تحقق الحلم بالأمس.. تحقق الشعور بالكرامة وتسنى للمواطن أن يمارس مواطنته.. او بالاحرى ممارسة الديمقراطية بعد ان كانت مجرد كلمة تلفظ... كان المشهد يوم أمس في بعض المدارس المنتشرة بمختلف ولايات الجمهورية التي تحولت إلى مكاتب اقتراع مخالفا للمعتاد.. نساء ورجالا.. شيبا وشبابا مثلوا فسيفساء من مختلف الأعمار والأجناس تجمعت بساحات المعاهد, ووسط احساس كبير بالنخوة والاعتزاز وشعوراكبر بالمواطنة وكان الهدف واحد وهو إنجاح هذا الموعد الانتخابي... لم تنجح أشعة الشمس الحارقة في الحد من عزيمتهم ولم يضنيهم التعب والعطش وطول الانتظار بل زادهم عزما وإصرارا لقناعة راسخة أن تونسالجديدة تصنع بالأمس وأن صوتهم سيصنع الفارق وسيرتقي بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة. «الأسبوعي» زارت عدد من مكاتب الاقتراع ببعض الاعداديات والمدارس الابتدائية بكل من ابن خلدون , المنار, المنزه السادس ورياض النصر2.. وقد كان الحضور المكثف القاسم المشترك بين جميع المكاتب. معضلة الأميين وسط حراسة أمنية مشددة احتشدت الجموع للإدلاء بأصواتها أمام القاعات المخصصة داخل المدرسة الابتدائية ابن خلدون ... و لعل الملفت للانتباه داخل هذه المدرسة هو الحضور البارز لكبار السن مقارنة بالشباب. سعاد محواش (ربة بيت) تنتخب لأول مرة, وتقول أنها متفائلة بشأن الانتخابات التي من شانها أن ترتقي بالبلاد كما أنها سعيدة لكونها تعيش انتخابات حقيقية. أما فوزية (ربة بيت) فهي ترى أن الانتخابات لن تكون عادلة باعتبار إلى أن الأميين لم يستطيعوا فك رموز ورقة الانتخاب وقد غادروا القاعة غاضبين ومرددين «اضطررنا إلى التصويت صدفة». وتساءلت في هذا الصدد لماذا لا يصاحب الأمي أحدا من أفراد عائلته؟ وبدوره أكد أيمن الحجري (طالب) أن ورقة التصويت كبيرة الحجم وتضم 3 قائمات حزبية بالعرض مما يجعل إمكانية الخطأ واردة ومع ذلك يبقى هذا اليوم في نظره تاريخيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وفي خضم احتجاجات الأميين تعالت الأصوات فجأة احتجاجا على رئيس قائمة مترشح لانتخابات التأسيسي حاول الدخول إلى مكتب الاقتراع متجاهلا الجموع الغفيرة التي احتشدت أمام القاعة الامر الذي استوجب تدخل الجيش الوطني لفض النزاع. أما في المدرسة الإعدادية التقنية ابن خلدون فقد أحدثت فوضى طفيفة مردها الإرسالية القصيرة التي وجهت بعض الناخبين إلى مدارس بعيدة فضلا عن الاكتظاظ في بعض القاعات مقارنة بأخرى الامر الذي استوجب حدوث بعض المشادات. حضور بارز للشباب وخلافا للمدرسة الابتدائية بابن خلدون فقد كان حضور الشباب من فتيان وفتيات مكثفا داخل المدرسة الابتدائية بالمنارالثاني أين التقطوا بعد الإدلاء بأصواتهم صورا تذكارية.. والحق يقال فالموعد سيحفظه التاريخ كما الذاكرة. عزيز وإيناس ومحمد أمين (طلبة) يعتبرون أن الأجواء التي تعيشها تاريخية فضلا عن أن الأمر يتعلق بمستقبل تونس التي نريدها حرة وديمقراطية. ورفع شعار dégage الأجواء داخل المدرسة الابتدائية بلال بالمنزه السادس كانت أكثر من هادئة فقد احترم الناخبون الصفوف المخصصة لهم رغم تذمرهم من طول الانتظار وأكد عدد منهم ل»الأسبوعي» أنهم مستعدون للبقاء إلى حدود ساعة متأخرة قصد الإدلاء بأصواتهم. وقد سبق هذا الهدوء عاصفة تمثلت في قدوم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وقد رفع في وجهه شعار degage لأنه حاول خرق طابور الانتظاروفقا لما نقله الطالب احمد كمون. اما فيما يتعلق بالمدرسة الإعدادية النصر2 فقد أشارت السيدة آمنة محيرصي زمرلي ملاحظة بجمعية مراقبون أن الأجواء طيبة رغم طول الانتظار استنادا إلى أن عدد من المواطنين دخلوا القاعة الساعة الثامنة صباحا وغادروها في حدود منتصف النهار. اللحظات الأخيرة تجدر الإشارة إلى أن عدد كبير من المواطنين قرروا الادلاء بأصواتهم في أخر اللحظات عبر خدمة الإرسالية القصيرة 1423 التي واجهت إشكالية في البداية جراء الضغط سرعان ما تمت معالجتها لاحقا. كما يذكر أن عددا كبيرا من المواطنين لم يجدوا أسماءهم مدرجه بالمدرسة التي توجهوا إليها عبر خدمة الإرسالية القصيرة الأمر الذي احدث نوعا من الفوضى والبلبلة. منال حرزي
حي التضامن اكتظاظ ولهفة على التصويت أزهر الربيع العربي أمس في تونس وزفّت الديمقراطية في عرسها الأول..ولأول مرة منذ أكثر من نصف قرن يتنفسّ التونسيون الحرية عبر ممارسة حقهم الانتخابي واختيار من يمثلهم في مجلس تأسيسي وطني يعدّ لحياة سياسية جديدة يتعطش إليها كل تونسي في كل شبر من تراب البلاد. كما كان متوقعا شهدت مكاتب الاقتراع بحي التضامن الذي يعدّ اكبر احياء العاصمة اقبالا مكثفا حيث امتدت طوابير الناخبين امام مراكز الاقتراع منذ الساعة السادسة والنصف صباحا حسب احد منظمي صفوف الناخبين مع انتشار عناصر من الجيش وقوات الأمن أمام مراكز الاقتراع. ونظرا للحشود الكبيرة من الناخبين الذين توافدوا على المدرسة الابتدائية 2 مارس بحي التضامن تعذر على منظمي الصفوف تنظيم الطوابير. وأمام اللهفة التي بدت على الناخبين في دخول القاعة وأداء الواجب الانتخابي كثرت المشادات بين الناخبين من ناحية وبين منظمي الصفوف الذين بدا عليهم الإرهاق منذ الساعات الأولى من انطلاق عملية الاقتراع. ولئن أكد الشاب احمد أنه كان من الأفضل تخصيص قاعات للرجال وأخرى للنساء تجنبا للاكتظاظ وللمشادات الكلامية بين الطرفين. أوضح عادل السبوعي ملاحظ من «جمعية تحدّي» أنه واكب انطلاق عملية الاقتراع منذ الصباح الباكر حيث تم عرض صندوق الاقتراع فارغا امام كلّ الحضور قبل انطلاق عملية التصويت، كما تم احكام اغلاق الصندوق عبر الاقفال الأربعة الصفراء امام الجميع. ملاحظات وقدم المراقب بعض الملاحظات التي دوّنها من بينها عدم تسجيل غيابات لاعضاء مكتب الاقتراع اضافة الى ان اقبال كبار السنّ على التصويت فاق بكثير حرص الشباب على ممارسة حقهم الانتخابي. ولاحظ السبوعى ( ملاحظ) انّ عددا كبيرا من الناخبين غير قادرين على القراءة والكتابة وهو ما جعلهم يواجهون بعض الصعوبات. واعرب رئيس مكتب اقتراع بنفس المدرسة انه تعذر عليهم التجاوب مع عدد من الناخبين الاميين وحاولوا إقناعهم بان اقصى ما يمكن فعله لهم هو إرشادهم الى الخلوة فقط امام عملية التصويت باعتبار أن الإختيار يعود إليهم دون اية تدخلات أو توجيهات. اتهامات وفي المدرسة الابتدائية حي التضامن 2 كانت المناوشات والمشادات حاضرة بكثافة بين الناخبين وكانت الأصوات تتعالى من بعيد وقريب في الطوابير واتهامات متبادلة بين الناخبين ومنظمي الصفوف امام مكاتب الاقتراع. وقال منظم صفّ رفض ان يفصح عن اسمه «انه منذ الصباح الباكر يحاول اقناع الناخبين بان الالتزام بالطوابير وعدم اختراقها سيسهل على الناخب وعليهم عمليات التصويت غير انّ ذلك لم يجد نفعا وطغت اللهفة على كل الناخبين والتسابق الى دخول القاعات للتصويت». رفض وقال رئيس مكتب اقتراع بالمدرسة «تعذر علينا التعامل مع كبار السنّ نظرا لعدم قدرتهم على القراءة والكتابة مما احدث جدلا كبيرا في عديد المناسبات مع بعضهم. كما رصدت «الأسبوعي» إحدى الحالات بمكتب الاقتراع بنفس المدرسة الابتدائية حيث طلب الناخب وهو رجل مسنّ من رئيس المكتب أن يقرأ له ورقة الانتخاب غير ان الأخير رفض ذلك وقال له» يحجر علينا ذلك» في المقابل غضب المسنّ ورفض الاقتراع ورمى بورقته. جهاد الكلبوسي
بن عروس إقبال مكثف على مراكز الانتخاب شهدت معظم مراكز الانتخابات بدائرة بن عروس اقبالا مكثفا من قبل الناخبين مما تتطلب ساعات من الانتظار في العديد من المكاتب وتم منح الأولوية لكبار السن والمعوقين والحوامل بعض المواطنين عبروا لنا عن تذمرهم من ترسيمهم في أماكن بعيدة عن مقر السكنى على غرار سكان المدينةالجديدة الذين لم يسجلوا أسماءهم في التاريخ المحدد مما استوجب تحويلهم الى منطقة الياسمينات التي كانت تشهد بدورها اقبالا كبيرا مما جعل البعض الآخر يعدل عن البقاء والتصويت. نقص في عدد الملاحظين بمكاتب دائرة بن عروس لاحظنا خلال جولتنا في بعض المكاتب بدائرة بن عروس وجود نقص فادح في عدد الملاحظين سواء من الأحزاب او من القائمات المشاركة وهو ما يثير نقطة استفهام في هذه المسألة خصوصا ان عدد القائمات المشاركة تقارب 70 قائمة. ناخبون لا يعرفون لمن صوتوا ! من طرائف هذه الانتخابات ما اتحفنا به بعض من الناخبين وخاصة من كبار السن الذين سألناهم عن الحزب او القائمة التي اختاروها فأجاب البعض منهم بأنهم قاموا بالواجب وانتخبوا لكنهم لا يعرفون لمن أعطوا أصواتهم المهم عندهم انهم انتخبوا وهم لأول مرة يشعرون بكونهم أحرارا في اختياراتهم. ..وناخبون لآخر لحظة لم يحددوا اختياراتهم البعض من الناخبين قالوا لنا بأنهم لآخر لحظة لم تكن لديهم اختيارات محددة وقد تم تجديد القائمة في آخر لحظة بالتشاور مع بعض الأصدقاء والاجوار وقد برروا ذلك لكونهم لا يعرفون الأحزاب الجديدة واعتبروها كلها متشابهة وزير سابق يمارس حقه الانتخابي قام الوزير فرحات المديني بواجبه الانتخابي بالمدينةالجديدة دون ان يلفت انتباه المواطنين الذين كانوا متواجدين بالمركز الانتخابي الوزير الأسبق شغل منصب وزير للنقل لفترة وجيزة لم تدم طويلا وهذا ما يفسر عدم تفطن الناخبين رضا العرفاوي