المروج - الصباح: مازالت الأشغال المتعلقة بمشروع تمديد الخط الجنوبي للمترو الخفيف إلى منطقة المروج متواصلة.. وقد سجلت تأخيرا نسبيا أرجعته مصادر شركة نقل تونس إلى أسباب عقارية.. وفي هذا الصدد أفادتنا السيدة حياة الشمتوري ممثلة الشركة أن عملية انتزاع الأراضي لمد هذه الشبكة لم تكن سهلة وتسبب ذلك في تأخير في مد شبكة المترو الخفيف نحو المروج.. وكانت الشركة قد نظمت أمس زيارة ميدانية لفائدة عدد من الإعلاميين إلى منطقة المروج الثاني حيث استمعنا إلى آراء متساكني العمارات الكائنة على مقربة من فضاء المشروع.. فهناك منهم من ينتظر وصول المترو الخفيف إلى المروج بفارغ الصبر في حين نجد من يعبر عن غضبه بسبب كثرة الضجيج الناجم عن الأشغال إضافة إلى كثرة الأتربة ويرون أنه أصبح من الصعب على أصحاب السيارات إيجاد منفذ للوصول إلى منازلهم نظرا لان الطريق التي كانوا يسلكونها ستتحول إلى سكة.. وعبر البعض عن مخاوفهم من أن يتسبب مد شبكة المترو الخفيف في ارتفاع أسعار المساكن المعدة للكراء أو للشراء.. ويذكر أنه في إطار توسعة شبكة المترو الخفيف عملت شركة نقل تونس على تمديد الخط الجنوبي إلى أحياء ابن سينا والمروج رغبة في تعصير البنية الأساسية والاستجابة لمتطلبات التوسع العمراني الذي شهدته المروج وحي ابن سينا. وينتظر أن يمتد المسلك الجديد على مسافة طولها 6 كلم و800 متر تتخللها 11 محطة وينعرج بالتحديد بعد حوالي 250 مترا من المحطة الحالية محمد علي في اتجاه مواز للجانب الشرقي للطريق الوطنية عدد 3 ليغطي جانبا كبيرا من حي ابن سينا حتى مستوى منتزه المروج ثم ينعطف شرقا في اتجاه المروج 2 فشارع الشهداء بالمروج 1 و3 ثم شارع 7 نوفمبر بالمروج 4. وبالتالي سيصبح هناك مسلكان للمترو الخفيف.. فبعد السير على الجذع المشترك وفيه محطات برشلونة وباب عليوة ومحمد مناشو و13 أوت ومحمد علي.. يتجه المسلك الجديد إلى ابن سينا فالمروج الثاني والمروج الأول والمروج الثالث ثم المروج الرابع في حين يبقى المسلك الأول على حاله وبعد محطة محمد علي يتجه نحو الكبارية فابن سينا فالوردية 6 فحي النور فمحطة أبو القاسم الشابي فمحطة بن عروس. وتفيد معطيات شركة نقل تونس أن هذه التوسعة سينتفع بخدماتها حوالي 110 آلاف ساكن منهم 23 ألفا من حي ابن سينا و87 ألفا من أحياء المروج وتقدر كلفة انجاز هذا المشروع بنحو 126 فاصل 3 مليون دينار.. ولاطلاع المتساكنين على هذه المعطيات وعلى تفاصيل أخرى تتعلق بالمشروع عملت السيدة الشمتوري ومرافقوها من شركة نقل تونس خلال هذا الزيارة على توزيع مطويات وتقديم هدايا تذكارية لبعض متساكني المروج. آراء مختلفة في استطلاع لآراء المواطنين القاطنين بإقامة الرياض بعمارات قريبة من فضاء مشروع تمديد شبكة المترو الخفيف نحو المروج تبينا أن جميعهم يدركون أن المصلحة العامة فوق كل اعتبار حتى وإن تسببت الأشغال في إقلاق راحتهم وفي إثارة مخاوفهم من تضرر مساكنهم جراء الحفر واستعمال معدات ثقيلة للغرض. وأبدى شهير التركي ابتهاجه لمد شبكة المترو الخفيف وقال إنه سيقلص من الاكتظاظ في الحافلات ومن مشاكل النقل العمومي عامة وبين أنه مضطر إلى استعمال سيارة تاكسي في التنقل بسبب شدة اكتظاظ الحافلات وما يصاحب ذلك من مشاكل.. وبينت كل من بثينة حشيشة وابتسام القمودي أن مد شبكة المترو أمر جيد ولكنهما عبّرتا عن خشيتهما من ارتفاع أسعار المساكن في المروج.. وقالت بثينة "يشاع أن أسعار المنازل ستقفز فالشقق التي كانت أسعارها في حدود سبعين ألف دينار ستبلغ أسعارها تسعين أو مائة ألف دينار". وبينت بسمة أن المترو سينهي معاناة دامت سنوات بسبب النقل العمومي.. فسكان المروج على حد قولها يجدون صعوبات كبيرة في التنقل لذلك فهم ينتظرون وصول المترو بفارغ الصبر. وتحدث حسني عن سلبيات المشروع وقال إنه يجد صعوبة كبيرة في التنقل بسيارته نظرا لأن الطريق تحولت إلى حظيرة للأشغال وستتحول مستقبلا إلى سكة كما أبدى تذمره من كثرة الضجيج الناجم عن الأشغال ومن كثرة الأتربة.. وعبرت وفاء عن رغبتها في الانتهاء سريعا من الأشغال حتى يتمكن زوجها من التنقل إلى عمله في المترو الخفيف.. سيكون ذلك أنسب من التنقل بالسيارة خاصة مع ارتفاع أسعار الطاقة.. وقالت هدى إنها تضطر للتنقل في سيارة أجرة نظرا لأنها لا تتحمل روائح المحروقات المنبعثة من الحافلة وسينهي المترو معاناتها مع النقل العمومي.. ويقول سامي إن الأشغال تسير بنسق بطيء وعبر عن رغبته في انتهائها سريعا.. وأبدى سمير تذمره الشديد من المشروع الجديد ويعتبر أن اختيار المسلك كان اختيارا خاطئا لأنه يشق الأحياء السكنية وسيتسبب ذلك مستقبلا في حوادث سير كما سيعيق نشاط الكثير من التجار لأنه في السابق كان بإمكان أصحاب السيارات إيقاف عرباتهم لحين اقتناء حاجياتهم من تلك المتاجر لكن بمدّ السكة لن تكون هناك حتى إمكانية لعبور السيارات لأن الطريق ستصبح سكة. ولاحظ أن الأشغال هي على بعد متر أو مترين من العمارات وهو ما سيتسبب عاجلا أم آجلا في أضرار لتلك المباني.