ب246 ثقبا بالصدر والفخذين والمعي والرحم والمثانة والشريان والرئة انتقلت جميلة إلى الرفيق الأعلى لتلتحق بشقيقتها ليلى في جريمة قتل مزدوجة شهدها «حي الفيتنام» بصفاقس.. وللتذكير بوقائع الجريمة نشير وحسب ما ورد على لسان أحمد شقيق الضحيتين إلى أن أصل البلية كان من أجل حفنة من الملاليم لم تتجاوز 80 دينارا مضى عليها أكثر من عشر سنوات فلما التقى احمد البالغ من العمر آنذاك ستة عشرة سنة بأحد أفراد الجناة بقاعة العاب واختلفا من اجل المبلغ المذكور.. هذا الخلاف عقبته مشاجرات واعتداءات بالعنف وقضايا مرفوعة بالمراكز الأمنية وبأروقة المحاكم تم حفظ ملفاتها لأسباب مجهولة آلت الى مغادرة فلذة كبده الأراضي التونسية في اتجاه ايطاليا للعمل هناك.. لكن بعودة هذا الأخير لصفاقس تجددت المشادات بينه وبين المتهم الرئيسي في القضية والذي عاد من فرنسا هذه المرة وقبل حصول الجريمة بيومين اعترض سبيل المجني عليها ليلى وهددها بحصول «كارثة» الشيء الذي أربكها وزاد من مخاوفها منه لكن أعلمت احمد شقيقها فهدأ من روعها وطيب خاطرها. ليلة الواقعة ادت الهالكة صلاة العشاء وتناولت وشقيقتها «وجبة السحور» استعدادا لصيام ايام من شهر شوال وقبل ان تخلدا للنوم فوجئتا بحضور المتهم الرئيسي مرفوقا بشقيقيه يحاولون اقتحام منزلهم عنوة وحين علم محدثنا ما حصل تحول سريعا لمنزل والديه حيث يقيم شقيقه سمير وشقيقاته «ليلى.. وسيلة.. جميلة.. وزهرة» الفتاة المعاقة، في الاثناء تم الاتصال برقم النداء «197» لكن الاعوان تجاهلوا الموضوع ولم يكن امام احمد من حل سوى احكام غلق باب المنزلظصظصظ لحماية اخوته ومع ذلك اصر الثلاثي على تنفيذ جريمتهم حيث صوب المتهم الرئيسي فوهة بندقيته نحو الباب الحديدي المغلق لتخترق الطلقة الاولى الباب وتصيب ليلى التي خرت على اثرها على الارض وفي الوقت الذي كانت شقيقتها جميلة تهم بجرها لاحدى الغرف رفقة شقيقتها زهرة ومحدثنا احمد تلقت جميلة طلقة اخترقت رحمها وطلقة اخرى اصابت اصبع زهرة واخرى اصبع احمد الذي سارع بفتح الباب للاستنجاد بالجيران وانقاذ جميلة، لكنه فوجئ بأحد الجناة الثلاثة متسلحا بساطور انهال به على شقيقه سمير ضربا في مستوى رأسه وأذنه. وأمام هول الفاجعة فر الجناة من موطن الجريمة.. وعلى متن سيارة أجرة نقلت جميلة الى المستشفى الجامعي بصفاقس في حالة خطيرة وخضعت لأربع عمليات جراحية باءت كلها بالفشل لتفارق الحياة خلال اليومين الأخيرين وتلتحق بشقيقتها ليلى الفتاة الهادئة والرصينة والمشهود لها برفعة الأخلاق. تقرير الطبيب الشرعي أثبتت أن الموت ناتج عن اصابات متعددة بطلق ناري (رش) أحدث 96 ثقبا بالصدر والبطن والفخذين و150 ثقبا بالمعدة والمعي والرحم والمثانة واصابة الشريان الفخذي الأيسر واصابة الرئة اليسرى، كما بين التقرير أن الوسيلة المستعملة هي طلق ناري برش رصاصي. أحمد الذي التقيناه أكد لنا أن السلاح الذي استخدم في الجريمة وتوزعت الأدوار فيها بين الاخوة الثلاثة هو من صنع ايطالي نوع »بيريتة« احتوى على ذخيرة من النوع الخطير وهو يحتفظ بغلاف البندقية سلمه لاحقا للباحثين. أحمد الملتاع لفراق شقيقتيه في جريمة مزدوجة وتضرره هو وشقيقه سمير وشقيقته زهرة بالطلقات النارية استوجبت حالتها الخضوع لعملية جراحية في غضون هذا الاسبوع لانتزاع فتاة بقية «الرصاص» من اصبعها يأمل ان تتكثف الدوريات الامنية وتتظافر مجهودات اعوان الامن للقبض على قاتل ليلى الذي مازال متحصنا بالفرار من جهة ثانية علمنا ان حوالي احد عشر محاميا تطوعوا لتبني قضية ليلى وجميلة تعاطفا مع هذه العائلة البسيطة التي كانت تنفق عليها الضحية الاولى ليلى. علما ان قاضي التحقيق الاول استمع صباح امس الاثنين لاقوال البعض من افراد المجني عليهما.