هام: انخفاض أسعار هذه المنتوجات..    عاجل : ايران تعلن عن تعرض مروحية تقل رئيسها الى حادث    الأهلي المصري يعامل الترجي بالمثل    عاجل/ الرصد الجوي يحذر من حالة الطقس ليوم غد..    الحرس الوطني: هذه آخر المعطيات المتعلقة بالهجرة غير النظامية    القنصل العام للجزائر في زيارة الجناح الجزائري بالصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية    سفيرة الامارات في زيارة لصالون الفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    صفاقس ولي يصفع معلما ويلوذ بالفرار    العاصمة: وقفة مساندة للرئيس قيس سعيد    الجمعية النسائية ببرقو تصنع الحدث    طقس الاحد: امطار غزيرة وتساقط البرد بهذه المناطق    اليوم : انقطاع التيار الكهربائي بهذه المناطق    السيارات الإدارية : ارتفاع في المخالفات و هذه التفاصيل    نابل: اختتام شهر التراث بقرية القرشين تحت شعار "القرشين تاريخ وهوية" (صور+فيديو)    هيئة الانتخابات تشرع غدا في تحيين السجل الانتخابي    إطلاق نار واشتباكات قرب القصر الرئاسي في كينشاسا    صيف 2024: 50 درجة منتظرة و شبح الحرائق حاضر    علماء يكشفون : العالم مهدد بموجة أعاصير وكوارث طبيعية    إضراب بالمركب الفلاحي وضيعة رأس العين ومركب الدواجن    نابل: تضرّر ما يقارب 1500 هكتار : «الترستيزا» مرض خفي يهدّد قطاع القوارص    أخبار النادي الإفريقي .. البنزرتي «يثور» على اللاعبين واتّهامات للتحكيم    بفضل صادرات زيت الزيتون والتّمور ومنتجات البحر; الميزان التجاري الغذائي يحقّق فائضا    يهم مُربّيي الماشية: 30 مليون دينار لتمويل اقتناء الأعلاف    اليوم : وقفة احتجاجية للتنديد بالتدخل الاجنبي و بتوطين أفارقة جنوب الصحراء    طقس اليوم ...امطار مع تساقط البرد    الأونروا: 800 ألف فروا من رفح يعيشون بالطرقات.. والمناطق الآمنة "ادعاء كاذب"    في عيده ال84.. صور عادل إمام تتصدر مواقع التواصل    بغداد بونجاح يحسم وجهته المقبلة    الجمعية التونسية "المعالم والمواقع" تختتم تظاهرة شهر التراث الفلسطيني    اليوم العالمي لأطباء الطب العام والطب العائلي : طبيب الخط الأول يُعالج 80 بالمائة من مشاكل الصحة    قبل أسبوعين من مواجهة ريال مدريد.. ظهور صادم لمدافع دورتموند    بوسالم.. وفاة شاب غرقا في خزان مائي    المجلس المحلي بسكرة يحتجّ    منال عمارة: أمارس الفنّ من أجل المال    النجم الساحلي يمرّ بصعوبة الى الدور ربع النهائي    كأس تونس : النجم الساحلي يلتحق بركب المتأهلين للدور ربع النهائي    تمدد "إنتفاضة" إفريقيا ضد فرنسا..السينغال تُلّوح بإغلاق قواعد باريس العسكرية    القصرين: القبض على شخص صادرة في حقه 10 مناشير تفتيش    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    المهرجان الدولي للمشمش بحاجب العيون في دورته الثانية ...مسابقات وندوات وعروض فروسية وفنون شعبية    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة .. «عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    وزيرة الصناعة: مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا فريد من نوعه    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    أبو عبيدة: استهدفنا 100 آلية عسكرية للاحتلال في 10 أيام    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    السبت..ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة    ابرام اتفاق شراكة بين كونكت والجمعية التونسيّة لخرّيجي المدارس العليا الفرنسيّة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    داء الكلب في تونس بالأرقام    بينهم طفلان..مقتل 5 أشخاص نتيجة قصف إسرائيلي على لبنان    حلوى مجهولة المصدر تتسبب في تسمم 11 تلميذا بالجديدة    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    جندوبة : يوم إعلامي حول تأثير التغيرات المناخية على غراسات القوارص    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عزم قوي على كسب الرهانات وتحقيق الطموحات
خطاب الرئيس بن علي أمام اللجنة المركزية للتجمع
نشر في الصباح يوم 18 - 12 - 2007

قرطاج (وات) اشرف الرئيس زين العابدين بن علي أمس الاثنين على اختتام اشغال اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي في دورتها العادية الثامنة التي تواصلت يومي 16 و17 ديسمبر الجاري. واستمع سيادة الرئيس في بداية الجلسة الختامية الى اللائحة العامة الصادرة عن هذه الدورة والتي ناشدت فيها اللجنة المركزية الرئيس زين العابدين بن علي الاستجابة لندائها بان يكون مرشح التجمع للانتخابات الرئاسية لسنة 2009
واوكلت بحكم صلاحياتها الى المؤتمر القادم للتجمع الاعلان عن ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي لهذه الانتخابات الرئاسية. وباركت اللجنة المركزية ما سجلته البلاد منذ التحول من نقلة نوعية في شتى المجالات وفق النهج الاصلاحي المتبصر الذي اختاره لها رئيس الدولة وفي كنف الالتزام بقيم الجمهورية ومبادئ الدستور والولاء لتونس دون سواها. واكدت تعلقها ببطل التغيير خيارا اوحد لحاضر البلاد ومستقبل اجيالها واصرار التجمعيين والتجمعيات على ان يكون الرئيس زين العابدين بن علي مرشح التجمع للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 ومناشدتهم سيادته من اعماق قلوبهم ومن صميم وجدان ابناء الشعب حتى يواصل السير بالوطن نحو آفاق ارحب من النجاحات ومجالات اوسع من المكاسب والانجازات.
ثم القى الرئيس زين العابدين بن علي خطابا اعرب فيه عن عميق تأثره وبالغ شكره وتقديره لما عبر عنه اعضاء اللجنة المركزية في لائحتهم من مشاعر نبيلة وما تميزت به من وفاء والتزام بخيارات سيادته وتوجهاته وولاء راسخ لتونس دون سواها وعزم قوي على مواصلة النضال لكسب الرهانات وتحقيق الطموحات.
وأثنى على ما تضمنته اللائحة من توصيات ومقترحات واكد انه سيتم ايلاؤها كل العناية سواء تعلقت بالمجال الحزبي او بالمستوى الوطني. واكد من جهة اخرى على ضرورة ان يضطلع التجمع بمهامه الرائدة لتعزيز مقومات انجاح المخطط الحادي عشر للتنمية وتعميق الوعي ببرامجه ومضامينه واهدافه دون ان يحجب الصعوبات والتحديات المنتظرة والتي تقتضي مضاعفة الجهد لتعبئة المجتمع لمواجهتها وتعميق الوعي بانعكاساتها. وشدد في هذا السياق على وجوب التعويل على الذات وحسن التصرف في القدرات الوطنية وترشيد الاستهلاك والمحافظة على الموارد ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
وفي ما يلي النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي:
«بسم الله الرحمان الرحيم
ايها المناضلون
ايتها المناضلات
يسعدني ان التقي بكم في اختتام اعمال هذه الدورة العادية الثامنة للجنة المركزية وان اتوجه اليكم والى سائر مناضلي التجمع ومناضلاته في الداخل والخارج بالتحية والتقدير مجددا الاشادة بما تبذلونه من جهود وبما تقومون به من عمل دؤوب تجسيما لمبادئ حزبنا العتيد وفي اطار ما ترسمه من توجهات وبرامج حتى يظل التجمع حزبا رائدا على الدوام يحمل لواء الاصلاح والتغيير والبناء للمستقبل.
واسجل بارتياح ما اتسمت به اعمال هذه الدورة من عمق ونجاعة في تناول المسائل المعروضة وما دار بينكم حولها من حوار مستفيض.
واذ اعرب لكم عن عميق تاثري وبالغ شكري وتقديري لما عبرتم عنه في لائحة اللجنة المركزية من مشاعر نبيلة لمسنا صدقها واخلاصها وما تميزت به من وفاء والتزام بخياراتنا وتوجهاتنا وولاء راسخ لتونس دون سواها وعزم قوي على مواصلة النضال لكسب الرهانات وتحقيق الطموحات فاني اثني على ما جاء في اللائحة من توصيات ومقترحات سنوليها كل العناية سواء تعلقت بالمجال الحزبي او بالمستوى الوطني.
ايها المناضلون
ايتها المناضلات
ان انعقاد هذه الدورة اثر احتفال شعبنا بالذكرى العشرين لتحول السابع من نوفمبر يضفي عليها اهمية خاصة.
وقد حرصنا على ان تكون تلك الذكرى منطلقا لمرحلة جديدة من مسيرة بلادنا على درب الاصلاح والنماء والبناء الحضاري الشامل.
كما اردنا من خلال جملة القرارات والاجراءات التي اعلناها ان نوفر لشعبنا المزيد من شروط التقدم والرقي في كنف الثوابت والخيارات التي اقمنا عليها مشروعنا الاصلاحي.
وان التجمع الذي ائتمناه على التغيير فنهض بهذه المسؤولية التاريخية على امتداد العقدين الماضيين على اكمل الوجوه مدعو في هذه المرحلة الى مزيد تكثيف الجهود وتطوير اساليب العمل وتنويعها حتى يكون دائما في طليعة القوى الوطنية يعمل ويناضل ويعمق الوعي بالخيارات والتوجهات ويوفر التعبئة اللازمة لتجسيم ما نرسمه لفائدة شعبنا من البرامج والاهداف وما نتخذه من الاجراءات والقرارات.
وتتميز الفترة القادمة من مسيرة التجمع باستعداده لعقد مؤتمره الخامس خلال الصائفة القادمة.
وهو حدث بالغ الاهمية باعتبار مكانة حزبنا في الساحة الوطنية وما نعلق على قدراته من آمال لكسب الرهانات ورفع التحديات وباعتباره كذلك حدثا وطنيا تتابعه كل الاطراف في بلادنا ويهتم به الاشقاء والاصدقاء.
وسنحرص على توفير الشروط اللازمة لانعقاده حتى يكون المؤتمر القادم للتجمع منطلقا لمرحلة جديدة من النضال والعمل السياسي في ضوء ما يشهده الواقع التونسي من تطور مطرد على جميع المستويات وعلى اساس ما رسمنا لبلادنا من آفاق التقدم والازدهار.
واني ادعو هياكل التجمع في الداخل والخارج الى احكام الاستعداد لهذا الموعد السياسي البارز في ظل التقاليد العريقة لحزبنا في هذا المجال.
كما ادعو الى ان يكون استعدادنا لتنظيم المؤتمر مناسبة لانطلاق حركية شاملة يساهم فيها مناضلو حزبنا ومناضلاته وكل كفاءاته في مختلف الميادين وشتى المستويات القاعدية والمحلية والجهوية والوطنية.
وفي هذا الاطار نتولى اليوم اعطاء اشارة الانطلاق للاعداد للمؤتمر القادم للتجمع.
ونأذن بتشكيل لجان وطنية وجهوية ومحلية وكذلك على صعيد هياكل التجمع في الخارج تعهد اليها مهمة التفكير في مختلف مجالات مسيرتنا الحزبية والوطنية استعدادا لصياغة مشاريع اللوائح التي ستعرض على المؤتمر القادم للتجمع على ان تنطلق اجتماعاتها على المستوى المحلي والجهوي في اواخر شهر جانفي 2008 وعلى المستوى الوطني خلال شهر مارس 2008.
واني اوصي بان يفسح مجال المشاركة الواسعة في هذه اللجان امام الاطارات والنخب التجمعية ولاسيما الشباب والمرأة حتى تكون مرحلة الاعداد للمؤتمر فرصة لمزيد التعبئة والتأطير في كنف الوعي بالمسؤولية الملقاة على كاهل حزبنا وعلى اساس المبادئ والاخلاقيات التي اقام عليها عمله السياسي.
أيها المناضلون
أيتها المناضلات
إن الاضطلاع بمسؤولية الحكم يقتضي من حزبنا أن يكون العين الساهرة على مسيرتنا الوطنية والقوة المؤازرة لجهود الدولة في تنفيذ البرامج وتحقيق الأهداف المرسومة.
وإذ انطلقت بلادنا في انجاز المخطط الحادي عشر للتنمية فاني أؤكد مجددا ضرورة اضطلاع التجمع بمهامه الرائدة لتعزيز مقومات إنجاح هذا المخطط الهام وتعميق الوعي ببرامجه ومضامينه وأهدافه دون ان يحجب عنا الصعوبات والتحديات التي تنتظرنا وهي صعوبات وتحديات تفرزها التقلبات التي يشهدها الاقتصاد العالمي والارتفاع المشط لأسعار المحروقات والمواد الأساسية والحبوب ومشتقاتها.
وإزاء هذه الصعوبات المتوقعة والتي قد تكون سببا في تعطيل مسيرة التنمية في العديد من بلدان العالم لابد من مضاعفة الجهود لتعبئة المجتمع لمواجهتها وتعميق الوعي بانعكاساتها واستنفار الحس الوطني من اجل تطوير السلوكيات وتحمل التضحيات التي لا مناص منها أحيانا في سبيل تعزيز تقدم بلادنا ودعم مناعتها.
ولا يكون ذلك إلا بمزيد العمل والبذل والتعويل على الذات وحسن التصرف في القدرات الوطنية وترشيد الاستهلاك والمحافظة على الموارد ووضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
انه رهان مصيري تتحمل مسؤولية كسبه كل القوى الوطنية وفي طليعتها التجمع الدستوري الديمقراطي اضطلاعا برسالته النضالية المتجددة.
ايها المناضلون
ايتها المناضلات
إن رهاننا على الشباب من رهاننا على المستقبل وحرصنا على ان يكون في مستوى طموحاتنا. وهو ما اكدناه في خطابنا بمناسبة الذكرى العشرين للتحول بما اتخذناه من إجراءات لفائدة الشباب وبدعوتنا الى تنظيم حوار شامل معه يفضي الي صياغة ميثاق للشباب.
واننا نوصي التجمع بان يكون رائدا في مجال الاحاطة بالشباب في تونس وفي الخارج من ابناء الجيل الثاني والثالث والاصغاء الى مشاغله وفتح المجال امامه للتمرس بالنضال الحزبي والعمل السياسي. فمستقبل الاحزاب يتوقف على مدى ما يتوفر في صفوفها من قوى شابة تجدد طاقتها وتضمن استمرارها وبقاءها.
وان التجمع الذي اقترن تاريخه بتاريخ شبابه النضالي وما نشات عليه اجياله المتعاقبة من وطنية وتضحية مدعو اليوم الى المثابرة على هذا المنهج.
ونحن نعول على منظمتي الشباب الدستوري وطلبة التجمع لمزيد الانفتاح على مختلف الفئات الشبابية واستقطابها وتوفير افضل السبل لتكوينها والتفاعل مع مشاغلها وتطلعاتها.
ويبقى رهاننا كذلك على المرأة رهانا على تونس الحداثة لانه من صميم تصورنا لحقوق الانسان ومن جوهر رؤيتنا للديمقراطية والتنمية.
وفي هذا الاطار يتنزل حرصنا على تعزيز حضور المرأة في صفوف التجمع ودعم مكانتها داخل هياكله وعلى مزيد تفعيل دورها في برامجه وانشطته.
وهو توجه اكدناه في خطابنا بمناسبة الذكرى العشرين للتحول بقرارنا رفع نسبة حضور المرأة في قائمات مرشحي التجمع للانتخابات التشريعية والبلدية القادمة الى 30 بالمائة على الاقل تجسيما للقرار الذي سبق ان اعلناه في برنامجنا لتونس الغد.
واذ اوصي بمزيد الانفتاح على مختلف الفئات النسائية ولاسيما في الاحياء الشعبية والمناطق الريفية فاني ادعو المراة التجمعية الى مضاعفة جهودها وتوسيع دائرة تحركها واشعاعها. كما ادعوها الى ان تظل دوما مدافعة عن مكاسبها متصدية لدعاة التخلف والرجعية وشريكة فاعلة في كسب الرهانات وما ننشده لبلادنا من تنمية وديمقراطية.
أيها المناضلون
أيتها المناضلات
إن ما شهدته الساحة التجمعية خلال الفترة المنقضية من حركية ولقاءات واسعة بالقواعد في الداخل والخارج وبمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين للتحول يدعو الى الارتياح. وهو مجهود محمود لابد من مواصلة دعمه لما للعمل التعبوي من انعكاس ايجابي على مزيد تعميق وعي مناضلي حزبنا ومناضلاته بالثوابت والخيارات وبالمكاسب والانجازات وكذلك بما ينتظرنا من تحديات يتحتم علينا كسبها.
كما أدعو هياكل التجمع الى مزيد تكثيف تحركها الميداني والإنصات إلى مشاغل المواطنين ومساعدة المعوزين منهم من خلال ما للتجمع من تقاليد راسخة في مجال العمل الاجتماعي والنشاط التطوعي.
واني احيي بهذه المناسبة الجهود المثمرة التي بذلتها الهياكل التجمعية على جميع المستويات بمناسبة اليوم الوطني للتضامن شاكرا لها مساهمتها الفاعلة في هذا الحدث الوطني البارز الذي أردناه رمزا لتآزر شعبنا وصورة مشرقة لمجتمع التضامن الذي نعمل دوما على تعزيز أركانه بما نتخذه من قرارات وإجراءات وما نأذن به من برامج وآليات.
واذ اشيد بالجهود المبذولة من قبل التجمع على صعيد التكوين والتأطير والنشاط الفكري والتثقيف السياسي فانني أؤكد الاهمية الفائقة لهذا القطاع لما له من تاثير مباشر في الرفع من اداء القواعد والاطارات وتعزيز المامهم بالقضايا المطروحة ومدهم بالمرجعية اللازمة لعملهم السياسي.
وادعو الى مواصلة الاهتمام بهذا النشاط وتطوير اساليبه وتوسيع دائرة المستفيدين منه دعما للرصيد الثري الذي يتميز به التجمع في هذا المجال.
كما أوصي بمزيد تكثيف اللقاءات والندوات الفكرية على مختلف المستويات المحلية والجهوية والمركزية تجسيما لحرصنا على ان يكون التجمع اضافة الى عمله السياسي والميداني فضاء للتفكير والحوار وتدارس القضايا المطروحة يضطلع فيه المثقفون والمبدعون بدور نشيط وفاعل.
واذ يشهد الاعلام التجمعي تحسنا ملحوظا في الشكل والمضمون بفضل ما نوليه اياه من العناية فاني اؤكد ضرورة مواصلة هذا المجهود لما للاعلام التجمعي من دور حيوي في إبراز صورة حزبنا ونشاطه وكذلك لما يجب ان يؤديه الاعلام التجمعي من مساهمة ايجابية في تجسيم توجهاتنا في هذا الميدان.
ايها المناضلون
ايتها المناضلات
ان ما توفره العلاقات مع الاحزاب الشقيقة والصديقة ومع التنظيمات السياسية الاقليمية والدولية من فرص سانحة للتنسيق والتشاور والتعاون لخدمة مصالحنا الوطنية يقتضي من التجمع مواصلة العناية بهذه العلاقات وتوسيع دائرتها بما يزيد في دعم مكانة حزبنا على الصعيد الخارجي ويمكنه من التعريف بخياراتنا وبمكاسبنا وانجازاتنا على اوسع نطاق. فالتجمع له دور اساسي في نشر صورة تونس المشرقة في العالم وفي تعزيز ما تحظى به من احترام وتقدير بفضل اعتدال مواقفها وتمسكها بالشرعية الدولية وتكريس مبادئ السلم والعدل والاحترام المتبادل في العلاقات الدولية وتطلعها الى ارساء اسس التنمية العالمية المتضامنة والشراكة الحضارية الشاملة على اساس الحوار بين الثقافات والحضارات والاديان ونبذ العنف والتطرف والارهاب.
واذ نؤكد تمسكنا بهذه الثوابت والخيارات فاننا نجدد التعبير عن مساندتنا التامة للقضية الفلسطينية ودعمنا لكل الجهود الرامية الى تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة في اطار حل عادل وشامل ودائم يضمن السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
كما ندعو مجددا الى ضرورة تضافر الجهود الاقليمية والدولية من اجل وضع حد لتردي الاوضاع الامنية والانسانية في العراق وتمكين الشعب العراقي الشقيق من تحقيق الوفاق الوطني والاقبال على اعادة اعمار بلاده في كنف الوحدة والاستقرار.
ونرجو ان يتوفق لبنان الشقيق الى تجاوز ازمته والحفاظ على امنه واستقراره وعلى وحدته الوطنية.
واذ نؤكد تمسكنا بالبناء المغاربي خيارا استراتيجيا وهدفا مصيريا لشعوب منطقتنا فاننا لن ندخر جهدا من اجل تسريع وتيرة بنائه وازالة العقبات التي مازالت تعطل مسيرته كما نعمل دائما على تعزيز التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك وتحديث هياكله ومؤسساته.
وان بلادنا التي تستعد للدخول مع مطلع سنة 2008 في منطقة تبادل حر مع الاتحاد الاوروبي كاول بلد متوسطي يبلغ هذه الدرجة من الشراكة مع الاتحاد تظل حريصة على تطوير علاقات التعاون مع دول هذا الفضاء وارساء شراكة بناءة مع الاتحاد الاوروبي على اساس الاحترام المتبادل. وهو ما يتكامل مع حرصنا على دعم مختلف اوجه التعاون الاوروبي المتوسطي.
وستعمل بلادنا على تفعيل التضامن الافريقي وعلى توسيع علاقات التعاون مع مختلف الدول الافريقية الشقيقة فضلا عن الاسهام الفاعل في تعزيز اسس الاتحاد الافريقي واستكمال تركيز مؤسساته بما يساعد على توفير الامن والاستقرار والتنمية في جميع ارجاء قارتنا.
كما سنواصل عملنا الدؤوب من اجل تنمية علاقات التعاون مع الدول الصديقة في العالم وفي مقدمتها دول القارتين الامريكية والاسيوية.
ايها المناضلون
ايتها المناضلات
ان ما نبذله من جهود وما نقدمه من تضحيات انما ينبع من حبنا لتونس وولائنا لها دون سواها. كما ان ما نرسمه لها من واسع الافاق وبعيد الغايات انما يعكس حرصنا على الرقي بها الى اسمى المراتب واعلى الدرجات وفاء لشهدائنا الابرار وصيانة لامجادنا التليدة ونهوضا بالامانة التي عاهدنا عليها الوطن والشعب.
واننا نريد لحزبنا العتيد ان يكون دائما حزب الريادة والطموح والفعل والانجاز يعمل من اجل تونس ومن اجل مستقبل اجيالها القادمة.
قال تعالى « وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.