قالت ليلى خالد ان ثمنا باهظا دفع مقابل صفقة شاليط ووصفت المناضلة الفلسطينية عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عودة مئات الاسرى الفلسطينيين في اطار صفقة شاليط بالعرس الفلسطيني العربي بامتيازالذي جددت معه فلسطين ربيعها باحتضان الاسرى العائدين. وقالت ليلى خالد، التي أدهشت العالم بجراتها وصلابتها عندما أقدمت وهي في الرابع والعشرين من العمرعلى المشاركة في اختطاف طائرة ركاب قبل أن تخضع لست عمليات جراحية لاخفاء ملامحها وتقدم مجددا على اختطاف طائرة ثانية، أن الاهم هوأن الصفقة نجحت ولاول مرة في تحرير أسرى من مناطق ال48 وخلصت ليلى خالد الى أن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل في تحقيق حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية وفيما يلي نص الحديث.
حوار آسيا العتروس
كيف تقبلت ليلى أطوار صفقة شاليط ؟ وماذا تعني الصفقة بالنسبة لك خاصة وأن الآلاف من الأسرى ما زالوا في القيد؟
هذا حدث تاريخي كما أحداث أخرى سجلتها المقاومة في تاريخ نضالها الطويل من أجل حرية أسراها ومن أجل تحرير فلسطين. بالأمس كان عرساً فلسطينياً عربياً بامتياز.. وقد جددت فلسطين ربيعها باحتضانها أبنائها وبناتها الأبطال الذين واللواتي غيبتهم زنازين الجلاد الصهيوني لسنوات طويلة. وقد تشرفت بعض الدول العربية والإسلامية باحتضانها أبطالنا الذين تحرروا من السجون. وعلى الرغم من أن الصفقة لم تحرر كل الأسرى إلا أنها حررت 1027 أسيرة وأسير خرج منهم لفضاء الحرية 477 في المرحلة الأولى. ولكونها صفقة فإن هذا أكثر ما تمكن المفاوضون الوصول إليه. وتحتمل الصفقات بصفة عامة إلى بعض النواقص. لقد دُفع ثمن باهظ قبل إتمام الصفقة، فقد اغتالت قوات الاحتلال الصهيوني العديد من المناضلين، ولا يفوتنا أن نذكرأن قطاع غزة قد دفع ثمناً غالياً من خلال الحرب المجرمة التي شنها الكيان الصهيوني في نهاية عام 2008 2009 ظناً منهم أنهم يمكن أن يحرروا شاليط من خلال تلك الحرب التي دمرت البيوت على ساكنيها فكانت الحصيلة أكثر من 1400 شهيد من نساء وأطفال وشباب وشيوخ، كما خلفت آلاف الجرحى، الذين لم تُشف جراحهم حتى الآن، ناهيك عن حصار مليون ونصف من الشعب الفلسطيني على مدار خمس سنوات. ولكن المقاومة تمكنت من الاحتفاظ بالجندي الأسيرعلى الرغم من محاولة العدو تجنيد عملائه واستخدام كل تقنياته لمعرفة مكان شاليط. إلا أنها فشلت أمنياً في تحقيق ذلك. وهذا بحد ذاته نجاحاً كبيراً للمقاومة. هذه الصفقة وهذا مهم جداً تمكنت من تحرير أسرى من مناطق 48 في فلسطين ومن القدس، حيث أن الصفقات السابقة لم تحرز ذلك، لأن حكومات الكيان الصهيوني المتعاقبة كانت ترفض بشدة إطلاق سراح هؤلاء على اعتبار أنهم مواطنون في دولة الكيان الغاصب. لا بد من الإشارة أن الفرحة التي عمت أرجاء وطننا وفي الشتات امتزجت بغصة وألم بقاء أكثر من 5600 أسير وأسيرة وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة واحدة لغة القوة وأنه بالمقاومة وحدها يمكن تحرير الأسرى والأرض. وفي الوقت الذي تمت به الصفقة، كان الأسرى يخوضون معركة «الأمعاء الخاوية» في مواجهة إجراءات العزل. فإضرابهم عن الطعام مدة 22 يوماً أجبر مصلحة السجون على الاستجابة لمطالبهم مما جعل الأسرى يعلقون إضرابهم ويحققون مطالبهم العادلة في مواجهة الإجراءات اللاإنسانية والمخالفة لكل المواثيق والأعراف الدولية وخاصة اتفاقيات جنيف الرابعة. هذا العدو يعتبر نفسه فوق القانون الدولي. إذن الحل يكمن في المقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة المسلحة.
هل أن ما حدث يعتبر مكسبا لحماس على حساب فتح؟
بطبيعة الحال فإن القوى الآسرة لذاك الجندي التي حققت هذا الإنجازحماس ألوية الناصر صلاح الدين والمقاومة الشعبية وقد نالت تأييداً شعبياً كبيراً. والمسألة ليست من على حساب من، إنما يمكننا القول أن نهج المقاومة أثبت فعاليته، كما دائماً، في تحقيق مكاسب للشعب في مواجهته نهج المفاوضات العقيمة والضارة والعبثية والتي لم تتمكن من الإفراج عن أسير محكوم بالمؤبد، فكل من أفرج عنهم خلال عملية التفاوض هم ممن قاربت محكومياتهم على الانتهاء، أو بعض الأسرى الإداريين، أي الذين لم يحاكموا، وكذلك أسرى اعتقلوا لمخالفات.
هل ستزيد الصفقة الإنقسام أم أنها ستدفع حماس وفتح إلى التنافس لإرضاء الشعب الفلسطيني؟وماذا عن مستقبل المقاومة الفلسطينية؟
لقد توحد الشعب الفلسطيني حول الأسرى تاريخياً. ولكن بإنجاز هذه الصفقة أصبحت مسألة الوحدة الوطنية مطلباً شعبياً. فعلى الرغم من كل المحاولات لإنهاء الانقسام إلا أن طرفي الانقسام (فتح وحماس) ما زالا يماطلان ويعرقلان إتمام المصالحة التي بالضرورة أن تفتح الباب واسعاً لحوار وطني شامل بهدف بناء وحدة وطنية حقيقية. إننا في هذا العرس الفلسطيني وفي أجواء الثورات العربية مطالبون بالإسراع لتحقيق هذه الوحدة لأن الانقسام قد جلب الضرر لقضيتنا ولشعبنا. والوحيد الذي استفاد منه هوالعدو الصهيوني. إن الحركة الأسيرة بكل أطيافها قد بادرت لإعداد وثيقة الوفاق الوطني التي أجمعت عليها كل الاطياف الفلسطينية. فالأجدى أن نحقق لأسرانا ولشعبنا أهم مكون من مكونات قوة شعب تحت الاحتلال أي الوحدة فهي السلاح الأمضى في مواجهته. ومن خلال تطبيق هذا الاتفاق الذي ينص أيضاً على أن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل في تحقيق أهدافنا وتحقيق حقوقنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على ترابنا الوطني.