غادر إلى بيت الله الحرام يوم الأحد على الساعة العاشرة والنصف ليلا أول وفد من الحجيج ضم 262 شخصا وسط أجواء من الإحتفالات أمنتها فرقة سلامية داخل بهو المطار وأشرف عليها السيد العروسي الميزوري وزير الشؤون الدينية والسيد معز بوجميل المدير العام لشركة الخدمات الوطنية والإقامات والوفود المرافقة لهما. كما سافر نفس العدد من الحجيج ضمن وفد ثان انطلقت رحلته على الساعة الثالثة صباحا في اتجاه المدينةالمنورة ليصبح العدد الجملي للمغادرين 524 شخصا بين حجيج ومرافقين ومرشدين دينيين ووفد صحي. وكان ل"الصباح" جولة بين صفوف الحجاج والوفود المرافقة الذين عبروا عن ارتياحهم المبدئي للتنظيم وسرعة الإجراءات وحفاوة الإستقبال راجين أن تتواصل هذه الأجواء في كنف التنظيم المحكم ببيت الله الحرام خاصة بمنى وعرفة وبقية المناطق للتمكن من أداء مناسك الحج بأقل الأضرار على غرار ما جرى في الموسم السابق. كما عبروا عن عدم تخوفهم من التوجه إلى الحج باعتبار ما أشيع عن سوء التنظيم والتجاوزات التي كانت في العهد السابق بل بالعكس هم على أتم الإستعداد لمواجهة أي صعاب من منطلق ايمانهم بالله وثقتهم بالمسؤولين وما بذلوه من جهد ظهرت ثماره وعلى حد تعبيرهم منذ أيام القرعة والتسجيل وغيرها من الإجراءات. أغلب من سألناهم أكدوا أن "الأكتاف" والتدخلات لم "تلعب دورا" في هذا الموسم، فجميلة وناجية الجعيدي ومحرز بن فتاح وأمال مسدي، وغيرهم، تقدموا للحج مرارا وتكرارا غير أنه وبقدرة قادر غيبوا عن أداء فريضة الحج.
الكفاءة شرط الإختيار
وفي تقييمه لأولى الخطوات والمؤشرات التنظيمية منح محرز بن فتاح عدد تسعة عشر من عشرين كتقييم للمجهودات مؤكدا أن "كلّ الأمور عال العال إلى حد الآن" راجيا أن تتواصل هذه الجدية بالبقاع المقدسة معبرا عن ارتياحه لإطلاعه على مختلف الإجراءات المحدثة التي سيقع اعتمادها بالسعودية غير أنه وفي المقابل قال البعض الآخر أنه لم يطلع بعد على الإجراءات ولدحض حيرتهم سألت "الصباح" أحد المسؤولين فذكر "أن كل الإجراءات من تنسيق وخط الهاتف الجوال والتعرف على المؤطرين والمرشدين وتقسيم الحجيج إلى مجموعات سيكون داخل الطائرة حتى يتسنى للجميع الإستماع والفهم والتعرف على بعضهم البعض".
أداء اليمين
فكل مؤطر أو مرافق سيتولى بالطائرة تفسير مهمته للحجيج وكيفية الإتصال في ما بيهم حيث أكد جمال بوجمعة مرافق من شركة الخدمات الوطنية والإقامات "منتزه قمرت" أن التأطير بدأ منذ اللحظات الأولى من حلول الحجيج إلى المطار وهي مهمة جد صعبة تميزت هذه السنة بالحنكة والإهتمام بكل الجزئيات وبالتالي فإن "من سيرافق الحجيج عليه أن يدرك جسامة وصعوبة مهامه التي أدى من أجلها اليمين فلا مراقب بعدها إلا ضمير كل شخص وتعهده أمام الله". وبالنسبة للوفد الصحي أكدت كل من نعيمة علوي ممرضة وسعاد الصامتي تقني سامي أول في الصيدلة أن اختيارهم تم حسب الكفاءة والأقدمية في المهنة علما وأنهما تقدمتا في الكثير من المرات بمطلب للعمل ضمن الوفود الصحية، وقد أكدت كل منهما أنه لم يكن "للأكتاف ولا التدخلات شأن في هذه المهمة" حتى أن سعاد الصامتي لم تتوقع أن يقع عليها الإختيار. وفي ذات السياق خضعت الوفود الصحية من إطارات صحية وشبه صحية إلى دورات تكوين في المجال النفسي والتنسيقي والتأطيري لتحديد دقة مهامهم بالبقاع المقدسة. مهام بعثت بعض من الرهبة والإحساس بالمسؤولية والخوف من أن لا يكونوا في مستوى جسامة المسؤولية التي تحملوها لذا ترجوا أن يكون جميع الحجاج على قدر التعاون والتفهم والتنازل والوعي بأنهم سافروا لأداء فريضة عرفت بالجهاد والتعب والإرهاق فيعوا بالتالي أنها ليست رحلة سياحة.