خرجت من المساجد في بلد عربي مسلم أغلقت في وجهه كل فضاءات التلاقي والتجمع تمجيده للثورة الإيرانية وللإمام الخميني؟ طبعا ادونيس مفكر حر في مواقفه ولا يمكن ان ننسى انه قدم مشروعاً إنسانياً وحضارياً وانه من حقه ان يطالب بان تكون سوريا وطناً للحرية والأحرار حسب قناعاته هو ولكن عليه ان لا ينسى ان مساندة الحكام خسارة لهيبة المبدع والشاعر بالخصوص مهما كان صاحب السلطة عادلا. أما إذا كان صاحب السلطة كبشار الأسد فان مساندته والتقرب منه في هذه المرحلة بالذات من مراحل حكمه حتى وان كان سببها الخوف من حصول المتطرفين على الحكم في سوريا من الصعب أن يغفرها له الناس حتى هؤلاء الذي لا علاقة لهم بالأديان, من الصعب أن يغفروا ذلك الموقف وهم يتابعون صور المجازر التي ترتكب يوميا في سوريا.