..إصابات في صفوف رجال الأمن.. وهلع في العاصمة - مثلت محاولة اعتداء مجموعة من السلفيين صباح امس على مقري قناة "نسمة" بكل من شارع محمد الخامس ومونبليزير على خلفية بثها للفيلم الفرنسي الايراني "بلاد فارس" سابقة خطيرة. واكد مصدر امني ل "الاسبوعي" انه تجمع في البداية حوالي 200 شخص امام قاعة «البراق» بباب سعدون ثم توجهوا الى ساحة باستور قبل ان يلتحق بهم 80 شخصا اثناء مرورهم بنزل المشتل. ولئن حاولت المجموعة الاعتداء على قناة «نسمة» فان قوات الامن قامت بتفريقها قبل وصولها إلى المقر مع ايقاف اكثر من 100 شخصا للتحري معهم وبالتنسيق مع النيابة العمومية وقع الاحتفاظ ب7 مورطين بالتنسيق مع النيابة العمومية لمخالفتهم لقوانين الطوارئ مع تسجيل بعض الإصابات في صفوف أعوان الأمن. كما اشار مصدرنا الى ان اجهزة الامن فرقت مجموعة اخرى (50 شخصا) مع الساعة الثانية بعد الزوال كانت تنوي الاعتداء على مقر القناة. وعلمنا ان هذه المجموعات تجمعت عبر الارساليات القصيرة واثارت البلبلة اثناء مرورها بسوق سيدي عبد السلام وكلما عمدت قوات الامن الى تفريقها ردت بالحجارة مما اضطرها الى إستعمال القنابل المسيلة للدموع. كما تحولت هذه المجموعات الى المركب الجامعي ثم الى المنار حيث تمت عملية تفريقها . وما لبث أن أعيد السيناريو لكن مع تواجد مجموعة جديدة من المنحرفين إنضمت لتستغل الفرصة لقطع الطريق المؤدية للمطار على مستوى حي الرمانة وعمدها إلى إشعال عجلات مطاطية وبث الفوضى مما أسفر عن مواجهات مع قوات الأمن الذين تصدو لهم وتفريقهم. كما علمت «الاسبوعي» ان الحملات الامنية متواصلة حيث تم خلال الليلة الفاصلة بين السبت والاحد ايقاف 595 شخصا منهم 305 مطلوبون لدى العدالة وصادرة في شانهم احكام غيابية بسبب العنف والسرقة و"البراكاجات". كما أفادت نفس المصادر ان كل من يعتقد ان بمقدوره استغلال الظروف الحالية لزعزعة الاستقرار يقع التصدي له. وقد علمنا ان عناصر الشغب منها من ينتمي للسلفية بالاضافة الى بعض المندسين الذين انضموا لاثارة البلبلة. وشددت نفس المصادر على ان حل مختلف الاشكاليات يكون بالقضاء وعبر وسائل الاعلام دون الالتجاء الى العنف الذي يبقى مرفوضا في كل الحالات. وقد تحولت «الاسبوعي» على عين المكان حيث واكبت التعزيزات الامنية المكثفة لحماية المقرين. سابقة خطيرة واكد مصدر مسؤول بقناة نسمة ل"الاسبوعي" ان ما حصل يعد سابقة خطيرة تطرح عديد التساؤلات لانه من غير المعقول ان تتعرض وسائل الاعلام الى محاولات اعتداء واذا كانت قناة "نسمة" قد واجهت اليوم التهديد فان الدور سيكون غدا على الاذاعات او الصحف بمختلف اختصاصاتها .واضاف نفس المصدر ان البعض يريد ان يفرض علينا ديكتاتورية جديدة أكبر من الاستبداد الذي فرضه نظام بن علي لان فيلم"بلاد فارس" لا يتضمّن عراء او مشاهد تخدش الحياء او يستفز الناس. ثم ان المستهدف اليوم ليس القناة وانما حرية الراي والتعبير التي لا تخشى كل اشكال التهديد حيث ستواصل عملها بنفس العزيمة والاصرار. ومن لا يجد ضالته في برامج القناة فعليه تحويل وجهته الى فضائيات اخرى. النقابة الوطنية للصحافيين تساند وفي رد فعل على محاولة هذا الاعتداء صرح زياد الهاني ل «الاسبوعي» ان النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ترفض كل مس او اعتداء على اية مؤسسة اعلامية تحت أية ذريعة كانت. كما ترفض أي حد من حرية التعبير لان الحرية كل لا يتجزأ. واضاف «نعتبر انه بامكان أي شخص ان يعبر عن رأي مخالف وأن يحتج تجاه موقف لا يتفق مع قناعاته لكن يجب ان يتم ذلك بشكل سلمي وفي اطار احترام القانون لان الحرية دون احترام الضوابط القانونية تتحول الى فوضى وذلك يتعارض مع ما نسعى اليه من اقامة دولة القانون والمؤسسات التي تضمن حقوق المواطنين وكرامتهم" وأوضح الهاني انه تحول صباح امس الى مقر قناة نسمة صحبة منجي الخضراوي الكاتب العام للنقابة حيث عبرا لمسؤولي القناة عن تضامن النقابة الكامل معهم «باعتبارها جزء اساسي من المعركة من اجل الحريات وضد التسلط أي كان غطاؤه. انتقادات لاذعة وللاشارة فان هذه الاحداث تاتي على خلفية بث قناة «نسمة» لفيلم صور متحركة «بلاد فارس» للمخرجة الايرانية مرجان ساترابي الذي كان قد فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كان" الدولي لسنة 2007. ويروي قصة فتاة ايرانية متحررة في حقبة الخميني وتمت دبلجته الى اللهجة التونسية. وكانت الانتقادات قد رشقت «القناة» عبر مواقع الفايسبوك والانترنات على خلفية ان اجزاء من مضمون الفيلم تجاوزت الخطوط الحمراء. محمد صالح الربعاوي