قدمت الفنانة شهرزاد هلال صباح أمس خلال لقاء اعلامي بأحد النزل بالعاصمة ألبومها الغنائي الجديد «لا تنسى». حضر اللقاء عدد كبير من الإعلاميين أجمع أغلبهم على استحسانهم لما تقدمه هذه الفنانة رغم ما وجهوه لها من لوم تعلق بالأساس بتقصيرها في حق المادة الغنائية والموسيقية التي تقدمها باعتبارها أكاديمية مختصة في الميدان الموسيقي ولها تجارب محترمة في التلحين وكتابة الشعر وذلك بخيارها العمل بعيدا عن الأضواء. فكان تفاعلها مع جملة المواقف والآراء على طريقتها المعتادة في عروضها وإطلالاتها الغنائية وفي وقوفها على الركح بعيدا عن لغة استعراض «العضلات» أو التطاول على الميدان نظرا لما أظهرته أو كانت عليه من دراية وطموح وأهداف لمواصلة مسيرتها التي انطلقت منذ أكثر من عقدين بنفس النسق والوتيرة لكن في كنف المحافظة على المنهج الذي اختارته لنفسها. واعتبرت شهرزاد هلال أن هذا الألبوم يختزل رؤية هذه الفنانة للثراء الذي تزخر به الساحة وتعد هي نموذجا إو إحدى تجلياته. ولم تخف بالمناسبة إصرارها على التعريف بأعمالها التي كلفها إنجازها مجهودات كبيرة وبحث طويل وأكدت أنها استفادت من الأسماء المتميزة في الشعر والتلحين التي توجد في بلادنا على غرار عبد الوهاب المنصوري وعلي الورتاني وعلي المرزوقي الذي كتب كلمات أغنية لا تنسى ولحنتها بنفسها وهاجر الساحلي وعلي عبودة في كتابة الشعر إضافة إلى ميلاد ملكي ورضا الشمك وعبد الحفيظ القلمامي في التلحين. ويتضمن هذا الألبوم سبع أغان حيث تولت شهرزاد هلال تلحين وكتابة كلمات أغنيتي «مغرومة» و»تونس يا فخر العرب» التي سبق أن روجتها منذ أشهر كعربون افتخار بما حققه الشعب التونسي إثر ثورة 14 جانفي. وعبرت عن فخرها بمجموعة الأغاني التي تضمنها ألبومها الجديد الذي اعتبرته بادرة ستكون متبوعة بمجموعة أخرى من الأعمال التي تنكب على انجازها منذ أشهر دون انقطاع.
منهج أثمر نتائج إيجابية
ولاحظت الفنانة أن اللون والنمط الذي اختارته ما انفكت تجني ثماره في السنوات الأخيرة وذلك بعد أن كان سببا لتحظى بقاعدة جماهيرية محترمة لا تزال في تنامي فضلا عن كونها مهدت لإشعاعها على الساحة العربية حيث قالت: «لم ولن أدخر جهدا في خدمة الأغنية التونسية لا سيما في هذه المرحلة التي يتجند فيها الغيورون على القطاعات الثقافية جمعاء من أجل إعادة الهيكلة والتأسيس والقطع مع الأنماط الهابطة التي سيطرت على الساحة منذ سنوات مضيفة: أعترف أن بلادنا تزخر بالمواهب والطاقات القادرة على تحقيق ذلك رغم ما ساد المشهد التونسي إثر الثورة من غياب للفنانين والمثقفين عن الحراك والتجاذبات التي ميزت المرحلة». من جهة أخرى فسرت شهرزاد هلال سبب اختيارها للمواضيع ذات الصبغة السياسية بأنه يأتي في إطار انخراطها في الحدث التاريخي الذي عاشته تونس من جهة وثناء منها على إنجازات شبابها الحرمستجيبة في ذلك لنداء الواجب حسب قولها خاصة في ظل شبه غياب أهل الفن والثقافة عن موجة الحراك في الشارع التونسي. كما أكدت أنها أنتجت أعمالا شكلت مواصلة للنمط الفني والغنائي الخاص بها والمتمثل في أغاني طربية فيها نفس معاصر وقالت في هذا السياق :» لا أمانع أن أتعامل مع «الراب «والمزود أو الزكرة وغيرها من الآت الموسيقية والألوان الغنائية طالما أن الأهم بالنسبة لي هو طريقة تقديم تلك الأعمال وحسن التوظيف ولا أنكر أنني قدمت أعمالا متنوعة جمعت بين كل ذلك كما أني مستعدة للقيام بتجارب من هذا القبيل.» واعتبرت عدم وجود إعلام مختص في تقديم مادة فنية أو ثقافية من العوامل التي ساهمت في تغييب كفاءات في مختلف المجالات والميادين التابعة له كان بالإمكان الاستفادة منها في هذه المرحلة بالتحديد.